مقالات

ضجيج هازئ. كلام في الهواء. حديث منْ دون تأثير.

سيهانوك ديبو

ما قاله رئيس النظام الاستبدادي بحق قوات سوريا الديمقراطية؛ كلام في الهواء ومهاترة -قبل أي شيء -تفتقد لأدنى مستوى من مستويات التقيّة السياسية. الأجوبة التي تلاها موصوفة بالعجز المزمن وبالمفككة بنيوياً. وهي بالأساس تأتي متناقضة مع تصريحات سابقة له ولوزير خارجيته وآخرها في 8 مايو أيار من العام الحالي في أن (معركة قوات سوريا الديمقراطية ضد داعش مشروعة). أيّاً منهما يصدقك (الموالون)؟

لكنْ؛ يمكن النظر إلى ذلك من ضمن السياق الذي أدى إليه:

فهو الذي يعيش حالة نشوة بعد خُسران المحسوبة على المعارضة في أغلبيتها من جنيف8. والنظام الذي صوّر مشهد الحراك الثوري السوري بأنه مُصَنّفٌ ضمن خانة المؤامرة، وهو الذي ترّقب سقوط كوباني كمثل نظام أردوغان كي يثبت للعالم: إما هو أو الإرهاب. لكن كوباني دحرت الإرهاب والاستبداد معاً. ويحاول النظام أن يفي إلى شيء واحداً يملكه أو يمتلكه متوحداً. بأن المعارضة السورية إما ضعيفة أو (خائنة). وبالتالي السماح للنشوة التي يعيشها في أن تتدفق إلى منظومة الاستبداد كلها وأنها بمستطاعها ورئيس النظام أن تخضع سوريا إلى ما قبل 2011. وهذا هو الوهم وخيانة الحقيقة والأخلاق قبل أية خيانة.

لا يستغرب شعب سوريا وعموم الرأيين الإقليمي والعالمي لمثل هكذا مصطلح؛ الأخير الذي يعتبر حلقة من حلقات استعملها -لم يزل- رأس النظام: الجراثيم، المرتزقة، مأجورين، عبدة الدولارات، والآن الخيانة. فلا عنصر مفاجأة في أن يتمادى بالضجيج الهازئ.

الجميع يعلم بأن قوات سوريا الديمقراطية من أسقطت قناع الخيانة وكل دلالاتها. وأنها شكلّت رصاصة يفتخر بها كل القوى الديمقراطية الكردية وأيضاً في سوريا وفي المنطقة وفي العالم؛ ضد الإرهاب وضد الاستبداد.من المؤكد بأن السوري يسأل نفسه: كيف كان للمشهد أن يكون لو لم تكن قوات سوريا الديمقراطية موجودة؟

ما قاله بشار الأسد محاولة فاشلة لقطع الطريق على الحل الديمقراطي للأزمة السورية والتي قدّمت قوات سوريا الديمقراطية في انجاح المشروع آلاف الشهداء وحتى تكون سوريا لا مركزية ديمقراطية؛ سوريا اتحادية/ فيدرالية. أمّا الاصرار على الوهم فإنها الخطوات المكرسّة للتفكيك.

ما قاله يجب أن يتم تفسيره قبل أي شيء بأنها مهادنة مع الاحتلال التركي ورأسه الذي يهدد صباحاً مساءً باحتلال عفرين وجميع شمال سوريا؛ وهو المحتل أساساً لبعض من مناطق سوريا لأكثر من عام.

نظام واهم لا شرعي يتحمل مسؤولية دمار سوريا وقتل مئات الآلاف من السوريين مع من يشبهه من الأنظمة الاستبدادية الإقليمية. أكثر من 12 مليون سوري مغادر لمنزله؛ في هجرة داخلية أو خارجية.

تحدّث عن سوتشي وكأن المؤتمر الذي يعقد هو من نسج أفكاره وبإشرافه أو كأنه يتأبط جريدة (الثورة). وهو الذي لم يسمح له قبل بضع أيام أن يتقدم في حميميم وبقي إلى جانب الصحفيين والعسكر. من رئيس إلى مراقب.

الخيانة العظمى أن يتم إعادة انتاج النظام ومنظومة الاستبداد. وهذه لا مكان لها ولا مقومات مجتمعية لها في واقع سوريا اليوم وفي مستقبله

زر الذهاب إلى الأعلى