استضافت استانبول يوم أمس الأثنين 16نيسان مؤتمر “الأقليات المسلمة” و ذلك بدعوة من رئاسة الشؤون الدينية التركية، حيث حضر المؤتمر أكثر من 250 شخصية من 100 دولة، و كان من المقرر أن يبحث المؤتمر المشاكل الرئيسية للمناطق التي تعيش فيها الأقليات المسلمة، ويحاول إيجاد الحلول المناسبة لها، فضلًا عن تبادل الخبرات في مجال التعليم الديني، إلا أن أردوغان و بسبب هوسه السلطوي الديني حول المؤتمر إلى منصة للتهجم على الغرب و اتهامه بمعاداة الإسلام بهدف تحريض الأقليات المسلمة في الدول الغربية ضد الأنظمة الاجتماعية و السياسية القائمة هناك، و دفع الجاليات المسلمة هناك نحو التقوقع و التطرف، ففي هذا السياق ذكر أردوغان خلال كلمته في المؤتمر: “إن العالم الغربي يعمل على الدفاع عن ايديولوجيته وطريقة الحياة الخاصة به من خلال معاداة الإسلام ”
ولم يتوقف أردوغان عند ذلك بل جعل من المؤتمر مناسبة لتصفية حساباته السياسية مع فرنسا التي استقبلت وفد الإدارة الفيدرالية لشمال سورية و التي تعارضها تركيا و كذلك ألمانيا التي اتسمت علاقاتها بالتوتر مع تركيا خلال الفترة الماضية، فذكر أردوغان هذه الدول بالاسم و قال أن “ألمانيا وبلجيكا وفرنسا تأتي في مقدمة البلدان التي ترتكب فيها أعمال مبنية على التفرقة الدينية”.
وفي إطار تجنيد الأقليات المسلمة حول العالم في المشروع العثماني الجديد الذي يقوده أردوغان طالب الأقليات المسلمة بالتحرك ضد “الاضطهاد” الذي يتعرضون له، وهو بمثابة تحريض صريح ضد الدول الغربية، و في هذا الصدد قال أردوغان حرفياً ” العديد من الدول الغربية تضطهد الأقليات المسلمة فيها، رغم ادعائها أنها بلاد الحريات والديمقراطية”
و في محاولة من أردوغان لتشكيل جبهة إسلامية متطرفة موحدة ضد الغرب قال “علينا الاتحاد والعمل معاً ضد المعايير المزدوجة التي يطبقها الغرب عندما يتعلق الأمر بأرواح المسلمين”.
