رحلة حياة ومسيرة بطولة؛ من عفرين مدينة الزيتون مدينة الأبطال إلى الطبقة.
المناضل البطل محمد حنَّان الذي وُلِدَ في العام 1993 في مدينة عفرين لعائلة وطنية كردستانية ترعرعت على فكر وفلسفة الأمة الديمقراطية ونهج القائد عبد الله أوجلان، وشاءت الأقدار أن انتقلت عائلته إلى الرقة واستقرت في مدينة الطبقة.
إبان الأزمة السورية وانتشار المجموعات الإرهابية تحت مسميات عدة منها “جبهة النصرة، جند الشام، جيش الاسلام وفيما بعد ظهور تنظيم داعش الإرهابي الذي دخل مدينة الرقة حيث اتخذها عاصمة لخلافته و بسط سيطرته على المناطق التابعة للمدينة فكانت منها الطبقة مدينة المناضل محمد حنان، وبعد احتلال داعش الإرهابي للمدينة، بات التنظيم ينشر أفكاره بقوة السلاح على الأهالي ويحارب كل من يخالف آرائه وتفسيراته الشاذة من المدنيين؛ ويصفهم بالمرتدين والمشركين والمنفاقين، ويستحل دماءهم ويقطع رؤوسهم.
أثناء ذلك ألقى تنظيم داعش القبض على المناضل محمد حنَّان وسجَنهُ بتهمة معاداة التنظيم وعدم الخضوع لأوامره، ما أدى إلى تعرضه إلى كافة أنواع التعذيب والظلم، وبعد جهود مضنية بُذلت من قِبَلِ أهله في محاولة منهم لإطلاق سراحه؛ تمكنوا من ذلك بعد أن دفعوا غرامة مالية كبيرة.
وعند خروجه من السجن وبسبب ما لقِيَهُ من تعذيب وظلم على يد مرتزقة داعش قرر أن ينضم إلى قوات سوريا الديمقراطية ليشارك في حملة “غضب الفرات” التي أطلقتها قسد لتحرير مدينة الرقة من ظلم وبطش وإرهاب داعش.
اتصف المناضل منذ الصغر بالصبر وقوة التحمل والشجاعة وحبه لرفاقه وأداء واجبه على أكمل وجه دون تردد.
في البداية تلقى دورات تدريبية عديدة ــ تنظيمية وسياسية وعسكرية ــ في قرية الشيوخ ليتخرج منها مقاتلاً شجاعاً، تعرف من خلال تلك الدورات المكثفة على جميع أنواع الأسلحة فكان له شرف المشاركة في حملات تحرير عدة؛ منها حملة تحرير مدينته الطبقة وعدد من القرى المجاورة لها مثل “السويدية، الوديان، السلحبية، حاوي الهوى“ فأبدى فيها مقاومة كبيرة، وبعد تحرير مشفى الأطفال بمدينة الرقة كان المناضل مع رفاقه مشاركاً في تطهير المشفى من مخلفات داعش ونزع الألغام فانفجر به لغم وعلى إثرها استشهد المناضل محمد حنَّان لينال شرف البطولة ويرتقي الشهادة ويُخلّدَ اسمه ضمن كوكبة الشهداء الأبرار الذين سَقَوْا تراب الوطن بدمائهم الطاهرة؛ فلولا تضحية الشهداء لضاعت الأوطان واستبيحت المحارم، وانتهكت الأعراض.
خلال مراسم التشييع عبّر والد الشهيد عبد العزيز حنان عن فخره واعتزازه باستشهاد ابنه لرفع الظلم عن أهله وشعبه، مؤكداً بأن ذكرى جميع الشهداء ستبقى خالدة في قلوب الكرد وجميع الأحرار في شمال وشرق سوريا، وعاهد على المضي قُدُماً على درب الشهداء والثأر لدمائهم الذكية.
وثيقة الشهادة:
الاسم الحركي: حمو
الاسم الحقيقي: محمد حنان
اسم الأم: عائشة
اسم الأب: عبد العزيز
مكان وتاريخ الولادة: 1993عفرين
مكان وتاريخ الانضمام: 2017 الطبقة
مكان وتاريخ الاستشهاد: 19/ 8/2017 الرقة
