حواراتمانشيت

ولات سعدون: العفريني لم ولن يقبل الاحتلال التركي

ولات سعدون عضو مكتب البحوث والتوثيق بحزب الاتحاد الديمقراطي PYD أكد خلال حوار مع صحيفة الاتحاد الديمقراطي أن شعب شمال سوري مازال مصراً باستمرار في قرار المقاومة والنضال من أجل الحفاظ على حقوقه.

إليكم نص الحوار:

بعد 58 من المقاومة انسحبت وحدات حماية الشعب من عفرين، والقرار بالبدء بمرحلة جديدة، هل لكم ان تتحدثوا لنا عن هذه المرحلة وإلى أين وصلت؟

إن القوات العسكرية المتمثلة بوحدات حماية الشعب والمرأة لم تنسحب من عفرين ولن تنسحب، بل للحفاظ على الأرواح البشرية المدنية من أطفال ومسنين التي كانت تستهدفها القوات التركية بطائراتها الجوية ومدفعياتها وأيضاً تفادياً لوقوع المدنيين في أسر قواتها الفاشية ومرتزقتها، انسحب الأهالي خارج عفرين باتجاه مناطق الشهباء، بعد نداء الإدارة الذاتية الديمقراطية لهم بالخروج، وإعلام ووحدات حماية الشعب والمرأة المرحلة الثانية من المقاومة، بعدما أبدت هذه الوحدات مقاومة بطولية دامت85 يوماً ضد كافة أساليب وهجمات القوة العسكرية لثاني أكبر الجيوش في حلف الناتو الذي زعم أنه سيحتل عفرين في ثلاثة أيام أو أسبوع، ولكن كما ظهر للعلن المقاومة استمرت لشهرين كاملين رغم المجازر التي اُرتكبت بحق المدنيين، وحتى وصل به الأمر استعمال الأسلحة الممنوعة والمحرمة دولياً “في قرية أرندة” بعفرين.

والمرحلة الجديدة التي أشرتم إليها بسؤالكم فأن وحدات حماية الشعب أكدت في بيانها للرأي العام بأنهم دخلوا إلى المرحلة الثانية وهي مرحلة الكرِّ والفرِّ ومازالت العمليات العسكرية مستمرة ضد القوات المحتلة الفاشية التركية، وإن هذه العمليات العسكرية ستستمر على خطى مقاومة العصر وبالأيام المقبلة سوف يكون لها تأثيراً كبيراً داخل تركيا عسكرياً وسياسياً.

لو قارنا بين مشهد إصرار الفلسطينيين بالعودة الى فلسطين وإصرار الشعب العفريني بعدم العودة إلى عفرين، كيف تقرؤون هذين المشهدين؟

بالمقارنة بين الشعب الفلسطيني والكردي نجد أنهما يلتقيان مع بعضهما البعض في الألم والمأساة، ولكن من لا أظن من الناحية القيادة يمكن إجراء المقارنة بينهما فالنموذجين بعيدين كل البعد من هذه الناحية “أي بمعنى مقارنة العفريني والفلسطيني من حيث المعاناة وليست الإدارة” والدليل على ذلك الإدارة في فلسطين ليست موحدة وحتى يومنا يستمر النزاع بين فتح وحماس، بينما الشعب أُجبر على الهجرة من وطنه والتوزع على العديد من البلدان، ولا يزال يهتف بالعودة إلى حضن الوطن، وهذا حقه المشروع، أما عن عدم العفرينيين إلى عفرين فأنهم لا يقبلون ولن يقبلوا الاحتلال التركي أبداً، لأن الشعب العفريني يعمل ويعيش على مبدأ ونهج الخط الثالث ولن يقبل العودة إلى عفرين في ظل الاحتلال التركي إلا إذا كان العيش تحت إدارةٍ ذاتيةٍ يدير فيها الشعب نفسه بنفسه، وحتى بعد انسحابه من عفرين كان ذلك لوضع حد للهجمات الدولة التركية والمجازر التي كانت تُرتكب بحق المدنيين العزَّل والأبرياء، لأن وضع عفرين واحتلالها عبر اتفاقيات دولية في حين أن المجتمع الدولي كان تحت خدمة السياسة التركية وعمليتها ضد عفرين، أما فلسطين فلها دعمٌ إعلامي ودولي من بعض الدول العربية والإسلامية وحتى دعم من بعض الدول الأوروبية كقضية فلسطينية، أما بالنسبة للكُرد فهناك اتفاقية بين دول عظمى لإنكار وجود الكرد وحقوقهم حتى يومنا هذا، لذلك كان هناك صمت دولي أمام عظمة مقاومة العصر التي أُبديت في عفرين لما يقارب الشهرين.

برأيكم هل مشروع الأمة الديمقراطية مهدد بعد محاولات التغيير الديموغرافي الذي يحصل في عفرين أمام مرأى العالم؟

إن مشروع الأمة الديمقراطية مشروع اجتماعي ديمقراطي يهدف لوحدة المجتمع والعيش المشترك وليس مشروع سياسي يهدف لمصلحة قومية معينة، ولذلك فإن مشروع الأمة الديمقراطية مستمر ولن يتأثر بهذه التغييرات وخير مثال على ذلك: محور نقاشنا هو عفرين واحتلالها من قِبل الفاشية التركية وبرغم من تهجير سكانها إلا أنهم يطبقون الأمة الديمقراطية في مكان لجؤهم بالمخيم الذي أقيم في شهباء.

إلى أين يتجه المشهد في الشمال السوري وعفرين؟

أما عن المشهد في شمال سوريا فإن شعب شمال سوري مازال مصراً باستمرار في قرار مقاومته والنضال من أجل الحفاظ على حقوقه وقضيته، وأيضاً تحقيق فدرالية شمال سوريا، وسوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية يكون في إطار خدمة الشعوب القاطنة في سوريا عامة وشمال سوريا خاصة.

حاورته: أفين يوسف

زر الذهاب إلى الأعلى