آخر المستجداتسياسةمانشيت

نواف خليل: الحكومة التركية تعتبر كل من يعارض سياساتها ضد الكرد إرهابياً

في تصريح خاص للموقع الالكتروني لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD حول عداء حكومة حزب العدالة والتنمية لكل ما هو كردي، أوضح (نواف خليل) مدير المركز الكردي للدراسات، أن القضية المحورية تكمن في الذهنية الرافضة للوجود الكردي ولوجود أية قوميات أخرى غير تركيّة في تركيا، والذهنية الرافضة للاختلاف، مؤكداً أن هذه الذهنية هي التي أدت إلى اندلاع الحروب في العالم.
وحول التدخلات التركية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، قال (نواف خليل):
الذهنية الموجودة لدى قيادة حزب العدالة والتنمية هي التي أدت إلى ما وصلت إليه الأحوال في سوريا، تلك الذهنية التي تعتبر كل دول المنطقة حدائق خلفية لحكومة العدالة والتنمية، وأنها ستحكمها ليس بالتواجد المباشر على الطريقة العثمانية سواء في مصر أو تونس أو ليبيا أو اليمن أو سوريا، وهذه الذهنية هي التي أدت إلى تحول المسارات التاريخية و مآلات ما قامت به الشعوب في كل دول المنطقة والتي كانت تبشر بحدوث تغيير كبير في المنطقة.

وأضاف “نواف خليل”: الذهنية تلك لم تقم بالحل وإنما تقوم بتعقيد الحلول أساساً، والآن نرى كيف تتراجع حكومة العدالة والتنمية عن سياستها وتحاول إعادة العلاقات مع السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل وإصلاح العلاقات مع مصر وحتى مع النظام في سوريا، ذلك النظام الذي وصفه أردوغان مراراً بالقاتل وبصفات سيئة مختلفة، وكأن النظام السوري قد تغير وباتت سوريا ديمقراطية حتى يعود أردوغان ويضع يده بيد رئيس السلطة السورية، وهو مستعد لفعل كل شيء في سبيل الفوز بالانتخابات القادمة في حزيران 2023.

وأكد مدير المركز الكردي للدراسات أن حكومة حزب العدالة والتنمية تقوم بمعاداة جذرية وشاملة لكل ما هو كردي وليس لحزب العمال الكردستاني أو الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا فقط. مشيراً إلى أن ذلك ظهر جلياً حين إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان العراق، حيث هاجم أردوغان هذا القرار بشراسة وهاجم الكرد وعمل على استصغارهم ووجه لهم كلمات نابية، وقال أردوغان حينها لمسؤولي الإقليم: أنتم لا تفهمون ولا تستطيعون إدارة السياسة وسنقوم بإغلاق الصنبور.

وأضاف خليل: بالفعل أغلق أردوغان حدوده مع الإقليم وقاد حملة شرسة ضد إجراء الاستفتاء، فهم (الأتراك) يرفضون أن ينال الكرد حقهم الأدنى، وبالمقابل قاموا بغزو قبرص ليشكلوا لبضع مئات الآلاف من القبارصة الأتراك دولةً لم يعترف بها أي أحد من العالم، وأيضاً تدعي الحكومة التركية أنها تعمل لتحصيل حقوق التركمان في سوريا والعراق ولكنها لا تستطيع حتى تلفّظ اسم إقليم كردستان العراق رغم أنه موجود بشكل دستوري من خلال استفتاء شارك فيه 12 مليون عراقي، والأغلبية التركية المطلقة يطلقون عليه إقليم شمال العراق، حتى أنه عندما حضر رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني ورئيس إقليم كردستان العراق أحد مؤتمرات حزب العدالة والتنمية، قال المتحدث في المؤتمر عندما حان وقت كلمة مسعود البرزاني:
(كلمة السيد (مسعود البرزاني) رئيس إقليم شمال العراق)
وذلك رغم وجود اسم إقليم كردستان العراق في الدستور العراقي وصفة رئيس إقليم كردستان العراق، وحتى أن الرئيس العراقي الحالي (عبد اللطيف رشيد) هو كردي، ولكن حكومة حزب العدالة والتنمية لا تقبل كل ما هو كردي، وهذا هو أساس البلاء، والمشكلة الأساسية تكمن في هذه الذهنية، فالذهنية يمكنها أن تفتح أفقاً واسعاً لا حدود له، ويمكنها أن تحدث الكوارث كما جرى في ألمانيا حينما ظهر النازيون، وفي إيطاليا حينما ظهر الفاشيّون، وفي منطقة الشرق الأوسط حينما ظهر حزب البعث وغيره من المجموعات القومية والإسلاموية التي شاهدنا أفعالها سواء جماعات الإسلام السياسي أو تنظيم داعش وجبهة النصرة وغيرها.

ونوّه خليل إلى أنه ومنذ تأسيس الجمهورية التركية سنة 1923 ليست هناك أية إشارة إلى الوجود الكردي، وأن التعليمات التي تصدر عن المكتب الثقافي للاستخبارات التركية إلى المثقفين والأكاديميين مفادها: (اكتب وكأن الكرد ليسوا موجودين). موضحاً: أنهم (الأتراك) يتصورون بذلك أنهم يتخلصون من القضية الكردية وأن أردوغان صرح قبل أيام قليلة أنه ليست هناك قضية كردية.

وأشار (نواف خليل) إلى أن الرئيس التركي الأسبق (سليمان ديميريل) أقر في سنة 1991 لأول مرة بوجود الكرد في تركيا، وأنه كان يقصد وجود من يختلف عن الأتراك وليس وجود الشعب الكردي. وأضاف قائلاً:
قبل ذلك كان هناك إنكار مطلق للوجود الكردي، وجاء هذا الاعتراف بعد عقود من العمل والكفاح السياسي والعسكري الكردي والشعب الكردي في تركيا خلال عمر الجمهورية التركية المقدّر بحوالي قرن كامل (100) سنة عانى من الإنكار وفرض الثقافة واللغة التركية وفرض الشعارات التي تمجد العرق التركي مثل:
(يا لسعادة من يقول أنا تركي)، وبالتوازي إنكار وتصغير الكرد.

وبالنسبة للتهديدات التي تلقاها على الهواء مباشرة من قبل المدعو (باكير أتاجان) بوق حزب العدالة والتنمية على الفضائيات الإخبارية، والإجراءات التي قام وسيقوم بها إزاء هذه التهديدات، قال (نواف خليل):
(باكير أتاجان) وغيره ممن يدافعون عن سياسة دولة الاحتلال التركية في شمال كردستان والأجزاء الأخرى من كردستان يتصرفون وفق ذهنية الحكومة التركية، ولهذا حينما يظهر أي شخص يقف في مواجهتهم ومواجهة هذه السياسة ويقدم الحجج والبراهين القوية التي تنسف فرضياتهم ونظرياتهم، فهم لا يتحملون ذلك، و(باكير أتاجان) كان واضحاً معي وهددني بالقتل وهو ينعت كل من يقف في وجهه من الأكاديميين والسياسيين الكرد بالإرهابيين؛ سواء كانوا مؤيدين للإدارة الذاتية أو حزب العمال أو لا، فقط إن وصفوا السياسات التركية تجاه الكرد بالإنكارية وأن تركيا تمارس الاحتلال وإرهاب الدولة المنظم.

وأضاف خليل مختتماً حديثه:
بالنسبة للإجراءات التي قمت بها، بدأت على الفور بوضع الجهات المعنية في صورة التهديد الذي تعرضت له من قبل (باكير أتاجان) عضو حزب العدالة والتنمية التركي كما ظهر على العديد من القنوات التلفزيونية، وهو يظهر باسم أحد المراكز البحثية التي لا وجود ولا أثر واضح وعملي لها، وستُستكمل جميع الإجراءات اللازمة في الأيام القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى