PYDمقالات

 زلزال 6 شباط… قوى الهيمنة والصراع على السلطة

سليمان أبو بكر

– تستمر أنظمة السلطة القوموية الشوفينية وقوى الهيمنة الرأسمالية بسياسات إرساء دعائم السيطرة على المجتمعات والطبيعية وافتعال الأزمات والكوارث والصراعات، وتشهد الشرق الأوسط كمركز أوج الصراعات المفتعلة أزمات بنيوية عصيّة على الحل في ضوء المعطيات الراهنة.

فعلى مستوى سوريا وكردستان وتركيا تسببت كارثة الزلزال بسقوط عشرات الآلاف من الضحايا نتيجة الكارثة التي تستمر تداعياتها حتى اليوم الراهن، والنتيجة الأكثر تأثيراً هي استغلال الأنظمة السلطوية هذه الكارثة لخدمة مصالحها السلطوية الاستعمارية، لذا تدخل الأزمة في الشرق الأوسط مرحلة جديدة من الصراعات المعقدة والمركبة نتيجة ربط هذه الكارثة بالسياسة وأجنداتها بما في ذلك المساعدات الإنسانية.

وانطلاقاً من الدوافع الانسانية والوطنية فقد كانت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا السباقة في الاستجابة لهذه الكارثة الإنسانية، لكن نظام أردوغان ونتيجة عدائه التاريخي للشعب الكردي والإدارة الذاتية أعاق دخول المساعدات الإنسانية الذاتية لأبناء الشعب السوري إلى شمال غرب البلاد، حيث أنه وكما قلنا فإن سياسات الاحتلال هي ذاتها حتى في مثل هذه الظروف الكارثية، ولا شك بأن مرتزقة الاحتلال التركي أو ما يسمى “بالائتلاف” و”الحكومة المؤقتة” والمجموعات الإرهابية المسلحة التابعة للاحتلال ليسوا أفضل من مشغليهم وأسيادهم، فمواقفهم العدائية تجاه الإدارة الذاتية وتجاه الشعب السوري أكثر خبثاً وقذارةً من موقف الاحتلال التركي.

فالاحتلال التركي يحاول منذ اليوم الأول للزلزال استغلال هذه الكارثة واستغلال ما يُقدَّم من دعم وتعاطف دولي مع الدولة التركية، ويستثمر هذا التعاطي الدولي مع الظروف الإنسانية في شنِّ الهجمات على مناطق شمال وشرق سوريا عبر المسيرات والقصف العدواني، كما يستغل النظام التركي مآسي السوريين اللاجئين في تركيا وفي شمال غرب سوريا.

كذلك تستمر سياسات التغيير الديمغرافي الممنهج وبمشاركة قطر وما تمنحه الدول من دعم للدولة التركية.

أما السلطة الحاكمة في دمشق فقد عملت على توظيف الكارثة الإنسانية والانفتاح الدولي والإقليمي تجاهها لمصالحها السياسية الضيقة، ورفضت المبادرات الوطنية الداخلية لمساعدة الضحايا انسجاماً مع موقفها المسبق الرافض لأي انفتاح على القوى السياسية الديمقراطية الداعية للانتقال السلمي الديمقراطي. بل تضع دعوات الانتقال الديمقراطي في إطار المؤامرة عليها، إذ أن قوى الهيمنة الرأسمالية وبذات السياسات والأدوات تعمل على حجب أي حركة تغيير نحو إرساء دعائم السلام والديمقراطية في الشرق الأوسط وتحاربها بكل الوسائل، ولذلك تستمر المؤامرة الدولية على القائد “عبد الله أوجلان” وحركة التحرر الكردستانية والشعب الكردي وشعوب المنطقة في عامها الرابع والعشرين.

فالصمت الدولي تجاه سياسات الإبادة للاحتلال التركي تجاه الشعب الكردي استمرارٌ للمؤامرة. سجن القائد منذ ٢٤ عاماً والعزلة والتجريد المفروض عليه، استمرارٌ للمؤامرة، الفوضى والصراع في الشرق الأوسط واستمرار الأنظمة السلطوية باستبعاد الشعوب، استمرارٌ للمؤامرة. محاولات القضاء على الإدارة الذاتية ودعم نظام الفاشية التركية، استمرارٌ للمؤامرة. وتتعدد أوجه استمرار المؤامرة.

وبإجراء مقارنة بين كل تلك المؤامرات فأن نضال ومقاومة القائد عبد الله أوجلان منذ ٢٤ عاماً ضد كل السياسات الرأسمالية وأنظمة السلطة القوموية وفي ظل ظروف السجن المفروضة عليه تعتبر من أكبر مقاومات التاريخ.

إن انتشار فكر وفلسفة القائد أوجلان على مستوى الشرق الأوسط والعالم أفرغت المؤامرة من مضمونها ولم تحقق نتائجها، خاصة وأن هدف القوى التآمرية كان القضاء على فكر وفلسفة التحرر الكردستانية التي أصبحت اليوم مصدر إلهام للشعوب وللقوى الشعبية والثورية العالمية للوصول إلى حلول للمشكلات في الشرق الأوسط والعالم.

زر الذهاب إلى الأعلى