ثقافة

فتى الجبال2

 رودي رشيد

 وصل سردارُ إلى الجبل بعد أن قطع الغابة الموحشةً المليئة بالأصوات التي كانت ترعبه فيما مضى. تبادل أطراف الحديث مع بعض أصدقائه الذين تقاطعت سبلهم مع دربه. رغم إنه كان يعرفهم فيما مضى إلا أن نظرته اختلفت تجاههم كلما خطوا أكثر تجاه الجبل.

 -قفوا مكانكم (ناداهم صوت من مكان مرتفع) عرّفوا عن أنفسكم.

سردار: أنا سردار وهؤلاء رفاقي، لقد أتينا من القرى لكي نرى باز، أنا اخوه.

-حسناً تقدموا (نادهم الصوت بعد أن ظهرت هيئة المتحدث من بعيد).

سردار: (صائحاً) إنه أخي باز (يتجه نحوه بلهفة. يتعانقان) لقد اشتقت إليك.

باز: ( يصافح أصدقاء سردار) لقد كبرت يا أخي.

{يتجهون نحو الأعلى باتجاه المخيم}

سردار: لقد مرت سنة تقريبا منذ آخر لقاء بيننا.

{يختفون بين الأشجار متجهين نحو القمة حيث الأشجار أقل كثافة واشعة الشمس أكثر إشراقاً}

  بعد أن أسدل الليل ستاره على القرى المحيطة بالجبل نزل باز مع مجموعة صغيرة من رفاق دربه إلى أسفل الوادي، بعد أن أخبره سردار بأن والدته تبلغه السلام والاشتياق. أحسّ بالضيق وبنوع من عدم الارتياح. أخبر رفاقه بأنه غير مطمئن ويحس بوجود الجندرمة والعسس في الجوار. اقترب من منزله بهدوء.

  • ديا باز: من القادم في هذه الساعة
  • باز: هذا أنا (يقترب منها , ينحني ليقبل يدها)
  • أم باز: (تسحب يدها وتقبل جبهته) ادخل بسرعة.

(يجلسون داخل إحدى الغرف)

  • ديا باز: الماء ساخنة يا بني. كيف حال أخيك سرو. مضت ستة أشهر منذ صعوده إليك.
  • باز: إنه شاب رائع ذو قلب قوي (يتجه نحو الحمام عملا بنصيحة والدته) وهو يتدرب على علاج الجرحى في الأعلى.

(تضع الشاي وبعض الطعام على الصفرة وتجلبها إلى الغرفة بينما باز في الحمام ينعش جسده بالماء الساخن. فجأة يأتي صوت طلقات تحذيرية ثم صوت دوي قوي قريب من المنزل. يخرج باز على عجل متشحاً بلباسه على عجل).

  • باز: (يقبل يد والدته) لا تقلقي سنغادر القرية.
  • ديا باز: ستمرض يا بني.
  • باز: لا تقلقي الثلج متعتي( يخرج على عجل محاولاً إخفاء توتره عنها).

(يأتي صوت إغلاق الباب خلفه )

  • ديا باز: رافقتكم السلامة يا بنيّ.
زر الذهاب إلى الأعلى