الأخبار

عمليةُ بيعٍ و شراءٍ للجغرافية السورية وراءَ الاتفاق الأخير

هوزان زبير

في تصريحٍ لصحيفة الاتحاد الديمقراطي تناولَ الإعلامي هوزان زبير التطوراتِ المستجدة على الساحة السورية عقبَ تحديد مناطق تخفيف التوتر موضّحاً:

بمجرّد متابعتنا لمباحثات آستانا و الدول المشرفة عليها سنعلمُ بديهياً سببها الرئيسي، ألا وهو الصراعُ على النفوذ الجغرافي في سوريا، وأحد هذه النتائج المجهضة التي خرجت من هذه المباحثات هو مذكرة وقف التصعيد بين الفصائل المتحاربة الراديكالية من جهة والنظام من جهة أخرى.

 وأشار زبير: كما هو معروف فإنّ روسيا و إيران وتركيا كل منها تقوم بدعم طرف من أطراف الصراع على السلطة و النفوذ المتحاربة بالوكالة، لكن أكثر ما يتضح من نتائج تلك الاجتماعات هو متاجرة الدول الثلاث بالقوى المتحاربة لتحقيق مكاسبها من الأزمة السورية. وبلا شك الضحية الكبرى لتلك الاتفاقات هو الشعب الذي لازال ينتظر منذ ست سنوات مشروعاً أو حتى نافذة تنقذهم من بحيرة الدماء تلك.

وفي معرض حديثه لصحيفة الاتحاد الديمقراطي تطرق زبير إلى الحديث عن الدول التي رعت المذكرة التي حملت عنوان ” تخفيف التوتر في مناطق عدة بسورية” بقوله: لكي نستطيع أن نعرفَ ما الهدف من تلك المذكرة … من المعروف إن إيران تقوم بدعم مباشر لبشار الأسد من المنطلق المذهبي ، وروسيا تدعم النظام السوري من منطلق سياسي ليس حباً بالنظام بل كمنافسة هيمنة مع الولايات المتحدة، تبقى هنا الدولة الثالثة و التي يقودها حزب أردوغان، حيث تقوم بدعم الفصائل المتشددة والتي تقول عن نفسها إنها معارضة، وبالتأكيد عندما تتكلم الدول الثلاث تلك، تسكت أجنداتها التي لاحول ولا قوى من دون الدعم بالعدة والعتاد لها ولا حتى امتلاكها أبسط مشروع حل داخلي،  وشدد زبير: إن أي اتفاق بين تلك الدول للبحث عن مخرج للأزمة ستكون كذبة، لأن مصالحها هي التي تقرر وليس مصالح الشعب الذي يبحث عن نظام ديمقراطي.

وفي سياق متصل أشار زبير:

بحسب التجارب السابقة و الاتفاقيات التي أبرمت بين الدول الثلاث ، فإن هذه المذكرة مجرد عملية بيع و شراء للجغرافية السورية بين هذه القوى ، وبطبيعة الحال جغرافية روجافا وشمال سوريا و التي تعتبر أكثر المناطق أمناً وانتصاراً على الأزمة ستكون خارج تلك الاتفاقيات كونها تشهد مشروع ديمقراطي طبقت على جغرافيتها وقابلة للتطبيق في المناطق السورية الأخرى، إضافة إلى أن حربها باتت ضد كل من يقف في وجه ذلك المشروع  الذي من شأنه إخراج سوريا من أزمتها .وأشار زبير على الدول الضامنة بالقول: توقيع تركيا على المذكرة لا يعني انتصار أذيالها في الداخل السوري أو هزيمتها بقدر اهتمامها بضرب مكتسبات روجافا. أما إيران فوقعت على المذكرة للحصول على المزيد من الوقت لدعم قواها في محيط المناطق التي تسيطر عليها قوات الأسد و حزب الله، وتنافساً مع المحور السني الذي يحصل على دعم تركي – خليجي. أما روسيا فهدفها تعزيز المساحات التي تسيطر عليها الحكومة السورية إضافة إلى غرس المزيد من الهيمنة أسوة بالولايات المتحدة التي بدورها تتدخل بشكل مباشر على رأس تحالفٍ بذريعة مشاركة الحرب ضد داعش، تلك الحرب التي تقودها أرضاً أكثر القوى فاعلية ضد الإرهاب في سوريا وهي قوات سوريا الديمقراطية وعمادها وحدات حماية الشعب و المرأة.

من المنطقي أن نقول إن تركيا تريد نقل الصراع من الداخل السوري الى الشمال السوري لدرجة أنها تتخلى في كل مرحلة من الاتفاقيات عن فصائلها المتنوعة وعلى رأسها جبهة النصرة، لصالح النظام السوري (أي إيران وروسيا) مقابل حصولها على دعم ورضا الدولتين في نسف التحول الذي يحدث في روجافا وتدخلها برياً كما حدث في جرابلس و الباب مقابل تراجعها عن احتلال حلب. وفي ختام حديثه فضَل زبير طرح بعض التساؤلات مستفسراً:

 هل ستنجو تركيا من كابوس الكردية والديمقراطية التي تلاحقها رغم تنازلاتها المريبة لصالح اي قوة في سبيل نجاتها؟ وهل ستبقى القوى التي تتدعي أنها معارضة تثق بالنظام التركي رغم الصدمة التي تعرضت لها في حلب ؟

ألا يتوقعون أن يعاد السيناريو ذاته في إدلب؟ المعزى هو إن أي محاولة خارجية لوقف القتال في سوريا دون الاعتماد على القوى الفاعلة على الأرض و التي تمتلك أسساً للحل لم ولن تجدي أي نفع لسوريا المستقبل، بل سيستمر الصراع و سفك الدماء.

زر الذهاب إلى الأعلى