تقاريرمانشيت

ألم يحن الوقت لوضع حدٍّ لأردوغان وحكومته؟

دأب أردوغان وحكومته (المستفيد الأكبر من تفاقم الوضع السوري) على إطلاق التهديدات بالهجوم على شرق الفرات في سوريا, بحجة الأمن القومي التركي, وبعد أن تم القضاء على (داعش) الطفل الذي تبنته حكومة العدالة والتنمية ووجهته من أجل تنفيذ مخططاتها وخدمة أجنداتها في المناطق الكردية بسوريا, تحاول أنقرة التدخل بنفسها لاحتلال تلك المنطقة وارتكاب المجازر بحق الكرد وباقي الشعوب التي تحارب وترفض الفكر الإخواني العثماني..

ولتجنب تأثيرات شرائها منظومة s400 من روسيا, مخالفةً بذلك قوانين حلف الناتو بوصفها القوة الثانية فيه, وتطبيقاً لخطة (الهجوم خير وسيلة للدفاع) لعلّها تنجح في درء نفسها من عقوبات أمريكية أوروبية شبه مؤكدة, استخدمت حكومة أردوغان لغة التهديد, فهددت أوروبا بفتح حدودها معها أمام اللاجئين, وبأن أوروبا لن تصمد ستة أشهر أمام تدفقهم بحسب وزير خارجية أردوغان (صويلو), وأيضاً تهدد باجتياح المناطق التي حررتها قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي من تنظيم داعش, رغم أن الاعتداء على تلك المناطق يعتبر اعتداءً على التحالف الدولي ونسف جهوده في تأمينها واستقرارها منذ خمس سنوات.

وبخصوص السياسة التركية في سوريا أوضح رئيس المخابرات التركية السابق (إسماعيل حقي بيكين) لإحدى الصحف التركية قائلاً:

واشنطن تسعى لأن تكون القوات الأوروبية هي المشرفة على المنطقة الآمنة المزمع إقامتها في شمال سوريا, وروسيا تريد تطهير إدلب من العناصر الإرهابية، لكن تركيا تحاول إقناع الولايات المتحدة بإنشاء منطقة آمنة في سوريا تتولى كامل الإشراف عليها, وتحاول إبقاء الوضع في إدلب كما هو عليه, والفشل سيكون مصير الجهود التركية في الحالتين.

كما أكّد (بيكين) أن حل المسألتين سيطول، بسبب اختلاف وجهات النظر التركية مع واشنطن وموسكو, وقال:

إن تركيا لن تحصل على ما تريد في كلا الموضوعين, فالولايات المتحدة تريد أن يسيطر الأوروبيون وليس تركيا على المنطقة الآمنة في سوريا,

وأيضاً الولايات المتحدة أرسلت رسالة إلى الكرد بأنها لن تتخلى عنهم, فبالتزامن مع وجود جيفري في تركيا، وصل إلى شمال وشرق سوريا وفد أمريكي بقيادة الجنرال (كينيث ماكينزي) قائد القيادة الأمريكية الوسطى، والسفير الأمريكي (وليام روباك)، وعدد من مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية, حيث جددوا الالتزام بحماية شمال وشرق سوريا من أية تهديدات.

كما أشار موقع (المونيتور) الأمريكي إلى أن الولايات المتحدة وتركيا تتفاوضان على عدة نقاط مثيرة للجدل متعلقة بالمنطقة الآمنة المتوقع إنشاؤها في شمال سوريا, حيث نقل الموقع عن مصادر بأن (جيمس جيفري) تمكن من إقناع المسؤولين في شمال وشرق سوريا بإنشاء منطقة آمنة مع وجود بعض النقاشات التي لم يتم إيجاد حلول لها، مثل رغبة تركيا في أن تمتد المنطقة من (جرابلس) إلى (كري) سبي وبعمق 40 كم، وتصر قوات سوريا الديمقراطية على ألا يتجاوز عمق المنطقة 10 كم كحد أقصى, وألا تشمل كوباني، وكري سبي، وعين عيسى, وتركيا ترغب أن تكون لها السيطرة الكاملة على كوباني وكري سبي تماماً كما احتلت عفرين، والسيطرة الكاملة على المجال الجوي فوق المنطقة الآمنة، وقوات سوريا الديمقراطية مصرّة على أن تكون السيطرة الجوية المطلقة للتحالف الدولي والولايات المتحدة لإبعاد أي هجمات جوية تركية قد تستهدفها مستقبلاً.

كما أكّد موقع (المونيتور) أن الهدف الحقيقي لتواجد القوات الأوروبية في المنطقة الآمنة هو مراقبة خط وقف إطلاق النار, إذ يستحيل تشكيل دوريات مشتركة بين تركيا والولايات المتحدة, لذا من المفترض مشاركة فرنسا ودول أخرى لمراقبة الخط الفاصل بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية.

وبخصوص التهديدات التركية قال (شاهوز حسن) الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD:

الحوار هو الأساس لاستمرار السلم، ولكن أي هجوم تركي سيجابه بمقاومة كبيرة, وسيكون له تداعيات على السياسة الأمريكية والروسية, وعلى الجميع أن يعلم أن هجوماً تركيا في حال وقوعه لن يجلب الفوضى لشعب المنطقة فقط، بل سيجلب الفوضى لتركيا أيضاً.

كما فنَّدَ (حسن) الادعاءات التركية، موضحاً:

لم تُطلق رصاصة واحدة من شمال وشرق سوريا باتجاه تركيا, بل على العكس تماماً، فكل الهجمات التي حصلت على الحدود كانت من الجانب التركي, وتركيا تهدد أمن وسلم المنطقة، يجب وضع حد للتهديدات التركية, يجب أن يدرك المجتمع الدولي والأمم المتحدة أن تركيا تهدد الأراضي السورية ومستقبل المنطقة.

وشدد (شاهوز حسن) على أن الدول المعنية إذا كانت راغبة بحماية المنطقة، فيجب عليها سد الطريق أمام التدخل التركي.

 لافتاً إلى أن  تركيا تريد اصطياد أكثر من عصفور بحجر واحد, حيث قالل:

تركيا تريد احتلال جزء من الأراضي السورية وإبادة الكرد, وهي تتذرع بأنها تريد إعادة من تسميهم بالمواطنين السوريين، ولكن هم في حقيقتهم مرتزقة مرتبطون بتركيا، وتسعى من خلال ذلك إلى تطهير المناطق الكردية من الكرد وتوطين المرتزقة بدلاً منهم, وكذلك تريد تشكيل حكومة مرتبطة بالإخوان المسلمين وبالدولة التركية وهذا وضع خطر للغاية.

وأكّد (حسن) بأن مناطق شمال وشرق سوريا هي مناطق آمنة, وأن تركيا هي التي تهدد أمنها، متسائلاً:

كيف يمكن للقوى الدولية حماية أمن المنطقة؟

الحوار هو الأساس، ولكن إذا لم تتخذ تركيا من الحوار أساساً للحل وهاجمت حينها سنقاوم.

وتابع حسن: أيضاً مشكلة داعش لم تحل بعد، والهجوم سيعطي فرصة لدخول قوات النظام وإيران إلى المنطقة, والهجوم سيكون له تداعيات على السياسية الأمريكية والروسية أيضاً.

كما أشار حسن إلى تأزم الوضع التركي قائلاً:

الدولة التركية وحكومة حزب العدالة والتنمية تعاني من أزمات على الصعد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية, فالشعب التركي من خلال الانتخابات الأخيرة اختار الديمقراطية، وقال لأردوغان: (لم نعد نقبل بسياساتك), فهم إذا شنوا هجوماً بعقلية فاشية على شمال وشرق سوريا، لن يجدوا حلولاً لمشاكل تركيا, ولا يحق لأردوغان وحكومته شن هجوم على شمال شرق سوريا.

ولأن التاريخ يعلمنا أن كل دكتاتورٍ مصيره الذل والعار في النهاية, يتساءل العالم: ألم يحن الوقت لوضع حدٍّ لأردوغان وحكومته؟

زر الذهاب إلى الأعلى