الأخبارمانشيت

ناشيونال انترست: تراجع ترامب عن الانسحاب من سوريا جاء بضغوط مساعديه والكونغرس

كشفت مجلة “ناشيونال انترست” الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب كان يرغب بالفعل بسحب القوات الأمريكية بأكملها من سوريا، لكنه تراجع عن قراره عدة مرات بسبب ضغوط من مساعديه وبعض أعضاء الكونغرس.
وقالت المجلة في تقرير نشرته أمس، السبت 30 نوفمبر، إن “ترامب أعلن ثلاث مرات خلال فترة الـ 18 شهراً الماضية، أنه قرر سحب القوات الأمريكية من سوريا وأن بعض المسؤولين الكبار في إدارته نجحوا في إقناعه بالعودة عن قراره على الرغم من انتهاء مهمة تلك القوات وبقائها في سوريا دون أي معنى”.
ولفت التقرير الذي كتبه المقدم المتقاعد بالجيش الأمريكي دانييل دافيز، إلى أن “أول قرار بالانسحاب أعلنه ترامب في مارس/آذار من العام الماضي ثم تراجع عنه بعد نحو شهر بضغوط من وزير الدفاع آنذاك جيم ماتيس”، مبينًا أن “ترامب استسلم لضغوط ماتيس وقرر إبقاء القوات في سوريا دون أي مهمة قتالية، وعلى العكس جلس الجنود الأمريكيون في الصحراء السورية يبحثون عن مهمة أو أي شيء يفعلونه، وطالما أن المهمة أنجزت ولم يعد لهم أي شيء هناك بدأنا نسمع تصريحات من مسؤولين أمريكيين بأن هناك مهمات أخرى أطلقوا عليها اسم مواجهة بقايا داعش أو مواجهة إيران أو حماية (القوات الكردية) من الأتراك”.
وأفاد بأن “علاقات ترامب مع ماتيس ساءت بنهاية عام 2018 ما دفعه إلى الإعلان عن سحب القوات من سوريا، وهو ما دفع ماتيس إلى الاستقالة”، مشيرًا إلى أن “الكثير ظن أن الانسحاب سيتحقق بعد تنحي وزير الدفاع”، منوهاً إلى أن “ما حدث هو أن الضغوط استمرت على ترامب من مسؤولين آخرين وخاصة مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون”.
واضاف “نفد صبر ترامب بعد إقالة بولتون، وخاصة بعد المكالمة الهاتفية المثيرة للجدل مع أردوغان في 6 تشرين الأول/أكتوبر، ويومها أعلن البيت الأبيض أن القوات الأمريكية لن تتورط في العملية العسكرية التي ستقوم بها القوات التركية في شمال سوريا وستنسحب من مواقعها”.
حقول النفط
ورأت المجلة في تقريرها أن “ترامب كان يعتزم سحب القوات الأمريكية بشكل كامل إلا أنه تعرض لضغوط جديدة من الكونغرس الذي أصدر بعد ذلك قرارًا بالأكثرية يدين خطة ترامب”، منوهاً الى “التقارير التي تحدثت عن نجاح السناتور لندسي جراهام والجنرال جاك كين في إقناع الرئيس بإبقاء القوات الأمريكية في سوريا لحماية حقول النفط”.
وأوضحت أنه “في الفترة بين أول وآخر إعلان من ترامب بسحب القوات من سوريا سقط العديد من جنودنا بين قتيل وجريح هناك، والحقيقة أن موتهم لم يكن من أجل قضية وطنية في غياب أي هدف أو مهمة لإبقاء القوات هناك في الوقت الذي استمر فيه الكثير من المسؤولين الأمريكيين في ابتداع أسباب لعدم الانسحاب”.
وخلصت إلى أنه “في غضون ذلك ازدادت المخاطر على جنودنا بشكل كبير إذ سقطت قذائف كثيرة قرب مواقعهم خلال الغزو التركي لشمال سوريا، في حين تحركت القوات السورية مدعومة من القوات الروسية لمواقع قريبة من القوات الأمريكية في الوقت الذي لا تزال فيه القوات التركية في المنطقة تقوم بعمليات تطهير عرقي، ما يعرض جنودنا للخطر الدائم”.
ونوهت إلى أن “بقاء القوات الأمريكية في سوريا لم يعد له داعٍ وأن مهمة حماية حقول النفط السورية تتعارض مع القانون الدولي، في حين أن الكونغرس الأمريكي لم يصدر أي قرار يجيز للقوات القيام بمزيد من العمليات العسكرية هناك”.
وأنهت المجلة تقريرها بالقول إنه “حتى وإن كان هناك أساس قانوني لحماية حقول النفط إلا أن كمية النفط الموجودة في تلك الحقول تعتبر ضئيلة ولا تمثل أي مكسب استراتيجي لبلادنا مقابل المخاطر الكبيرة التي يتعرض لها الجنود الأمريكيون، فالحقيقة أنه لم يعد لنا أي شيء لنكسبه في سوريا بل يوجد الكثير لنخسره”.انتهى التقرير.
ولكن من المؤكد أن التواجد الأميركي في شمال شرق سوريا له غايات متعددة وهذا ما دفع ترمب لتغيير خطته بالانسحاب والابقاء على قوات أميركية في المنطقة، وهذا ما أكده الجنرال مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية في في لقاءات تلفزيونية عدة بقوله أن الوجود الأميركي في شمال شرق سوريا ليست بغاية حماية حقول النفط فقط..

زر الذهاب إلى الأعلى