على الرغم من التوقعات الإيجابية التي تحاول السلطات التركية إيهام المواطنين الأتراك بها حول الاقتصاد التركي والذي تلقى انتكاسات كبيرة جراء انهيار العملة وغلاء المعيشة وارتفاع نسبة العاطلين عن العمل في الفترة الماضية ، الا ان الأتراك لا يزالون متشككين بوعود الحكومة ورئيسهم اردوغان .
مجلة فوكوس الألمانية اشارت في هذا الخصوص ان المواطنين الأتراك لايثقون بالتوقعات والنتائج التي يتم الإعلان عنها ، ويتضح ذلك بسبب الطلب الكبير على أغطية المعلبات (مرطبانات وقناني المونة الزجاجية) ، حيث يقوم الأتراك الان بتامين مونتهم خوفاً من ارتفاع أسعار المواد الغذائية قريباً.
وتضيف المجلة الأزمة الاقتصادية التركية لم تنتهي ، ولكي تتاكد من تلك الانطباعات عليك البحث في سوبر ماركت بحي العمال بمدينة إسطنبول ، هناك تتوفر علب المربيات أمام الباب بمختلف الأشكال لكن الأغطية مفقودة حسب وكالة بلومبرغ .
الدافع وراء ذلك بسيط للغاية ، فالمستهلكون يريدون تامين طعام الشتاء وإعداد أنفسهم لزيادة الأسعار الموسمية ، فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية هذا العام بشكل كبير وعلى سبيل المثال ، ففي ابريل ارتفع معدل تضخم الأسعار الفواكه والخضرة الطازجة إلى 73% وهو اعلى بثلاث أضعاف من التضخم في شهر اكتوبر 2018 .
أغطية المعلبات التي تضاعف سعرها أصبحت سلعة مهمة في السوق السوداء ، يقول احد التجار لوكالة بلومبرغ نبيع هنا حوالي 5000 قطعة في اليوم والناس يستحوذون عليها لتامين أنفسهم . بينما يضيف احد تجار الجملة للوكالة ، أنا أقوم بهذا العمل منذ ثلاثين عاماً لكن لم أرى شيئًا كهذا مطلقًا .
كتب الخبير الاقتصادي التركي في مجلة فوكوس ان الانتعاش الاقتصادي التركي الحالي والذي يتم الحديث عنه إزهار زائف بدلاً من تنمية مستدامة ، “النجاح الحالي خادع” ، “لقد تم شراء الانتعاش الاقتصادي من خلال التوسع الهائل في الإنفاق الحكومي ، في الوقت الذي فرضت الحكومة تخفيض سعر الفائدة العام على القروض العقارية لتحفيز سوق العقارات” .
الديناميات الاقتصادية المستدامة تتطلب اكثر من مجرد أموال رخيصة من البنك المركزي ، فهناك حاجة جذرية لإعادة تنظيم الاقتصاد والسياسة عبر مسار الديمقراطية والإصلاح وإعادة القانون .
