الأخبارمانشيت

لعبة الانتخابات المبكرة والحفرة التي سقط فيها أردوغان

إعداد : حسين فقه

تركيا الخارجة من انقلاب مزعوم قطف ثمارها أردوغان سحقاً لمعارضية وكماً لأفواه الصحفيين واعتقالاً للساسة الكرد المنتخبين، تركيا كجيش مسحوق الكرامة، وشعب مسحوق اقتصادياً، وسياسة منبوذة دولياً، وكرد على شفا انفجار آخر، فى ظل هذه الظروف، فإن احتمالات إجراء انتخابات تنافسية حقيقية ومفتوحة وحرة ونزيهة ضئيلة للغاية حتى أنها غير موجودة، وطوال حياته كان أردوغان ” الديكتاتور” فى انتظار هذه اللحظة التى سيحصل فيها على الصلاحيات الكاملة كديكتاتور يهيمن على مفاصل الدولة والقرار، أن يكون ديكتاتوراً فعلياً، يستمد شرعية هيمنته من شرعية معلبة بصندوق ديمقراطي يسمى صندوق الاقتراع .

لماذا الانتخابات المبكرة
في ظل الظروف الحالية الموجودة في البلاد، إلى جانب أبرز القضايا الدولية التي تتخذ فيها تركيا مواقع تشوبها الريبة واللاشرعية اقتضى في بعضها التدخل العسكري، مثل القضية السورية والتدخل التركي في مدينة عفرين السورية.
القرار الذي اتخذه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، جاء بعد دعوة رئيس حزب الحركة القومية بإجراء انتخابات مبكرة، مما شكك في احتمالية استغلال أردوغان للحزب من أجل تدعيم شرعيته في الداخل التركي؛ فبالرغم من عدم وجود قوة حقيقية على أرض الواقع تقريبًا للحزب في الوقت الحالي، وذلك في ظل حصوله على نسبة أقل من 12% في البرلمان، أي الحصول على 40 مقعدًا فقط من ضمن 550 مقعدًا.
المؤكد في الأمر هنا هو أن يظهر أردوغان متبرئ من رغبته الشخصية في إجراء انتخابات رئاسية مبكرة أمام الكل، وإنما يؤكد أن القرار جاء بعد دراسة الطلب الذي قدمه رئيس حزب الحركة القومية “دولت بهتشلي “، وذلك حتى يبدو الأمر أكثر شرعية أمام الجميع.
قد يرى الكثيرون أن القرار الذي اتخذه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالإعلان عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في شهر يونيو المقبل أنه بدافع تفعيل نتيجة الاستفتاء الشعبي الذي جرى في أبريل 2017. بالطبع هذا ليس تصوراً خاطئاً، ولكن السؤال الأهم هنا، لماذا تحديدًا يريد أردوغان إجراء هذه الانتخابات في وقتٍ قريب، في ظل أنه يمكنه الإبقاء على موعدها العام المقبل في نوفمبر 2019؟ خاصة وأن العديد من الزعماء والرؤساء يحبون دومًا تأجيل تلك التحديات الانتخابية لأبعد فترة ممكنة. ها هنا سنشرح بعض الأسباب التي دفعت أردوغان إلى التسريع بالتأكيد على شرعيته.

المتغيرات الدولية كابوس أردوغان
ربما يكمن السبب الرئيسي والأول الذي يدفع الرئيس ” الديكتاتور” التركي أردوغان الى الاسراع في اجراء انتخابات رئاسية مبكرة هو تخوفه من المعادلات الدولية المتقلبة والمتغيرات المتسارعة أمام التحالفات المبنية على القش التي تجمع الأتراك والروس والايرانيين، فتدخله السافر في الملف السوري وملفات كثيرة في المنطقة، وعلاقاته المشبوهة مع داعش والفصائل الجهادية و الارهابية الاخرى بالاضافة لاحتلاله أجزاء من الأراضي السورية كان آخرها المنطقة الكردية السورية عفرين بناء على تحالفات وتفاهمات آنية قد لا تطول، كذلك فان انتهاكات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته التابعين له من الفصائل الجهادية الارهابية والتي تتموه تحت تسمية ” الجيش الحر ” في عفرين ومحاولاتها اجراء التغيير الديمغرافي فيها بعد أن ارتكب التهجير القسري بحق شعب عفرين، قد وصلت لحدود لم يعد بمستطاع المجتمع الدولي السكوت عنها.
ولأن أردوغان يعتبر احتلاله لعفرين بمثابة انتصار تاريخي فهو يحاول قطف ثمار هذا الانتصار في الانتخابات المبكرة التي دعا اليها قبل أن يخفت سطوع هذا الانتصار الخلبي المؤقت ويضطر للانسحاب من عفرين لأسباب كثير أولها مقاومة وحدات حماية الشعب لهذا الاحتلال، وليس آخرها المتغيرات السياسية التي يمكن أن تعصف بكل تفاهماته وتحالفاته في المنطقة والتي تحولت لكابوس يؤرق ليل أردوغان ونهاره .

الاقتصاد التركي المتدهور في ظل ديكتاتورية أردوغان
أما الاقتصاد التركي، فهو في حالة تدهور وسوء، بل إنه في طريقه إلى الأسوأ، فبالرغم من أن البعض يعتبر أردوغان قائد النهضة الاقتصادية في تركيا منذ بداية الألفية الجديدة، إلا أن التخوفات الاقتصادية والمالية ما زالت قائمة في الوقت الحالي، وكان معدل التضخم في تركيا في عام 2001، أي قبل تولي أردوغان منصب رئيس الوزراء بسنة واحدة فقط، قد وصل إلى مستوى هائل بلغ 70%، إلا أن هذه النسبة تقلصت حتى وصلت إلى 12% فقط على مدار السنوات الماضية، تحت حكم الرئيس أردوغان، كذلك التكاليف الكبيرة التي تتحملها الدولة التركية في مقابل التدخل العسكري في مدينة عفرين الكردية السورية، مما ساهم بشكلٍ أكبرٍ في تدهور الأحوال الاقتصادية لدى الكثيرين من السكان الأتراك؛ حيث ارتفعت نسبة البطالة العامة إلى 13%، وهي النسبة الأكبر التي تبلغها تركيا منذ سبع سنوات كاملة، فضلًا عن وصول نسبة البطالة في أوساط الشباب الأتراك إلى 24.5%، وبالتالي فإن إجراء الانتخابات الرئاسية في وقتٍ أقرب يضمن لأردوغان حصوله على التأييد قبل أن يزداد الوضع الاقتصادي سوءًا، وهو ما قد يترتب عليه غضب شعبي قد لا يستطيع أردوغان تفادي توابعه إن حدث.

حالة الطوارئ السيف المثلوم
السبب أو الدافع الثالث الأبرز الذي دفع الديكتاتور أردوغان إلى الإعلان عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة يتمثل في حالة الطوارئ، ففي الوقت الحالي يضطر أردوغان إلى تجديد وتمديد حالة الطوارئ كل فترة، حتى تمنحه بعضًا من الصلاحيات التي وافق عليها الشعب التركي في تصويت الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي جرى العام الماضي، ولكن ما في الأمر أنه لا يستطيع الحصول على جميع الصلاحيات المنصوص عليها في الاستفتاء إلا بعد إجراء انتخابات رئاسية، وبالتالي فإن إجراء الانتخابات سيكون بالتأكيد حلًا أفضل من تمديد حالة الطوارئ، كما أنها ستمنحه مزيدًا من الصلاحيات أكثر من تلك التي تمنحها له حالة الطوارئ، ومن الجدير بالذكر أن حالة الطوارئ مفروضة في تركيا منذ شهر يوليو 2016، وذلك منذ محاولة الانقلاب التركي المزعوم، والتي قُتل على إثرها قرابة 300 شخص، حيث ألقت السلطات التركية اللوم على حركة فتح الله كولن وحزب العمال الكردستاني.

مقامرة أردوغان على قلة تنظيم المعارضة
أمَّا عن السبب الرابع المُرجَّح أنه دفع الرئيس أردوغان إلى الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية في الوقت الحالي، فهو ذلك المتمثل بتصور أردوغان أن المعارضة التركية الحالية تشكو من حالة ضعف، بالإضافة إلى ندرة تنظيم صفوفها وتحالفاتها في الوقت الحالي، ففي الوقت الذي يتمتع فيه أردوغان بسيطرة حاسمة على حزب العدالة والتنمية، وكذلك بسيطرة على الاعلام الذي كرسه لخدمة أجندته بعد أن تخلص من الاعلام المعارض اما نفياً أو قتلاً أو أعتقالاً حيناً، وفي شرائه للأسهم في أغلب وسائل الاعلام المتبقية في أحيان أخرى، لذلك فهو أمام تصورأن أحزاب المعارضة التركية لا تزال غير منظمة، وتفتقر الى الأدوات الاعلامية التي يمكن ان تكون سنداً لها في الحملات الانتخابية، بعد أن احتكرها لصالحه ووفق سياساته التي وضعت تركيا سياسةً واقتصاداً في مهب متغيرات قد تطيح بكل المستقبل التركي في المنطقة ، بعد أن أبعدها أيضاً عن الدخول للاتحاد الأوروبي ، ولكن تصورات أردوغان قد تكون خائبة أمام تحالفات أطراف المعارضة التركية التي تسارعت تماشياً مع استحقاقات الانتخابات المبكرة ، وهنا يبدو أنّ حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي وأطراف المعارضة الاخرى سيظلون السيف المسلط على رقبة مخططات الرئيس التركي في أن يصبح ديكتاتوراً على البشر والحجر والشجر في تركيا .

أردوغان في الحفرة التي حفرها لمعارضيه
تسعى المعارضة إلى منافسة رجب طيب أردوغان بقوة، قبل أقل من شهرين على الانتخابات، بعدما سعى الرئيس التركى لمحاصرة معارضيه بإعلانه إجراء انتخابات مبكرة قبل عام ونصف من موعدها المحدد.
ووفقًا لنظام الانتخابات فى تركيا يمنح النظام الانتخابى فى البلاد المقاعد بناءً على صيغة التمثيل النسبى التى تميل إلى مكافأة الأحزاب والتحالفات الأكبر، لكن الأحزاب التى تفشل فى تحقيق الحد الأدنى من الأصوات الوطنية، والتى تمثل نسبة 10%، وكان لديها أى مقاعد يتم توزيعها على الآخرين الذين يستوفون النسبة المطلوبة.
وبدون قصد وقع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى الحفرة التى صنعها لمعارضيه، والتى قد تطيح به من الحكم، إذ أن البرلمان الذى يسيطر عليه حزب العدالة والتنمية الحاكم، أقر مشروع قانون فى مارس الماضى، يسمح بتكوين التحالفات الانتخابية فى الانتخابات التركية لأول مرة فى تاريخ البلاد، وهو مشروع قانون يمكن الأحزاب الصغيرة بتخطى نسبة الـ 10% عن طريق الدخول فى ائتلاف، وبعد ذلك بوقت قصير، أعلن حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية القوى عن تحالف، وسط مخاوف من أن الأخير قد يفشل فى الحصول على ما يكفى من الأصوات لدخول البرلمان بعد دعمه إعادة انتخاب أردوغان.

صفعة المعارضة
إن الأحزاب المعارضة الرئيسية فى تركيا أعلنت عن تحالف انتخابى واسع، قبل الانتخابات العامة فى يونيو، وهى خطوة يمكن أن تشكل تحدياً كبيراً لهيمنة الحزب الحاكم، ومن المرجح أن يؤدى الاتفاق الذى سيشمل أكبر كتل المعارضة العلمانية والوطنية فى البلاد إلى تخفيف سيطرة حزب العدالة والتنمية على السلطة التشريعية، والتغلب على اللوائح، التى تفرض على أى حزب تجاوز الـ 10% من الأصوات الوطنية للفوز بمقعد فى البرلمان، وهى القاعدة التى عززت أغلبية أردوغان منذ فترة طويلة.

ستة مرشحين بينهم الديكتاتور الحالي للانتخابات الرئاسية
أعلنت اللجنة العليا للانتخابات التركية، القائمة النهائية لمرشحي الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها في 24 حزيران/ يونيو أي قبل أكثر من سنة ونصف على موعدها المحدد بعدما أعلن الرئيس التركي وزعيم حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان تقديم موعدها إلى حزيران المقبل.
ونشرت الجريدة الرسمية التركية في عدد الأحد، القائمة التي أعلنتها اللجنة للمرشحين الذي يحق لهم خوض الانتخابات الرئاسية.
وشملت القائمة 6 أسماء:
صلاح الدين دميرتاش، الرئيس المشترك السابق لحزب الشعوب الديمقراطي.
دوغو برينجيك، رئيس حزب الوطن.
مرال أكشنر، رئيسة حزب إيي “الإصلاح”.
محرم إينجه، مرشح حزب الشعب الجمهوري.
تمل قره ملا أوغلو، رئيس حزب السعادة.
رجب طيب أردوغان، رئيس حزب العدالة والتنمية والرئيس ” الديكتاتور” الحالي.

محرم إينجة : الحكومات التركية والمسؤولين الأتراك، تعاملوا بطريقة غير أخلاقية مع القضية الكوردية
أكد مرشح حزب الشعب الجمهوري لانتخابات الرئاسة التركية، محرم إينجة، على أن “الحكومات التركية والمسؤولين الأتراك، تعاملوا بطريقة غير أخلاقية مع القضية الكوردية”.
وقال محرم إينجة، خلال حديثٍ للصحفيين عقب زيارته لضريح مؤسس تركيا، مصطفى كمال أتاتورك، إن “القضية الكوردية في تركيا، قضيةٌ أخلاقية، ومن الضروري إيجاد حل لها، ومن المؤسف أن المسؤولين الأتراك تعاملوا بطريقة غير أخلاقية مع القضية الكوردية، حيث كانوا يقولون شيئاً في أدرنة، في حين كانوا يستخدمون لغةً مغايرة في جولميرك ”
وأضاف مرشح حزب الشعب الجمهوري لانتخابات الرئاسة التركية : ” لن أكون رئيساً للبلاد إذا كنتُ أعتبر كل مخالف لرأيي إرهابياً، سأكون رئيس دولة مستقل وحر، ولن أكون رئيس البلاد ورئيس الحزب في الوقت ذاته” .
وأردف إينجة أنه “طالب أردوغان وباقي مرشحي الرئاسة التركية بعقد مناظرة تلفزيونية”، وتابع القول: ” فلنبدأ من قناة ” TRT” الرسمية، لنرى من لديه برنامج أفضل ” .

إينجة سيبيع قصر أردوغان
هذا وأعلن حزب الشعب الجمهوري التركي، وهو أكبر الأحزاب المعارضة في البلاد، الجمعة عن ترشيح النائب البارز المعروف عن خطبه النارية والحماسية محرم إينجه، لمنافسة الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 24 حزيران/ يونيو القادم، وأعلن زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو ترشيح محرم إينجه ، بعد أن صوت نواب الحزب وعددهم 110 بالموافقة على ترشحه.
وقال إينجه بعد أن دعاه كيليتشدار أوغلو إلى المنصة خلال اجتماع حزبي حاشد في أنقرة “في 24 حزيران/يونيو، سوف أكون إن شاء الله رئيسا برغبة من الشعب”.
وأضاف “لثمانين مليون شخص سأكون رئيسا للجميع، سأكون رئيسا غير منحاز” .
وفي خطاب قبوله الترشيح في اجتماع الحزب، أظهر إينجه أنه لن يخشى مواجهة أردوغان الذي وصفه “بما يسمى بالزعيم العالمي الذي يحتدم ويستشيط غضبا كل يوم”، وفي إحدى كلماته الشهيرة تعهد إينجه ببيع القصر الرئاسي الضخم الذي شيده أردوغان في أنقره وافتتح في 2014، في حال انتخابه.
وفي خطابه قال إينجه إن القصر يجب أن يسلم للشباب ويصبح “دارا للعلوم”، ودرس إينجه الفيزياء وهو نائب في البرلمان منذ العام 2002.

من هو محرم اينجه؟
نائب عن حزب الشعب الجمهوري عن مدينة يلوا القريبة من اسطنبول ولد عام 1964 وقد دخل البرلمان في العام 2002 وقد عمل مدرسًا للفيزياء في المدارس الثانوية في بداية حياته العملية، وهو ومعروف عنه الانتماء للفكر الأتاتوركي وقد خسر اينجه انتخابات رئاسة الحزب أمام كليجدار أوغلو مرتين.
ومن المعروف أن اينجه كان من أكثر المنتقدين لرئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو حيث قال عنه أنه “لا يؤمن بالعقل المشترك وغير شجاع وليس لديه أهداف ثابتة ولا يعرف الشعب بشكل جيد، ولا يفكر بترك منصبه ويتحدث في كل مكان بطريقة مختلفة”. وبالرغم من كل هذه الانتقادات فقد هزم اينجه أمام كليجدار أوغلو في انتخابات رئاسة الحزب مرتين وهو ما سيأخذه حزب العدالة مادة في دعايته المضادة حيث سيقول، كيف لاينجه الذي لم ينجح في انتخابات حزبه أن ينجح في انتخابات الرئاسة؟، ولكن من المهم أن نشير أن اينجه يحظى بشعبية في صفوف وقواعد الحزب أكثر من كليجدار أوغلو الذي يحظى بتأييد الجمعية العمومية للحزب التي يقرر أعضاؤها من هو رئيس الحزب، وفي هذا السياق شكر اينجه زعيم الحزب كليجدار أوغلو على اختياره مرشحًا بالرغم من انتقاده الدائم له.
وربما يكون هذا السبب الأساسي في اختيار اينجه حيث أن اختيار شخص آخر من غير الأسماء البارزة والمتجذرة في الحزب سيعمل على تقليل مشاركة أنصار الحزب في الانتخابات أو سيعمل على انتخاب مرشح غير مرشح الحزب وهذا لا يصب في صالح تكتيك المعارضة التي تنطوي خطتها على أن يرشح كل حزب مرشح عنه ليتم تشتيت الأصوات ومنع الرئيس أردوغان من الفوز من الجولة الأولى ثم يمنى كل حزب أن يكون مرشحه هو المرشح الثاني بعد أردوغان حتى تدعمه بقية أحزاب المعارضة.
وفي هذا السياق فإن من تدور عليهم الأعين في المعارضة هما مرشح حزب الشعب الجمهوري محرم اينجه ومرشحة حزب” الاصلاح” ميرال أكشينار وبما أن حزب الشعب الجمهوري رشح محرم اينجه فإنه يؤمل نفسه بأن يكون مرشحه هو المرشح الثاني.
ويعرف عن اينجه بأنه من صقور حزب الشعب الجمهوري ويستخدم لغة نقد قوية ضد أردوغان وكانت دعايته في انتخابات رئاسة الحزب أنه هو الذي يمكن أن يتحدى أردوغان وأنه من دعاة الأتاتوركية العلمانية ولهذا فإنه غير مرغوب به في الأوساط المحافظة والمتدينة، وقد بدأ منذ أمس تداول صور له على مواقع التواصل الاجتماعي تظهره وهو يشرب الخمر على ساحل البحر وقد ذكر في التعليقات أن هذه الصور التقطت في شهر رمضان.
وقد أعلنت مصادر مقربة من الحزب للصحافة أن اينجه سيتوجه لأداء صلاة الجمعة في جامع حجي بيرام الشهير في أنقرة بعد إعلان اسمه. وقد قال اينجه في أول تصريح له بعد إعلان اسمه أنه سيكون رئيسًا لـ 80 مليون تركي وليس لحزبه فقط. وقام في إشارة رمزية بنزع شعار الحزب عن قميصه ووضع شعار تركيا. ولكن مع ذلك بدأ اينجه حديثه بانتقاد أردوغان وأنه أكثر تجربة منه.

اينجة يغازل الكرد ويزور دميرتاش في سجنه
يذكر أن مرشح حزب الشعب الجمهوري لانتخابات الرئاسة التركية، محرم إينجة، زار مرشح حزب الشعوب الديمقراطية للانتخابات ذاتها، صلاح الدين دميرتاش، في سجن “أدرنة”، في إطار حملته الدعائية، وسط إجراءات أمنية مشددة، كذلك غازل اينجه الكرد بقوله بأنه تأثر بشاعر كردي يساري هو أحمد عارف وبدأ بتلاوة شعره.
وفي هذا السياق كان وزير العدل التركي عبدالحميد غول قد افاد في وقت سابق، بأنهم “سيسمحون لمرشح حزب الشعب الجمهوري للانتخابات الرئاسية التركية، محرم إينجة، بلقاء مرشح حزب الشعوب الديمقراطية للانتخابات ذاتها، صلاح الدين دميرتاش”.
وكان مرشح حزب الشعب الجمهوري للانتخابات الرئاسية التركية، محرم إينجة، قد أعلن في وقت سابق أنه “سيطلب الإذن من وزارة العدل لزيارة صلاح الدين دميرتاش في سجن أدرنة”.
من جهته أكدَّ وزير العدل التركي، على أنهم “سيردّون بالإيجاب على هذا المطلب”، مضيفاً أنه “بلا شك سنسمح لإينجة بزيارة دميرتاش”.
ومنذ أن تم الكشف عن ترشيح محرم إينجة، للانتخابات الرئاسية التركية، ناشد إينجة باقي مرشحي المعارضة بإجراء اللقاءات المتبادلة، كما سبق لإينجة أن أعرب عن رغبته بزيارة صلاح الدين دميرتاش
ويبقى التساؤل المهم، هل ينجح أستاذ الفيزياء محرم اينجه في تحدي الرئيس أردوغان، ومقابل هذا فإن أوساط حزب العدالة والتنمية تعد مرتاحة أمام اختيار اينجه فهو بالتأكيد لن يستطيع أخذ أصوات من قواعد المحافظين نظرا للونه الأيديولوجي الواضح. وتبقى الكلمة الأساسية للناخب التركي، لكن المؤكد أيضَا أن اللغة الهجومية التي يستخدمها اينجه سوف تكون مساهمة في زيادة الاستقطاب في فترة الشهرين القادمين.

دميرتاش يترشح من خلف الأسوار
لربما يعتقد البعض أن ترشح صلاح الدين دميرتاش للانتخابات هو ضرب من الفراغ السياسي الذي لا يؤدي الى أي نتيجة، ولربما يعطي اشارة ايجابية لديمقراطية حكومة العدالة والتنمية كونها تسمح بترشح شخص سجين لانتخابات الرئاسة التركية، ولكن ماهو واضح وجلي أن المعارضة التركية ومنها حزب الشعوب الديمقراطي قد قرروا خوض المعركة الانتخابية بقوة، على الرغم من شكوك دميرتاش بنزاهة الانتخابات، فقد قال الرئيس المشترك السابق لحزب الشعوب الديمقراطي في تركيا صلاح الدين دميرتاش، إن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الشهر المقبل “لن تكون نزيهة”.
وردا على أسئلة مكتوبة من سجنه، قال دميرتاش لأسوشيتد برس، الجمعة، إنه مازال يأمل في أن يتخطى حزبه، مكاسبه الانتخابية السابقة وأن يمنح الرئيس رجب طيب أردوغان “الرد المناسب في صندوق الاقتراع.”
ومع سيطرة الحكومة على وسائل الإعلام التركية بشكل كبير، تواجه أحزاب المعارضة معركة شاقة لتوصيل صوتها قبيل انتخابات 24 يونيو. ويواجه دميرطاش عقبة الترشح وخوض الحملة من السجن.
وكان حزب الشعوب الديمقراطي التركي قد أعلن الأربعاء أن رئيسه المشترك السابق صلاح الدين دميرتاش سيرشح نفسه للانتخابات، رغم أنه مسجون حاليا ويحاكم في عدد من القضايا.
فيما أشارت أحزاب معارضة أخرى نيتها على جمع قواها في تحالف غير مسبوق ضد أردوغان.

أردوغان ديكتاتور تشرعنه الانتخابات
الاقتراع المرتقب في 24 حزيران/يونيو والذي تجري فيه الانتخابات البرلمانية والرئيسية في نفس اليوم، سيكون حدثا مفصلياً في تاريخ تركيا الحديث، فبعد الانتخابات، سيتم تطبيق نظام رئاسي جديد تم استحصال الموافقة عليه في استفتاء في نيسان/أبريل 2017 رغم كل ما شابها من تجاوزات جعلت نتائجه مشكوك بها ، ولكن الانتخابات في المحصلة ستمنح الرئيس سلطات واسعة وشاملة تحوله لديكتاتور شرعي .
وفي حال فوز أردوغان بولاية جديدة من خمس سنوات، سيتمكن من المضي قدما في ديكتاتورية وشمولية بدأت عندما أصبح رئيسا للوزراء في 2003، ولكن هذا يبدو بعيد المنال وخصوصاً في ظل موجات الاستنكار المتصاعدة ضد أردوغان سواء في مؤسسة الجيش التي كسر أردوغان كرامتها ومرغ بها الأرض، أو على المستوى الشعبي العام في ظل التردي الأمني والاقتصادي وتدهور الحالة المعيشية لعموم الأتراك، فضلاً عن الفساد المستشري في مؤسسات الدولة التركية وحزب أردوغان وعائلته، يضاف اليها القضية الكردية والنضال المستمر منذ ما ينوف عن الثلاثة عقود لحركة حرية كردستان والتي كبدت الحكومة التركية الكثير من الخسائر سواء في الارواح او على المستوى السياسي، وعلى ضوء كل ما سبق تركيا إلى أين ؟ .

زر الذهاب إلى الأعلى