تقاريرمانشيت

مقاطعة الشهباء …حيث المقاومة السبيل الوحيد لمواجهة التحديات والتهديدات

عَقِبَ احتلال الجيش التركي والمجموعات الارهابية المرتزقة مدينة عفرين في 18 آذار2018 وبالاتفاق مع روسيا والنظام السوري، بات مصير مناطق “الشهباء” تحت تهديد مباشر خاصة مع إصرار الجانب التركي ومجموعاته الإرهابية على التمدد بقرى وبلدات تلك المنطقة التي أصبحت ملجأً لمئات الآلاف من مهجَّري عفرين والمناطق الأخرى.

خلال الفترات السابقة عانت هذه المنطقة من واقع مرير نتيجة ضعف البنى الخدمية كونها شهدت معارك ضارية بين المجموعات الإرهابية وقوات النظام من جهة وبين وحدات حماية الشعب وتلك المجموعات أبرزها كان تنظيم داعش الذي ارتكب مجازر بحق سكان “تل حاصل وتل عرن” وبعض القرى الأخرى.

المعارك الأخيرة انتهت بتحرير العديد من البلدات والقرى التابعة لمقاطعة الشهباء من الإرهاب والمجموعات المرتزقة، وهبَّ سكانها لتنظيم شؤونهم الإدارية والحياتية خاصة فيما يتعلق بالحماية والأمن والاستقرار، لكن الاستهداف العشوائي ومحاولات إعادة احتلال المنطقة والسيطرة عليها من قبل المرتزقة والجيش التركي لم تتوقف، وممارسات الضغط على السكان وحصارهم من كافة الجوانب لم ينقطع، وبالرغم من ذلك حافظ سكان المقاطعة على مكتسباتهم وبقوا صامدين في أرضهم؛ شعارهم المقاومة والمضي قدماً على خطى الشهداء.

جغرافية مقاطعة الشهباء

تمتد مقاطعة الشهباء على طول ريف حلب الشمالي، وعلى طول الحدود التركية, وتتمتع بموقعها الاستراتيجي بين شرق البلاد وغربه  تتميز بالتنوع  السكاني والذي يشكل فسيفساءً مصغرا عن سوريا، نظراً لتواجد العديد من المكونات والثقافات، إضافة إلى تنوعها الزراعي فهي غنية بالمواقع الأثرية أيضاً، وكون المنطقة تتمتع بهذه المميزات فقد كانت محط أنظار العديد من القوى الداخلة في الصراع وفي مقدمتهم النظام التركي المحتل وروسيا وإيران والتنظيمات الارهابية المرتزقة كداعش والنصرة وأحرار الشام ، لكن الأول كان له أهداف عدوانية وأجندات توسعية احتلالية لذا فقد استخدم كل الوسائل والادوات من أجل السيطرة على المنطقة  وتغيير ديمغرافيتها لِما يتناسب سياساته الموجهة ضد الشعب الكردي المقاوم للسياسات التركية في سوريا وفي عموم الشرق الاوسط.

وللتعرف أكثر على جغرافية مقاطعة الشهباء، والمواقع الأثرية والأهمية الاستراتيجية، والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية بما فيها الجزء المحتل من قبل جيش الاحتلال التركي.

موقع الشهباء وتسميتها

تطلق تسمية مقاطعة الشهباء على المساحة الجغرافية التي تصل إلى أكثر من 5000 كم مربع، على امتداد طولي يصل إلى حوالي أكثر من 95 كم وبعمق 55 كم من ضفاف نهر الفرات وحتى سلسلة جبال ليلون غرباً، وتضم مدن مثل جرابلس (قير قاميش)، ومنبج، والباب، بالإضافة إلى منطقة السفيرة.

وتعتبر مقاطعة الشهباء صلة وصل بين حضارة مزبوتاميا والغرب وهي البوابة الرئيسية والخاصرة السهلية الخصبة لسلسلة جبال طوروس والجبال الساحلية للبحر الأبيض المتوسط، وتعتبر القاعدة الوحيدة للانطلاق نحو عمق سوريا.

تتبع لمقاطعة الشهباء خمس مدن وما يقارب 600 قرية، تتراوح مساحتها ما بين الكبيرة والصغيرة.

نبذة عن مدن الشهباء..

منطقة جرابلس: تتألف من مدينة جرابلس، والمئات من القرى العربية والكردية، وتقع على بعد 125 كم شمال شرق مدينة حلب على ضفاف نهر الفرات، يحدها من الغرب مدينة إعزاز، ومن الشمال مدينة منبج، وبحسب إحصائيات عام 2004 يبلغ عدد سكان منطقة جرابلس ما يقارب90 ألف نسمة، وأغلبية سكانها من الكرد والعرب.

سميت المدينة في عصر الحثيين أي قبل 5000 عام “كركميش”.

منطقة منبج: وتتألف من مدينة منبج  والعديد من القرى العربية والكردية، وهي إحدى أقدم المدن التاريخية في ريف حلب الشمالي.

تقطن منبج المكونات الكردية والعربية والتركمانية والشركسية وغيرها من المكونات منذ مئات السنين.

منطقة الباب: تتألف من مدينة الباب والمئات من القرى والبلدات والنواحي الكردية والعربية مثل “تادف ودير حافر والراعي”، وتعتبر المدينة من أقدم المدن التاريخية التابعة للشهباء، ويعود تاريخها إلى العهد الروماني، تقع المدينة شمال شرق حلب بـ 38 كم، وتشكل أيضاً نموذجاً لتعايش المكونات من الكرد والعرب والتركمان والأرمن.

منطقة السفيرة: تتألف من مدينة السفيرة، ومئات القرى والبلدات العربية والكردية، مثل تل حاصل وتل عران، يبلغ عدد سكانها أكثر من 178 ألف نسمة حسب احصائيات عام 2008.

والسفيرة كلمة سريانيه وتعني” الجميلة”، وهي عامرة بالبساتين والأنهار, وما يزال فيها آثار قنوات الري القديمة وأماكن تجمع المياه، لذا أطلقت عليها اسم “القورات” وهي كلمة سريانية تعني “بركة الماء البارد”.

منطقة إعزاز: تتألف من مدينة إعزاز، والمئات من القرى والبلدات الكردية والعربية مثل أخترين ودوديان وتل رفعت ومارع، يبلغ عدد سكانها أكثر من 250 ألف نسمة. وتقول مصادر بأن بناء المدينة يعود إلى العهد الميتاني، وأنها تنتمي إلى حضارة (بيت آغوشي ورأس شمرا).

وطرأ العديد من التغيرات على أسماء الأماكن   كنتيجة للتغيرات والتطورات الديمغرافية التي طرأت على المكان.

أهمية مقاطعة الشهباء من الناحية الجيوسياسية والاستراتيجية:

تعتبر مقاطعة الشهباء نموذجاً مصغراً عن التنوع المجتمعي السوري، لذا تحاول القوى الخارجية وضعها تحت سيطرتها، وتتهافت الدولة التركية بالسيطرة على كامل جغرافية المدينة لنهب ثرواتها وضرب النسيج الاجتماعي المتنوع الممتد لمئات سنين خلت، كما أنها البوابة الرئيسية والخاصرة السهلية الخصبة لسلسلة جبال طوروس والجبال الساحلية للبحر الأبيض المتوسط.

وعليه احتلت تركيا قسماً كبيراً من مقاطعة الشهباء للعبور إلى العمق السوري مدينة “حلب”، ولتقطع الطريق أمام تشكيل فيدرالية ديمقراطية في شمال سوريا

مكونات مقاطعة الشهباء

يقطن مقاطعة الشهباء نسيج متنوع من المكونات والطوائف مثل الكرد والعرب والشركس والأرمن والتركمان، بالإضافة إلى الحضر من الجذور الأوربية، إلى جانب وجود عوائل سريانية وآشورية وكلدانية وعوائل من الأرناؤوط.

هذا وقد عاش الإيزيديون والمسيحيون والمسلمون والعديد من الطوائف والمذاهب إلى جوار بعضهم البعض منذ آلاف السنين دون أن يتصادموا أو يعتدوا على بعضهم البعض، لكن هذا لم يكن يخدم الأنظمة السلطوية التي ألّبت الشعوب ضد بعضها البعض.

المواقع والأماكن الأثرية

تتميز الشهباء بمعالمها الأثرية، من أسواق شعبية ومخافر قديمة ومساجد تاريخية والعديد من الأبنية القديمة، إضافةً لوجود أقنية مائية جوفية، يقال أنها تعود للعهد الروماني وكان يمر من خلالها نهر الذهب.

وكما تشتهر مقاطعة الشهباء بكثرة تلالها الأثرية والتاريخية القديمة يعود تاريخها إلى فترة ما قبل الميلاد كـ(تل عرن وتل حاصل وتل حيجر وتل دوينة وتل أحمر وتل حبو وتل ليمان وكوله جبولي وتل كوم بينار، بالإضافة إلى العديد من التلال الأخرى.

 المقاطعة من الناحية الاقتصاد

تمتاز الشهباء بوجود العديد من المقومات الاقتصادية التي تعتبر عماد الاقتصاد في حلب على مدى التاريخ، حيث يتواجد فيها ثروات باطنية بحسب مراجع، كما تعتبر مخزون من المياه، لامتلاكها الأنهار مثل نهر الفرات ونهر القويق ونهر الساجور، بالإضافة إلى أن تربتها غنية وصالحة للزراعة.

وكل ذلك يمكنها من زراعة العديد من أنواع الحبوب والبقول، كالقمح والشعير والعدس والحمّص، إضافةً للخضراوات والتي تنتج بكميات كبيرة. ويعمل سكانها في الزراعة وتربية المواشي والحيوانات الأليفة والبناء والصناعة والتجارة.

 بدأ التغيير الديموغرافي في سوريا منذ عام 1516 بعد احتلالها من قبل الإمبراطورية العثمانية، حيث أخضع الاحتلال العثماني مقاطعة الشهباء لتغييرٍ ديموغرافي، نظراً لغناها بكافة المقومات، ليستكملها النظام البعثي فيما بعد بسياسة التعريب.

بتاريخ 2013 عاد الاحتلال التركي بسياساته العدوانية ضد مكونات وشعوب شمال سوريا، وعلى رأسها الشعب الكردي، بارتكاب أول مجزرة بحق أهالي تل عران وتل حاصل بمنطقة السفيرة، عبر مرتزقته من جبهة النصرة ولواء التوحيد.

ومارس الاحتلال التركي النهج التعسّفي بأساليب مختلفة وسياسة تغيير التركيبة السكانية ذات الطابع المميز والخاص، عبر دمج جماعات ليس لها ارتباطات لا ثقافية ولا اجتماعية أو تاريخية فيها، في محاولات لإعادة أحلام السلطنة العثمانية.

المناطق الواقعة تحت الاحتلال التركي

احتل النظام التركي بشكل مباشر مدناً من مقاطعة الشهباء بدءاً من مدينة جرابلس في آب 2016 بالاتفاق مع تنظيم داعش الارهابي، ليقطع الطريق أمام قوات سوريا الديمقراطية التي كانت تحارب التنظيم، ومن ثم توغل الاحتلال التركي في المنطقة وانتشر في قرى قباسين واخترين وراعي، مارع ومنطقة الباب، وإعزاز، ليصل إلى احتلال ما يقارب 2000 كيلو متر مربع، خلال فترة قصيرة، وكانت لاتفاقات استانا دورٌ كبير بهذا الخصوص.

أما المجموعات المرتزقة العاملة في تلك المنطقة والخاضعة تحت الإمرة التركية فهي(فرقة الحمزة، وفيلق الشام، والسلطان مراد، وحركة أحرار الشام، وحركة نور الدين الزنكي، وجيش التحرير، وصقور الجبل، والجبهة الشامية، فيلق الشام)، والعديد من الفصائل المرتزقة الأخرى والتي وحدتها تركيا تحت رايتها وتتحرك وفق املاءاتها واجنداتها.

والجدير بالذكر أن غالبية مناطق الشهباء التي احتلتها تركيا كانت محتلة من قبل مرتزقة داعش سلمتها الأخيرة لتركيا للوقوف بوجه قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب.

الواقع الاجتماعي

عانى أهالي الشهباء من السياسات الشوفينية التي اتبعتها الأنظمة الحاكمة تباعاً، فالنظام العثماني مارس كل أشكال التغيير الديمغرافي واستهدف التنوع الديمغرافي المتعايش سلماً طيلة المراحل التاريخية، بيمنا عمد النظام السوري إلى بث النعرات الطائفية والعرقية والمذهبية بين المكونات ومارس سياسة التعريب كما عموم الشمال السوري، وذلك عبر إخلاء المنطقة من سكانها الأصليين خاصةً المكون الكردي وجلب عشائر من حلب وإدلب والجزيرة إلى المنطقة، وتحويل مستندات ثبوتية لأراضي الأهالي إلى اسم عائلات عربية، حيث شهدت المنطقة حينها نسبة هجرة كبيرة عدا عن الذين نفاهم النظام البعثي إلى لبنان والدول الأوربية، كما وهاجر العديد من الكرد إلى  منطقة كوباني وعفرين.

وفي ظل سيطرة مرتزقة داعش على مدن وبلدات الشهباء بين  2013-2015، مارست بحق أهالي المنطقة شتى الممارسات اللاإنسانية  وحينها نزح الآلاف من أهالي المنطقة إلى مقاطعة عفرين وكوباني، وتم افتتاح مخيمي الشهباء وروبار في عفرين لإيوائهم.

أهالي مقاطعة الشهباء، التفوا حول الإدارة الذاتية في مقاطعة عفرين، بعد المعاملة الحسنة التي تلقوها من قبلهم، وفي عفرين شكلوا مجلس منطقة الباب، لإدارة الأهالي، حيث قرروا أن ينظموا أنفسهم.

تشكيل مجلس إدارة الشهباء

مناطق الشهباء جزءٌ لا يتجزأ من ثورة روج آفا  شمال سوريا

 مع انطلاقة ثورة 19 تموز2012 التي بدأت شرارتها من مدينة كوباني وما تلاها من تطورات على الصعيد السياسي والعسكري والإعلان عن الإدارات الذاتية في المقاطعات الثلاث (كوباني ،جزيرة، عفرين) فيما بعد أعلن عن النظام الفيدرالي في شمال سوريا في 2016 ضمن المؤتمر التأسيسي الأول والتي تمثلت فيه كل أطياف الشعب السوري على مبدأ العيش المشترك وإدارة سكان المناطق المحررة لنفسها تنظيمياً وإدارياً، طيلة تلك الفترة وفي مجمل أحداثها كان لسكان مناطق الشهباء نصيب كبير في المشاركة والتنظيم وكان لهم ممثليهم في كل المؤتمرات التأسيسية.

تشكل مجلس إدارة الشهباء في 24/آذار 2015 خلال المؤتمر التأسيسي الذي عقد في مقاطعة عفرين عوضاً عن مجلس منطقة الباب، وبقي المجلس يتابع وضع المنطقة عن بُعد، لأن المنطقة كانت محتلة من قبل مرتزقة داعش ومرتزقة جيش الاحتلال التركي.

إلا أن الأهالي أطلقوا العنان لأنفسهم، مطلع عام 2016، حيث بدأت الفصائل الثورية بحملة تحرير قرى وبلدات ومدن مقاطعة الشهباء، وبعد معارك دامت لأشهر، حررت الفصائل تل رفعت، كفر نايا، منغ ومطارها العسكري، كفر ناصح، دير جمال، أحرص، عين دقنة، بيلونية، شيخ هلال، كفر أنطون والشهابية وتل عجار، بالإضافة إلى العشرات من القرى الأخرى.

وبعد تحرير جزء من الشهباء، انتقل المجلس للعمل في المنطقة على الفور، وافتتح مركزاً له في قرية أحرص، وخلال فترة زمنية شكل المجلس مجالس محلية في المناطق المحررة.

وقام المجلس بتشكيل نواحي واُتبعت القرى إليها وهي “ناحية تل رفعت، ناحية كفر نايا، ناحية احرص، ناحية أم حوش، وناحية فافين”.

مجلس الأعيان والشيوخ الشهباء

تم تشكيل مجلس أعيان وشيوخ الشهباء خلال المؤتمر الذي انعقد في 28 كانون الثاني 2016 وحضره عدد كبير من وجهاء العشائر ومكونات من مناطق جرابلس، مارع، إعزاز، منبج، الباب، تل رفعت، السفيرة وجبل سمعان. وخلاله تم تعيين 28 عضواً للمجلس.

وكما عقدت إدارة مجلس الشهباء مؤتمرها الثاني وأعادت هيكلية المجلس بزيادة الهيئات التابعة له.

المرأة في مقاطعة الشهباء المحررة

حال نساء الشهباء لم يكن يختلف عن حال المرأة بشكل عام، عبر تهميش المجتمع لها من كافة النواحي، فنساء الشهباء عانين من العبودية والحرمان ومن تحقيق أهدافهن الحياتية وممارسة حقوقهن في العيش والتعليم والإدارة، إلى أن استجمعت النساء قوتهن وقررن إزالة ثوب العبودية عن أنفسهن، وذلك عبر انجازهن خطوات تاريخية  حيث شكلن أول قوة عسكرية لهن تحت اسم” جبهة حماية المرأة للشهباء” وذلك بعد ممارسات مرتزقة داعش والاحتلال التركي وغيرهم.

وبعد تشكيل القوة العسكرية للنساء، استمدت باقي النساء القوة منهن، وخطونَ خطوة جريئة عبر تشكيل مجالس مدنية لهن، باسم “اتحاد المرأة الحرة للشهباء”، وانتخبن ثلاث إداريات للاتحاد و25 عضو.

وما زالت نساء الشهباء يكافحن الذهنية الذكورية في المجتمع، وينخرطن في كافة المجالات ولجان ومجالس مقاطعة الشهباء.

ومن جهة أخرى انتقل التحالف الوطني الديمقراطي السوري، إلى مقاطعة الشهباء، بعد أن أنجزوا أعمالاً من الناحية السياسية وساعدوا الفصائل الثورية على البدء بعملية تحرير قرى وبلدات مقاطعة الشهباء، حيث يعمل المجلس الآن دبلوماسياً وسياسياً في مقاطعة الشهباء، وذلك للرد على السياسات المعادية للمقاطعة.

مساندة الشهباء لمقاومة العصر في عفرين

بعد شن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته هجماته على مقاطعة عفرين في 20 كانون الثاني/يناير 2018، وقتله للمدنيين، وتدميره للمنازل والمرافق العامة، أجبر الأهالي على الخروج من عفرين والتوجه إلى مقاطعة الشهباء.

مجلس الشهباء لم يهدأ منذ أول يوم لهجمات جيش الاحتلال التركي على مقاطعة عفرين، من حيث تقديم الدعم والمساندة من كافة الجهات.

وقد استقبل أهالي الشهباء، أهالي مقاطعة عفرين بصدرٍ رحب، بعد أن ساندهم أهالي عفرين في محنتهم عامي 2014 و2015.

تعاون مجلس مقاطعة الشهباء مع الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة عفرين في إنشاء المخيمات في ناحية فافين، وتل سوسين، والشهباء في ناحية شيراوا، و تقديم المساعدات والدعم للأهالي، فيما أمنوا السكن للأهالي في المنازل.

مقاطعة الشهباء من التهديدات التركية إلى التلاعب الروسي ومضايقات النظام السوري 

 تعتبر مقاطعة الشهباء خط التماس بين روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري والمجموعات الارهابية المرتزقة.

أمام الصورة القاتمة للازمة السورية وتداعياتها في الشمال الغربي حيث الاحتلال التركي يبقى أهالي الشهباء في المناطق المحررة صامدين بموقفهم حيث قدموا مئات الشهداء للحفاظ على أرضهم وكرامتهم.

 هذا وتشتد الصراع على النفوذ بين كل من روسيا وتركيا وايران والنظام السوري على مناطق الشهباء وعلى عموم شمال غرب سوريا خاصة حينما تتعلق القضية بالكرد في شمال غرب البلاد حيث تحاول روسيا إلى استخدام الكرد كورقة ضغط على تركيا وعلى التحالف الدولي

 الشهباء التي تقع وسط مثلث، تحدها ثلاث جهات دولية وإقليمية متناقضة بالحرب السورية لكن يجمعها مسار آستانا.

أما القوات الحكومية السورية والشرطة العسكرية الروسية، فتنتشر على طول الحدود الفاصلة مع الجيش التركي عند ناحية شيراوا جنوب شرقي عفرين، وتراقب وقف إطلاق النار في نواحي تل رفعت وفافين وأحرص وكفر نايا وقرى حربل وشيخ عيسى وكفر نايا وكفر ناصح،( مقاطعة الشهباء) في وقت تتمركز فيه عناصر من حلفاء النظام السوري.

هذا وتطالب تركيا روسيا بتسليم مناطق الشهباء إليها كما فعلت سابقاً في عفرين لكن روسيا تتخوف من هذه المطالب، لكن هذا التخوف يتبدد ما أن تتنازل تركيا لها عن بعض مناطق النفوذ وتحقق لها بعض المطالب خاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين  تركيا وواشنطن لذا لا يمكن الوثوق بروسيا كثيراً فيما يتعلق بتل رفعت ومناطق أخرى من مقاطعة الشهباء.

 خاصة إذا انسحبت الشرطة الروسية من بلدة تل رفعت والسماح لتركيا وحلفائها بالدخول إلى شمال حلب وفتح الطريق الدولية «غازي عنتاب – حلب»، مقابل دخول روسيا وحلفائها إلى مثلث جسر الشغور لحماية قاعدة حميميم والتفكير بتشغيل طريق اللاذقية – حلب.

 لكن يبقى خيار الشعب في مقاطعة الشهباء أقوى من مخططات النظام التركي.

إعداد: دوست ميرخان

زر الذهاب إلى الأعلى