الأخبارمانشيت

نجاح دبلوماسية الخط الثالث في مرحلة مقاومة عفرين الثانية

في مقابلة لسيهانوك ديبو مستشار الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي على فضائية روناهي للحديث عن آخر التطورات التي تشهدها الساحة السورية.

دعوة رسمية من قصر الإليزيه لوفد فيدرالية شمال سوريا

استهل ديبو حديثه: إنه هناك مرحلة جديدة قد بدأت في تطوير الدبلوماسية للفيدرالية، وأنه هناك تلازم للمسارات العالمية العظمى مع ثورة روج آفا، وأكد ديبو أن هذا التغيير يقدم بدعوى قضايا الشعوب والثورة التقنية وقوى الإنتاج ووسائلها المختلفة سواء من الناتو أو الجامعة العربية أو بعض الدول العربية أو مجموعات أخرى تقسم أو تفصل بين تركيا أو على الأقل تقطع هذه الذريعة.

وتابع ديبو إذاً أن يكون هناك في سوريا أيضاً مجموعات تحت مُسمَّى السلام والتابعة للأمم المتحدة، وبصدد المؤتمر الصحفي في فرنسا أشار ديبو أنه بمثابة الخطوة الأخيرة لكي تفصل بين الأطراف المتصارعة أو المتخاصمة التي تُظهر العِداء لبعضها ضمن سوريا، والتي أغلبها تنفذ أجندات خارجية “كالنظام الذي فقد شرعيته والكثير من قوته على مَن هو يمثل سوريا أراد أن يخطو باتجاه عفرين وأن يرسل القوات النظامية وأن يتواصل مع وحدات حماية الشعب والمرأة ويتشارك معها تحت مسمى الدفاع المشترك عن الحدود السورية  في جزئها العفريني، ولكن موسكو نفذت مثل هذه الأمور وأرادت أن يكون النظام الاستبدادي بكل سوريا والإمساك بجميع مفاصلها.

ازدواجية الموقف الروسي من الاحتلال التركي لعفرين وتصريحات لافروف بأن علاقاتهم لن تتضرر

أكد ديبو أن الموقف الذي أبداه البعض من شعب عفرين تجاه ما يسمى بالمساعدات الروسية الذين نزحوا جرَّاء الاحتلال التركي وبمساعدة روسية يعطي نتيجة من نتائج ثورة 19 تموز، وتعطي خاصية مجتمعية من خاصيات الخط الثالث الذي تم انتهاجه منذ بداية الأزمة السورية، وحتى هذه اللحظة.

وأضاف ديبو أن الوعي المجتمعي الذي طرد الروسي الذي يحمل كرتونة المعكرونة وما شابه يرفض السياسية الروسية ويقول للروسي أنت بالإضافة إنك السبب الأساسي في الموقع الذي أنا فيه؛ لن أقبل مساعداتك ولن يكون بعد اليوم بيننا أية صداقة.

وتابع ديبو: حقيقة ما فعل الروسي بالكرد؛ طَعَنَتْ الكُرد بشكل واضح وصريح وغدرت بالاتفاقات والمواقف التي كانت متفقة عليها بِرضَا الطرفين سواء في زيارة قائد وحدات حماية الشعب أو الزيارات الدبلوماسية التي كانت تقوم بها ممثلي القوى والأحزاب السياسية في روج آفا إلى موسكو، كل هذه الأمور غدرت بها موسكو.

وأكد ديبو بصدد تصريح لافروف: ظهور وزير الخارجية الروسي ليتحدث بهذا الشكل لا يمكن اعتباره تصريح خاص حتى نستطيع القول: إنه بمثابة إجابة عن سؤال؛ فقضايا الشعوب لا تبنى من خلال الجواب الذي قاله السيد لافروف، وهذه الأمور كلها تؤكد بأن روسيا غير جدية في التعامل مع قضايا الشعوب وليس في نيتها، بل العكس لافروف أعاد جملته أكثر من مرة نحن لدينا مصالح ولسنا بالجمعيات الخيرية؛ لا تكون جمعية خيرية ولكنك تتشارك مع دولة إرهابية من أجل تقسيم سوريا ضد الشعب الكردي، ومن ثم يأتي لافروف يفتتح مؤتمر ما يسمى بسوتشي وحينها كان الاحتلال التركي بيومه التاسع يحتل ويقصف بالأسلحة المحرَّمة دولياً باستعمال فائق القوة والبطش ضد الشعب في عفرين.

وفي السياق ذاته وضح ديبو: إنه كيف لم تتغير رؤية موسكو بأن الشعب الكردي لا يمكن القفز عليه وأنه جزء أساسي من حل الأزمات في المنطقة، إذاً هي جواب في مؤتمر صحفي في موسكو مقابل معاداة قصوى لشعب موجود على أرضه منذ آلاف السنين في عفرين، وهذه المرة لا أعتقد بأن الكرد ،الكردستانيون، القوى الديمقراطية، وعموم الشعب السوري ينسون هذه الطعنة الروسية في ظهر الكُرد، ولو أرادت روسيا عودة الأمور إلى سابقاتها عليها تصحيح هذه الخطيئة التاريخية بحق الكرد وإعادة المشهد إلى مشهد 19 يناير 2018 بعودة شعب عفرين، وعودة إدارة عفرين إلى عفرين بالشكل الذي كان يُدار من خلاله، وبالشكل الذي حقق مستوى تقدم سياسي أكثر من جميع المناطق السورية، والذي تحوَّلت في الوقت نفسه إلى ملاذ آمن لجميع النازحين السوريين الذين نزحوا من مناطق التوتر والعنف المسؤولة عنها روسيا وضامنيها للسلام أنقرة أو حتى طهران.

وأشار ديبو إلى أن الجميع يعلم أن “التحالف بين موسكو وأنقرة وحتى طهران” هو تحالف قلق ومرحلي لا يمكن النظر إليه بأنه تحالف استراتيجي قد يكونون متفقون بالخطوة الأولى، ولكن بالخطوة الثانية نرى التناقضات التي لها أسس تاريخية، الجميع يعلمها سواء بين موسكو وطهران أو موسكو وأنقرة أو أنقرة وطهران أيضاً. هذه التناقضات كلها موجودة وسوف تظهر مواقف كثيرة يحاول البعض تحميل الآخر بالجرائم التي تم ارتكابها، إذاً هذا هو مفهوم الدولتية؛ كل هذه المشاهد تحيلنا إلى نقطة مفصلية وتحول حاسم بأن الدولة يمكن أن تكون ممثلة لشعوبها. ولكن دول بهذه الأشكال (شكلها التسلطي) لا يمكن أن تمثل إرادة الشعوب وفشلت هذه الأشكال منذ أيام سومر وحتى هذه اللحظة.

الاتفاقات لروسية التركية على وحدة سوريا

قال ديبو: في المقدمة اجتماعات أستانا منذ الأول وحتى الثامن وما نتجت عنه بما يسمى سوتشي، كان لتقسيم سوريا في مستوى متقدم، وبدأت ملامح هذه الاتفاقات تتشكل تحت الطاولة في أستانا، وكل هذه الاجتماعات كانت بمثابة اجتماعات التقسيم أي بمعنى” ما تسمى مناطق نفوذ ” أي هذه المنطقة متبوعة لروسيا وهذه المنطقة متبوعة لتركيا وحتى طهران لم تكن من الخاسرين” كل هذه المناطق كانت مناطق تقسيم وعلى أسس تحقيق مصالح ونفوذ تحملها أطراف مأزومة بدورها.

كما نرى اليوم روسيا متأزمة اقتصادياً وإيران تعاني من أزمتين: سياسية، واقتصادية، أما تركيا تعاني من أزمات مستعصية “سياسية واقتصادية وأزمات مجتمعية، تركيا اليوم أشبه أن تكون سجن بيد جلادها أو حاكمها العسكري أردوغان، هذه الأمور كلها رأت هذه الأنظمة المأزومة جام أزماتها في سوريا، وهذا ما يحدث الآن.

وذكر ديبو في حديثه: أما إحضار كلاً من النظام “المحسوبة على المعارضة” كانوا بمثابة شهود التقسيم، واتذكر أننني ذكرت هذا الشي في أول اجتماع بأستانا “الذي يرفض الفيدرالية ويضلل بأنها هي التقسيم والموجودة في أستانا ووقع في أستانا فليعلم هو من يوقع على تقسيم سوريا وهذه هي الحقيقة من كل المسألة“.

وتابع ديبو: اجتماعات أستانا هي من ضللت وانحازت وأفرغت مضامين كثيرة على المستوى النظري للحديث عن المرحلة الانتقالية، ومرحلة تغيير النظام ورفض منظومة الاستبداد، حتى بما فيها القرار الأممي 2254، هذه الأمور كلها تم تفريغها من عدة جهات، ولكن أبرز هذه الجهات تعتبر مسؤولة عن ذلك، لذلك تقسيم وإيجاد مصطلحات فاشية نازية ما تسمى بمناطق متجانسة التي ليس فيها اختلاف عرقي وأثني مع العلم بأن الشرق الأوسط برمته وليس فقط في سوريا تعيش حالة تداخل في الطوائف والأقليات وهذا الشي القوي الذي يمتاز به الشرق الأوسط وسوريا أيضاً.

وأكد ديبو أنه ضمن هذه التغييرات الديموغرافية نرى بأن هناك مناطق تم إحداث تغيير ديموغرافي فيها “كالمعضمية والقلمون والغوطة واليوم في عفرين”، يعني تصريحات الحاكم العسكري “أردوغان” بأن عفرين أكثر من نصفها ليسوا كرد مع العلم بأن أكثر من 90% من سكان عفرين كرد، هو السير في هذا المسار بعينه.

زر الذهاب إلى الأعلى