الادارة الذاتيةتقاريرروجافاسورية

ماذا فعلت الحرب بسوريا؟

الحرب في سوريا، أو ما تسمّى بالأزمة السورية أو بالثورة السورية،

منذ أواخر عام (2010) بدأ الربيع العربي من تونس بعدما أقدم الشاب “محمد البوعزيزي” على حرقِ نفسهِ اعتراضاً على الظروف المعيشية القاسية التي يعيشها، وسرعان ما وصل الربيع العربي الى الدول العربية الأخرى كاليمن، مصر، ليبيا، ومن ضمنها سوريا،

بدأت الحرب في سوريا بتاريخ /مارس /أذار /2011 وكان في حينها يعاني الشعب السوري من البطالة والفساد والسقف المحدود للحريات السياسية في ظل النظام السائد، حيث قامت المظاهرات بمدينة درعا مطالبة بالديمقراطية.

استخدمت الحكومة السورية القوة المفرطة لقمع المتظاهرين المطالبين باستقالة الرئيس، في حينها كتب مجموعة من الأطفال على حائط المدارس عبارة “اجاك الدور يا دكتور” ومن هنا بدأت الحكومة السورية بسجن هؤلاء الأطفال وكل معترض لحكمه، وازدادت حدة القمع، وحمل ما تسمى المعارضة السورية السلاح، كما تعهد الأسد بسحق ما وصفه ب “الإرهاب المدعوم من الخارج، وتصاعدت وتيرة العنف سريعاً مما تحولت من انتفاضة سلمية ضد رئيس سوريا “بشار الأسد” إلى حرب أهلية شاملة، وخرجت مئات المجموعات المعارضة المسلحة من الجهاديين المتطرفين، وتحولت البلاد الى مدن مدمرة ومئات الآلاف من السوريين بين قتيل ومفقود ومعتقل، وتشرد بين لاجئ ونازح

وبين كل هذه الفوضى والدماء المسفوكة، سلك الكُرد الخط الثالث بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي، وبدأ الحزب بتشكيل وحدات حماية الشعب لتأمين المنطقة بعد انسحاب قوات الأسد من الشمال السوري، وتوسع سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية لتصبح الوحدات بعد ذلك المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية التي تشمل جميع المكونات، العربية، الكردية، السريانية والأشورية وغيرها…

كما قام الكرد بتأسيس نظام حكم ذاتي وتشكيل الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا وسعى الكرد إلى بناء سوريا ديمقراطية لامركزية.

وفي هذا السياق أجرينا لقاءً مع عضو “اتحاد مثقفي روج افا” “مصطفى عبدو” (ماذا فعلت الحرب بسوريا)

لا تُظهر الأزمة في سوريا أية مؤشرات حقيقية على الانحسار بالرغم من مرور كل هذه السنوات، ولا يزال المدنيون من جميع أنحاء البلاد والأجيال يتحملون وطأة النزاع والانتهاكات من أطراف عديدة ــ الداخلية منها والخارجية، وتُرتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك ما قد يصل إلى جرائم حرب في جميع أنحاء البلاد.

فإلى جانب التسبب بقتل وجرح آلاف المدنيين، فقد تسببت أطراف النزاع بتفاقم الأزمة الإنسانية الحادة أصلاً، والناجمة عن سنوات الفقر وتردي الحوكمة، نجمت عنها معاناة إنسانية هائلة.

كما أدى استمرار النزاع إلى نشوء فراغ سياسي وأمني، وإنشاء ملاذ آمن للتنظيمات الإرهابية الجماعات المسلحة المدعومة من قبل دول خارجية.

كما واجهت المرأة في سوريا تمييزاً شديداً وتعرضت إلى العنف والتعذيب، حيث ازداد العنف ضد المرأة بنسبة 63٪ منذ تصاعد الأزمة.

وإذا أخذنا بعين الاعتبار طبيعة النزاع الطويل الأمد، فإن آليات التكيف لدى السكان المدنيين تتفاقم وتصبح ضيقة. والملايين من السوريين باتوا الآن بحاجة إلى مساعدات إنسانية كي يبقوا على قيد الحياة نتيجة الظروف الاقتصادية المزرية وعدم قدرة الأغلبية العظمى من السوريين على شراء السلع الأساسية.

وعلى الرغم من التحركات الدولية والإقليمية المكثفة إلا أنها لن تستطيع انتشال سوريا من الواقع المرير، وتقف سوريا اليوم في منعطف حاسم، وليس أمام أطراف النزاع سوى التقاط فرصة السلام الوحيدة للخروج من بؤرة المجاعة ومستنقع الفوضى وكسر جليد العملية السياسية المتعثرة.

وتبدو فرص السلام سانحة في الوقت الراهن، نظراً لمعطيات عدة على رأسها الإنهاك الشديد الذي تعرضت له أطراف النزاع فضلاً عن تدهور الأوضاع المعيشية في كافة المدن السورية.

الفرصة التي نتحدث عنها هي مشروع الإدارة الذاتية والانخراط في حوار بين جميع المكونات السورية والابتعاد عن التعقيدات التي وضعتها أطراف داخلية وخارجية.

وفي نفس السياق أجرينا لقاء مع الرفيقة “صباح إبراهيم “أرشيف كومين شهيد زنار

 

الذي حصل في سوريا كان على شكل نكسة للشعب السوري، كان للحرب تأثير كبير علينا من جميع النواحي وبالأخص من ناحية الامن  والاستقرار في سوريا، كما عم الفساد في سوريا حيث قامت السعودية وقطر وبعض الدول الغربية بضخ الإرهابيين والمتشددين والجهاديين المتطرفين ودعمهم بالأسلحة والأموال والمقاتلين، لذا تحولت سوريا الى بؤر من دماء الأبرياء السوريين وتم ارتكاب الاف المجازر بحق المدنيين من قتل وذبح و اعاقات مستدامه وتهجير ونزوح جميع مكونات سوريا من ــ الكرد والعرب والسريان والأشوريين والمسيحيين والمسلمين ــ كما نهبو وسرقوا أموال وبيوت المدنيين، وبين كل هذه النزاعات على الأراضي السورية والمجازر بحق المدنيين في سوريا وتحويل الانتفاضة الى حرب أهلية بالية وتفريق بين المكونات والاديان في سوريا والهدم المستمر فيها، جاءت فكرة مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية على هيئة دواء لدائنا نحن كسوريين فهو مشروع ديمقراطي بامتياز لا يفرق بين كردي وعربي وسرياني واشوري أو مسلم ومسيحي أو إيزيدي، وضم بين صفوف قوات هذا المشروع مقاتلين من كل المكونات والأديان، ولم تقتصر الإدارة الذاتية هنا فقط، بل انها عمّت السلام في مناطق سيطرتها واستطاعت ان تكون هي المناطق الأقل ضرراً اقتصادياً وامنياً مقارنة بالمناطق الاخرى في سوريا، ولمَّت شمل السوريين، كما عززت الإدارة الذاتية الديمقراطية وبرز دور المرأة في المجتمع، في حين كان الإرهابيين يقومون بتعنيف و قتل النساء. الآن برز كيان ودور المرأة الهام في المجتمع، استطعنا ان نكون قياديات ومقاتلات وموظفات وإداريات، فأنا كامرأة أقول نعم الحرب كان لها خسائر فادحة، ولكن من جهة أخرى الإدارة الذاتية قد ايقظتنا من نوم سحيق فالإدارة الذاتية الديمقراطية اثبتت نفسها للشعب السوري وللعالم اجمع بأنها تبني سوريا ديمقراطية لا مركزية ولا تفرق بين الرجل والمرأة ولا بين المكونات أو الأديان.

زر الذهاب إلى الأعلى