الأخبارمانشيت

رامي الشاعر: تصريح القنصلية الأمريكية في أربيل غير مقلق، وتفجير اسطنبول لا يحمل بصمة كردية، ودمشق يجب ألا تغفل دور الكرد في محاربة الإرهاب وفي مستقبل سوريا

في تصريح خاص لموقع حزب الاتحاد الديمقراطي PYD قال الدكتور رامي الشاعر المستشار السياسي لوزارة الخارجية الروسية: “بالنسبة للشمال السوري وخاصة الشمال الشرقي فأنا على ثقة أن الادارة الأمريكية ستبذل جهود مكثفة للحؤول دون أو عدم حدوث عملية عسكرية تركية”. كما وتناول في تصريحه اجتماع آستانا الذي سيعقد يوم الاثنين القادم 21 نوفمبر والقضايا التي يجب التركيز عليها ورأى أن أبرز النقاط التي يجب تناولها في الاجتماع هي “بداية السعي لحوار جدي بين دمشق والكرد”، وقال: “لا يجوز أبداً أن تتجاهل دمشق دور الكرد في محاربة التنظيمات الارهابية وما تقوم به أيضاً اليوم من ادارة حياة وأمور ما لا يقل عن ثلاث ملايين ونصف مواطن كردي وعربي سوري”.
هذا وطالبت الادارة الأمريكية رعاياها بعدم التوجه الى شمال وشرق سوريا والعراق بسبب عمل عسكري محتمل لتركيا في هذه المناطق بحسب القنصلية التركية في أربيل، وفي هذا الصدد قال المستشار السياسي لوزارة الخارجية الروسية رامي الشاعر: “هذا الاجراء عادي تلجأ اليه دائماً الولايات المتحدة الأمريكية في البلدان أو المناطق التي يسودها التوتر أو من الممكن أن تحدث فيها صدامات عسكرية أو عمليات ارهابية”، واستدرك بالقول: “ولكنني على ثقة فيما يخص الشمال السوري وخاصة الشمال الشرقي فان الادارة الأمريكية ستبذل جهوداً مكثفة للحؤول دون أو عدم حدوث عملية عسكرية تركية، وبالمناسبة فان اللقاء الأخير الذي جرى بين أردوغان وبايدن قبل عدة أيام كانت أجوائه جداً ايجابية وأعتقد أنه تم مناقشة هذه القضية، ولكن يبقى تخوف الولايات المتحدة الأمريكية من حدوث أعمال ارهابية في الشمال السوري ويكون ضحاياها مواطنون أمريكيون، أضيف الى ذلك أن الاتفاق الذي جرى قبل ثلاث سنوات في سوتشي بين الرئيسين بوتين وأردوغان ما زال ساري المفعول والذي بفضله تم تفادي قيام تركيا بعملية عسكرية في الشمال السوري ضد قوات سوريا الديمقراطية ومجلس سوريا الديمقراطية “.
وفي السياق تناول الشاعر في تصريحة العملية الارهابية التي حدثت في استنبول منذ أيام واصفاً اياها بالفاشلة في تحقيق أهدافها قائلاً: الجهات التي تقف وراء العملية الارهابية في تركيا قبل عدة أيام والتي كان ضحاياها ستة من المواطنين الأتراك وعشرات الجرحى ممكن أن نقول أنها فشلت في تحقيق أهدافها التي وضعت وهي أن تقوم تركيا فوراً بالهجوم العسكري الواسع على مناطق الكرد في الشمال الشرقي لسوريا، وبالرغم من أن السلطات التركية حملت المسؤولية للكرد بخصوص هذه العملية الارهابية إلا أن الأيام سوف تثبت أن مسد وقسد ليسا على علاقة بهذا العمل الارهابي وهما قد نفيا نفياً قطعياً في بياناتهم الصادرة عنهما أي علاقة لهما بهذه العملية”، وأضاف “أنا برأيي أن الجهات التي نفذت هذه العملية الارهابية هدفها أبعد من أن تشن تركيا عملية عسكرية ضد الكرد بل هدفها نسف التنسيق الروسي التركي الايراني أي مجموعة آستانا والتي بفضلها يسود نظام التهدئة على جميع الأراضي السورية، ومن الممكن القول أن الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً تشارك بموضوع نظام التهدئة على الأراضي السورية طبعاً من خلال علاقة تركيا مع الولايات المتحدة الأمريكية”. كما أكد الشاعر بأن التفجير يأتي على أنه “محاولة لنسف مساعي حل الأزمة السورية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي 2254 وعلى أساس الحوار السوري ـ السوري والبدء بعملية الانتقال السياسي السلمي والذي يجب أن يشارك فيه النظام في دمشق والمعارضة السورية وأيضاً ممثلين عن الكرد”، وتابع: “للأسف تركيا إلى الآن تعارض ذلك أقصد مشاركة الكرد. ومن وراء العملية الارهابية على الأراضي التركية تستخدم نقطة الضعف هذه أقصد (عدم مشاركة الكرد في محافل حل الأزمة السورية من قبل تركيا) وذلك لمنع أي تغيير في الموقف التركي بخصوص تمثيلهم في الوقت الذي يسعى فيه الكرد للمشاركة في الحل السياسي السلمي في سوريا وحصولهم على حقوقهم في سوريا المستقبل ضمن الدولة السورية الموحدة، وهم دائماً يؤكدون على أن ليس لديهم أي نوايا أو أفكار للانفصال وتقسيم سوريا، وعليه اكرر أن العمل الارهابي الأخير في استنبول يهدف الى اعاقة حل الأزمة السورية واعاقة مجموعة آستانا والامم المتحدة للمساهمة في ذلك”.
وعلى المقلب الآخر تناول الشاعر اجتماع آستانا الذي سيعقد الاثنين المقبل بالقول: “أولاً يأتي اجتماع آستانا في توقيت هام وخاصة أن الوضع في الشمال والجنوب السوري متوتر جداً ولن يستطيع أحد نزع هذا التوتر الا مجموعة آستانا الممثلة بروسيا وتركيا وايران لأن ممثلي هذه الدول سيرفعون التقارير والتوصيات للجهات المختصة في بلادهم أي للرؤساء وهم من سيقررون، وقد نشأت علاقات تعاون وثقة بين رؤساء هذه الدول الثلاث وهذه العلاقات قادرة على ازالة أي توتر وهذا مطلوب اليوم في الشمال والجنوب السوري”، وأضاف: “والأهم فيما يخص ذلك امكانية تأثير مجموعة آستانا على النظام في دمشق والمعارضة السورية ولولا هذا التأثير بالفعل لنشأت حرب أهلية واسعة في سوريا”.
وبخصوص النقاط والقضايا التي سيتناولها الاجتماع قال الشاعر: “أنا برأيي الشخصي أهم شيئ يجب أن يركز عليه الاجتماع القادم والذي سيبدأ يوم الاثنين هو التمهيد لتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا…” بشكل يخدم السيادة الوطنية السورية.
أما القضية الثانية التي يجب أن يتم التركيز عليها في اجتماع آستانا برأيي هو بداية السعي لحوار جدي بين دمشق والكرد فلا يجوز أبداً أن تتجاهل دمشق دور الكرد في محاربة التنظيمات الارهابية وما تقوم به أيضاً اليوم من ادارة حياة وأمور ما لا يقل عن ثلاث ملايين ونصف مواطن كردي وعربي سوري نعم يجب الحوار مع ممثلي الكرد والتوصل الى اتفاق على دورهم في مستقبل سوريا وكيف سيتم ضمان حقوقهم وتثبيتها في التعديل الدستوري وشكل نظام الحكم الذي سيتمتعون به ضمن أراضي الدولة السورية الموحدة ومرفوضة كل الحجج والاتهامات التي يتذرع بها النظام في دمشق لعدم الحوار الجدي مع الكرد ومشاركتهم بالحكم في المناطق التي يتواجدون بها فهم ليسوا أعداء وقدموا ما لا يقل عن 13 ألف شهيد لانقاذ سوريا من التنظيمات الارهابية وعملياً للحفاظ على مؤسسات ووحدة الأراضي السورية”.
وفي سياق ما يحدث في الجنوب السوري ومناقشته في اجتماع آستانا قال الشاعر: “أما القضية الثالثة والمهمة أيضاً هي قضية الجنوب السوري التي يجب أن تناقش في هذا الاجتماع، فلا يجوز الاستمرار في الفلتان الأمني الذي يسود هناك ونشاط عصابات التهريب وتجارة المخدرات وتصنيعها وبهذا الخصوص أعتقد أنه يجب على مجموعة آستانا أن تتعاون مع الاردن وسلطات دمشق لايجاد طريقة لضبط الحدود السورية الاردنية والقضاء على نشاطات العصابات” وأضاف “بدون مبالغة خطرهذه العصابات قد يضاهي خطر التنظيمات الارهابية التي تم القضاء عليها وان عدم الاهتمام بذلك سيبقي ثغرة تهدد نظام التهدئة الذي يسود على الأراضي السورية بفضل التنسيق بين مجموهة آستانا روسيا وتركيا وايران وبالتعاون مع سلطات دمشق و الدور الذي يلعبه الكرد في شمال وشرق سوريا بالاضافة الى كل ذلك يجب أن يركز الاجتماع على قضية اللاجئين واجراءات تأمين عودتهم والمساعدة في ذلك”.

زر الذهاب إلى الأعلى