ثقافةمانشيت

معرض “لأجلكِ يا عفرين” يحلُّ ضيفاً على قامشلو

منذ أشهر بدأ المعرض المتنقل للصور “لأجلكِ يا عفرين”، والذي جاب الكثير من مناطق شمال شرق سوريا، وذلك ليوثق انتهاكات الاحتلال التركي ومرتزقته في عفرين من خلال لوحات تعبر عن حجم المأساة التي عاشها ويعيشها شعب عفرين من قبلهم، وقام به اتحاد المثقفين في مقاطعة عفرين.

أقيم “معرض من أجلكِ يا عفرين” في صالة زانا بمدينة قامشلو يومي 23-24 آذار، بحضور عدد من الكُتَّاب والمثقفين والفنانين وأبناء مدينة قامشلو المهتمين بمثل هذه المعارض.

شارك في المعرض كل من الفنانين “أردلان إبراهيم، حنيف حمو، إضافة إلى لوحات لـ روشان سينو، لودميلا هورو وشرفين محمد“.

وعُرض خلال المعرض30  لوحة، عبَّرت عن الانتهاكات التي ارتكبها جيش الاحتلال التركي في عفرين.

عبر الفنانون المشاركون في المعرض من خلال رسوماتهم عن مأساة الشعب العفريني وما تعرضوا له ويتعرضون إليه من ممارسات وخروقات من قبل الدولة التركية ومرتزقتها من قتل ونهب وتغيير ديمغرافي للمنطقة.

وقد كان الهدف من المعرض هو تسليط الضوء على ما قامت به الدولة التركية في عفرين، ولتعريف العالم أجمع على المجازر التي قامت بها بحق المدنيين، والصعوبات التي واجهتم خلال النزوح.

وخلال تغطية صحيفة الاتحاد الديمقراطي لفعاليات معرض “لأجلكِ يا عفرين”، التقت بـ عضو اتحاد المثقفين في إقليم عفرين، الفنان التشكيلي أردلان إبراهيم وذلك للحديث بشكل مُفصَّل عن هذا المعرض والغرض منه، حيث استهل حديثه بالقول:

بعد احتلال الدولة التركية لعفرين ومجيئنا إلى منطقة الشهباء حاولنا بأبسط الإمكانيات والوسائل أن نقيم هذا المعرض لنوصل رسالتنا إلى العالم من خلال ألوان لوحاتنا، فقد بدأنا في الشهر الأول من منطقة الشهباء بمخيم “سردم”، بعدها توجهنا إلى محافظة حلب، ومن حلب انتقلنا إلى الجزيرة، حيث توجهنا بداية إلى الرميلان في 13-14 آذار، وبعدها إلى الحسكة في 17-18 آذار، وفي 23-24 آذار بقامشلو في صالة زانا، وعند انتهاء العرض في منطقة الجزيرة سينتقل المعرض إلى كوباني ومنبج وربما الرقة والطبقة.

وتابع: حاربنا بريشتنا ولوحاتنا الفنية تلك القذائف والممارسات اللاإنسانية التي قام بها الاحتلال التركي في عفرين، وأنا كفنان تشكيلي حاولت أن اُظهِر من خلال لوحاتي ثورتنا الثقافية، وعملية النزوح التي حصلت في عفرين، إضافة إلى انتهاكات الاحتلال التركي لحقوق الإنسان في المدينة، فقد تم من خلال كل لوحة من اللوحات إظهار معاناة الشعب الكردي بشكل عام والعفريني بشكل خاص.

وأضاف: أردنا أن نوصل رسالتنا إلى العالم بطرقنا وبأسلوبنا الفني، فالنزوح أعطانا إرادة أقوى لنناضل من أجل الوطن، وفي لوحة من لوحاتي تحدثت عن الصمت الدولي تجاه ما حصل ويحصل في عفرين وكيف كان العالم يشاهد ما يحصل دون أن يحرك ساكناً، وهذا يدل على أن ما حصل في عفرين كان مؤامرة دولية على الكرد، فقد حاول الاحتلال التركي التغيير الديمغرافي وهجومه لم يستثني أي شيء من “الآثار والمعالم والثقافة الكردية..”، ووجودنا في منطقة الشهباء رسالة للمحتل التركي بأننا عائدون إلى عفرين.

وأكد على أنه سيكملون النضال والمقاومة من خلال لوحاتهم إلى حين عودتهم لعفرين، وإلى جانب اللوحات هناك مشروع نَحت مستقبلي لهم، حيث قال الفنان أردلان إبراهيم: عندما قمنا بِنَحت تمثال كاوا الحداد أنا وحنيف حمو وأصلان مُعو، دمَّره الاحتلال التركي ومرتزقته منذ بداية دخولهم إلى عفرين، فعندما نعود إلى عفرين سأقوم بنحت تمثال كاوا الحداد وأضعه في المكان ذاته بعفرين.

واختتم حديثه بالقول: أود أن أوجه كلمة إلى الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة أن لا يستسلموا ويجب أن تكون إرادتنا أقوى من ممارسات الدولة التركية، وأناشدهم بأن نبقى متمسكين بثقافتنا وتراثنا وتاريخنا الكردي، فنحن الآن نمر بمرحلة حساسة من عمر المنطقة، وأمامنا فرصة تاريخية علينا استغلالها.

وبدورها تحدثت مزكين زيدان عضو باتحاد المثقفين في قامشلو عن هذا المعرض، حيث استهلت حديثها بالقول:

نحن كاتحاد المثقفين في قامشلو أردنا أن نكون كمساعدين للفنان أردلان إبراهيم، وحنيف حمو ليوصلوا الهدف من رسوماتهم ولوحاتهم إلى أهالي الجزيرة، وهذه اللوحات تم عرضها في مناطق عدة ليعلموا كيف للإنسان الفنان أن يعبر عن آلامه من خلال فنِّه ورسوماته، ويعبِّرَ عن مشاعره تجاه قضيته من خلال ريشته، ورأينا أن المعرض ترك أثراً في نفس كل من زاره.

وتابعت: إن لهذه اللوحات أهمية كبيرة، والكثير منها تشرح وتعبِّر عن نفسها، فتحكي هذه اللوحات عن الظلم والاضطهاد الذي عانى منه الشعب العفريني عند دخول المحتل التركي ومرتزقته إلى عفرين، وما قاموا به من عمليات النهب والسرقة وغيرها الكثير من الجرائم اللاأخلاقية، وكل ما يمر به أهالينا في عفرين نشعر بها نحن الكرد جميعاً.

وأضافت: هدفنا كاتحاد مثقفين أن نوصل معاني ومشاعر لوحاتهم إلى عموم الشعب، فكان عدد اللوحات بالأجماع هي 30 لوحة، لكل فنان 13 لوحة، وما تبقى من اللوحات كانت للأطفال الثلاثة، وكان هناك لوحة رسمتها طفلة عمرها حوالي الـ 13 عاماً، وهي عبارة عن رسمة قلب متجذر فيه أغصان الزيتون، كيف قام الاحتلال التركي بتهجير أهالي عفرين وأبعادهم عن أرضهم.

واختتمت مزكين زيدان حديثها بالقول: أناشد الشعب الكردي في عموم كردستان أن يوحِّدوا صفوفهم، وبالأخص في ظل ما نواجهه من ضغوطات، وأن يكون هدفنا جميعاً هو حماية الكرد وحريتهم، فهذه مرحلة تاريخية وفرصة إن لم نستغلها سنكون مسؤولون أمام شعبنا وأمام التاريخ برمته، لذا أود أن أوصل صوتي إلى الكرد ليكون موقفنا واحد في سبيل حرية الشعب الكردي وكرامته.

                                إعداد: ألندا قامشلو 

زر الذهاب إلى الأعلى