المجتمع

الانتخابات الفدرالية لشمال سوريا ثمرةٌ نضرةٌ لملحمة الانبعاث والانبثاق

إن المسيرة النضالية لحركة التحرر الكردستانية التي تُعْتَبَرُ من أعظم الحركات تأثيراً على الشعب الكردي خاصة، وعموم الشرق الأوسط؛ هي نِتاجُ فكرٍ وفلسفةٍ نيَّرةٍ استمدت أصالتها وعراقتها ونقاءها من التكوين المعصومِ لشعبٍ مظلوم، تعرض لأبشع أنوع الإنكار والإبادة والصَّهر منذ قرون وعقود من الزمن، ولازال مُعرَّضاً للإنكار والإبادة والإرهاب إلى وقتنا الراهن، وبأكثر صورها توحشاً وإرهاباً، حيث يقول قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان في العديد من كتابته: “إن مسيرة النضال المتجسدة في الـPKK   قد جرى خوضها – فقط وفقط – من أجل قضية الوجود بالنسبة للكرد، فعندما يكون الكُرد موضوع الحديث، فالعمل على تعريف الكرد وهم في حالة الوجود والنشوء والوعي يشكل أرضية الفهم الجذري للموضوع، كان وجود الكرد مَثَارَ جدلٍ وسِجالٍ ربما بالنسبة إلى أغلبية المجتمعات والدول حتى أَجَلٍ قريب، ولكي يُثبت الكرد وجودهم؛ عانوا حوادثَ قمعٍ وإنكارٍ وإبادةٍ وصلت في القرنين الأخيرين إلى مستويات ما من كيان اجتماعي شهد مثيلاً له، كما مورست بحقهم إبادات ثقافية وجسدية، وأقحمت شتى أنواع العنف والأجندة الايدلوجية  بغية الإنكار والتشتيت جسدياً وثقافياً [ذهنياً] على السواء في موطنهم الأم كردستان، وبالإمكان القول: “إنه لم تبق آلية قمعٍ ونهب وسلب، إلا ومارستها، وصولاً إلى منزلة التطهير العرقي  والإبادة”.

وفي ظلِّ هكذا واقعٍ مرير؛ ظهرت الحركة التحررية الكردستانية  بقيادة “حزب العمال الكردستاني” بمثابة المُنقِذِ الإلهي في ظل الظروف والإحداث المأساوية التي تعصف بالشرق الأوسط، وكردستان بشكل خاص. إن التمعن في التاريخ المديد من النضال الدؤوب لمدة أربعين سنة قد يُستعصى على المرء أن يفي هذه الحركة العظيمة حقها؛ في جعل شعب ينبثق من العَدَمِ إلى الحياة، وخاصة ونحن نعيش في روج آفا وشمال سوريا أكثر سِنِيْها عطاءً ونضالاً منبثقاً من فكر وفلسفة هذه الحركة العظيمة في عطائها وسخائها، فقد قيل الكثير عن “حزب العمال الكردستاني” إنه ملحمة الانبعاث من العدم؛ ملحمة شعب تم دفنه في قبور إسمنتية، وكُتِبَ على شاهدة قبره “كردستان التي تتخيلونها مدفونة هنا”؛ ملحمةَ شعبٍ تعرض لسياساتِ الإنكارِ والتشريد والمجازر التي قل مثيلاتها في التاريخ؛ ملحمة ميلاد حزب ثوري مُؤمِنٍ بوحدة الشعوب وتحررها وإخوَّتِها، ميلاد انطلاقةٍ بدأت بمجموعة طلبة متنوعة الأقوام مؤمنين بالأخوة التاريخية المشتركة بين شعوب المنطقة، وتحولت إلى حركة شعبية جماهيرية عارمة  قِيلَ عنه إنه حزب الشهداء، وقيل بأنه حزب المرأة، والعديد من الصفات التي لا عد لها و لا حصر وهي تعني جميعها، وبمناسبة الذكرى الأربعين لميلاد  “حزب العمال الكردستاني” ، واقتراب المرحلة الثانية من انتخابات الفدرالية الديمقراطية لشمال سوريا كان لصحفية الاتحاد الديمقراطي اللقاءات التالية مع عدد من مؤيدي ومحبي ومناصري قائمة الأمة الديمقراطية  في روج آفا وشمال سورية، وهم يحتفلون بالانجازات والمكتسبات التي حققتها روج آفا وشمال سوريا بجميع مكوناته، واستذكار ميلاد الانبعاث والانبثاق الأربعين ليس للشعب الكردستاني فحسب بل لجميع شعوب الشرق الأوسط، والتي تتوجت بالانتخابات الفدرالية الديمقراطية للشمال السوري حيث تحدث إلى صحفيتنا  بهذا الصدد:

رشيد اليوسف عضو علاقات حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM  في ناحية تربسبية؛   

نحن نعيش في هذه الأيام أوقات تاريخية في روج آفا وشمال سوريا، وخاصة ونحن مقبلون على المرحلة الثانية من انتخابات الفدرالية الديمقراطية لروج آفا ولشمال سوريا، حيث من المقرر إجراء انتخابات المجالس والبلدات والنواحي والمصادف في 1\ 12 \2017 من الشهر المقبل؛ وهذه الانتخابات هي بالغة الأهمية من أجْلِ بناءِ مجتمع ديمقراطي مدني تعددي متساوٍ في الحقوق والواجبات على أسس ومبادئ الأمة الديمقراطية، ويشترك فيها جميع مكونات الشمال السوري لإثبات إرادتهم الحُرَّة وترسيخ بُنيان مجتمعهم المؤسساتي على أُسُسِ ومبادئ إخوَّة الشعوب والعيش المشترك، لأجل ذلك تعتبر الانتخابات الفدرالية لشمال سوريا ضرورة وجودية؛ والتي دعا إلى تمتين أواصرها قائد الشعب الكردي ومُلهِمِ الأمة الديمقراطية “عبد الله أوجلان” والتي يحتفل شعبنا هنا بالذكرى الأربعين لملحمة وميلاد الانبثاق، حيث يُعتبر مشروع الفدرالية الديمقراطية نِتاجاً وامتداداً لفكرِ وتضحياتِ حركة التحرر الكردستانية وانتصاراتها، والتي أصبحت ميراثاً لجميع شعوبِ ومكوِّناتِ روج آفا وشمال سوريا عبر مقاومتها وفكرها المستندة إلى مبادئ الأمة الديمقراطية العصرانية، والتي بات انتصاراتها وصمودها أحد أبرز وجوهها الحقيقي، والإرادة التي أبداها “كردستان” عامة وروج آفا والشمال السوري خاصة والتي تَجَلَّت في المقاومة التاريخية “لكوباني”  و”سري كانيه” و”شنكال” وسور “آمد” و”جزيرة بوطان” و”شرناخ” .. وغيرها،  حيث لم تقتصر هذه المقاومة على الشعب الكردي وحده، بل تجاوزه  لتُصبح مقاومةً لجميع الشعوب التوَّاقة للحُرِّيَةِ والانعِتاقِ من الاستعباد، والتي تُعتَبَر مشروع الفدرالية الديمقراطية تتويجاً لهذه الإرادة المتجددة.

غالية أحمد إدارية بمؤتمر ستار في ناحية تربسبية:

في البداية نُهنِئْ المرأة الكردستانية وجميع نساء العالم؛ بالذكرى الأربعين لتأسيس “حزب العمال الكردستاني” حيث يمكننا القول وبكل ثقة إن الثورة التي قادها حركة التحرر الكردستانية بقيادة القائد “عبد الله أوجلان” هي في حقيقة الأمر ثورة المرأة قبل كل شيء؛ حيث يقول القائد “أوجلان”: إن حرية المجتمع تأتي من حرية المرأة، وبقدر امتلاك المرأة لإرادتها الحرة الندَّية؛ بقدر ما يكون المجتمع حراً، وهذا ما بات واضحاً للعيان في الانتخابات الفدرالية “لروج آفا وشمال سوريا” حيث تُشكِّل نسبة تمثيل المرأة فيها 50% مناصفة مع الرجل، وهنا يجدِرِ الإشارة إلى أن نِتاجَ المسيرة التحررية لهذا الفكر العظيم  بمختلف مراحلهِ سنجد أن هناك شخصيات ورموزاً خالدة في الذاكرة والوجدان الكردي من أمثال بريتان و”زيلان” و”مزكين” و”ساكينا” وغيرهن الكثيرات اللواتي أثبتن للعالم أجمَع؛ أن المرأة المالكة لإرادتها الحرة هي المرأة الأكثر تحرراً في العالم أجمع؛ فما قدمه القائد “عبد الله أوجلان” من فكر تحرري يسعى لتخليص المرأةِ من الذهنية الذكورية المتسلطة منذ ما يقارب الخمسة آلاف عام، وجعلها في المسار التاريخي والحقيقي لكينونتها الطبيعية في قيادة المجتمع، و بشكل ندِّي مشترك مع الرجل، هو السبيل الوحيد لدمقرطة المجتمع وانتشاله من نير الاستعباد والتسلط القابع على كاهل المجتمع منذ أمد طويل، حيث يمكننا القول: “إن الثورة في شمال سوريا هي امتداد لملحمة الانبثاق وإثباتٌ لهذا التحول والتطور التاريخي في تغيير الذهنية المتسلطة الذكورية، وترسيخٌ للقيم الإنسانية الطبيعية التي انتزعها النُظٌم التسلطية من المجتمع. فما قدمتها الشخصيات الخالدة في روج آفا من آمثال “آرين ميركان” و”بيريفان” و”وارشين” و”فيان بيمان” وغيرهن، هو تأكيد متجدد في رغبة المجتمع في الخلاص من الاستعباد المتجسد في استعباد المرأة، حيث تعدُّ الانتخابات الفدرالية التي ستُجرى في الأول من الشهر المُقبل؛ برهان على أن المرأة رائدة في جميع مراحل النضال، وحقيقةَ هذه الرِّيادة؛ هو إرادتها الحرة المستمدة من فكر وفلسفة القائد “أوجلان”.

حجي فرحان مرشح في قائمة الأمة الديمقراطية:

إن الانتخابات الفدرالية التي ستُجرى في روج آفا وشمال سوريا، هي ثمرة دماء الشهداء، وتمتينٌ لأواصر أسُس الأمة الديمقراطية،  والتعايش المشترك بين جميع مكونات الشمال السوري، حيث يمكننا القول: “إن هذا الكرنفال والعرس الديمقراطي هو الحل الأمثل للمعضلة السورية المستفحلة منذ قرابة السبعة أعوام، وجواباً واضحاً لجميع المؤامرات التي تُحاك ضد إرادة الشعب السوري عامة، فقد أثبتت الوقائع؛ فشل جميع المؤتمرات التي عُقِدَتْ لحل الإشكالية السورية، والتي لم تكن سوى تجمعات عنصرية إرهابية بأجندات ومخططات خارجية دخيلة؛ غرضها تعميق الأزمة، وإطالة أمد الحرب والدمار، والتي باتت واضحة من حيث هجماتها المتكررة على المشروع الديمقراطي الوحيد الذي اثبت نجاحه في الشمال السوري، ومحاولتهم إبعاد ممثلي هذا المشروع الحقيقيين المتمثل بالفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا عن أي محفل دولي  يكون لها شأن لحل المعضلة السورية، لذلك يُعدُّ إجراء الانتخابات الفدرالية وبناء هيكليتها المؤسساتية الحل الامثل لعموم سوريا، كونها أصبحت ضرورة وجودية لم يعد بالإمكان تجاهلها، والبديل الديمقراطي الأكثر واقعيةً؛ كونها ممثلة من جميع مكونات سوريا وتستند إلى مبادئ الأمة الديمقراطية المستمَدَّة من الفكر التحرري لفلسفة القائد أوجلان  في العيش المشترك والإرادة الحرة ضمن مجتمع تعددي ديمقراطي مشترك.

حمزة مرا د مؤيد لقائمة الأمة الديمقراطية:

في البداية نُهنئ جميع الشعوب الحرة على ميلاد حزب “العمال الكردستاني” ونبارك لجميع مكونات روج آفا و شمال سوريا هذا المحفل الديمقراطي، الذي ستُجرى في الأول من الشهر المقبل، لقد حُرِمَ المواطنون السوريون “في بوتقة النُظم المهيمنة الدكتاتورية” من ممارسة إرادتهم الحُرَّة، وانتخاب ممثليهم الحقيقيين ضمن المجتمع، حيث كان المجتمع بمثابة حقل تجارب في سجن كبير لاستغلاله واحتكار حريته، ومع انطلاقة الثورة في روج آفا وامتدادها لعموم الشمال السوري، وبريادة الفكر التحرري المستمد من فلسفة الأمة الديمقراطية، تكونت النُّواة الحقيقية لدمقرطة عموم سوريا من خلال طَرْحِها بداية مشروع الإدارة الذاتية، والذي حافظ على التماسك المجتمعي، وبَنَتْ مؤسساتها المدنية ليصبح المشروع و تطبيقه مطلباً لعموم الشمال السوري من خلال توسُّعها بمشروع الفيدرالية الديمقراطية، لذلك فالانتخابات الفدرالية المقبلة تعدُ مطلباً، ومسؤوليةً مجتمعيةً جامعةً لعموم روج أفا وشمال سوريا ومُنطلقَاً لبناء سوريا اتحادية ديمقراطية تشمل جميع أطيافه ومكوناته.

زر الذهاب إلى الأعلى