الأخبارروجافامانشيت

خُناف الملا: في ظل الأزمة الراهنة؛ مشروع الإدارة الذاتية هو الأمثل للسوريين  

بصدد الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، وتأثيراتها على العالم عموماً وعلى مناطق شمال وشرق سوريا خصوصاً، أجرت مراسلة موقعنا لقاء خاص مع ” خناف الملا” الرئيسة المشتركة لحزب النضال الديمقراطي في قامشلو.

هذا وأوضحت خناف في بداية اللقاء: إن الحرب الروسية الأوكرانية هي نتيجة صراع الانظمة العالمية من أجل مصالحها، وأن هذه الحرب ستؤدي الى اصطفافات دولية والتوجه نحو تشكيل نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب ــ برغبة روسيا والصين وبعض الدول الحليفة معهما ــ والتخلص من الهيمنة الأمريكية على العالم؛ لذلك هناك حرب عالمية من جميع النواحي العسكرية والاقتصادية والسياسية.

وتابعت: وقد خلقت هذه الحرب منذ الآن أزمة في المجال المعيشي والسلع الغذائية واختلاف القوة الشرائية وغلاء الأسعار وارتفاع أسعار النفط والغاز بسبب العقوبات المفروضة على روسيا باعتبارها المصدر الرئيسي لأوروبا، بالإضافة إلى أن أوكرانيا كانت تصدر الزيوت والقمح وكان لديها مساحات شاسعة للزراعة وتصدر هذه المواد إلى دول الشرق المتوسط.

 ونوهت إلى أنه سيتم تغيرات جذرية في السياسية العالمية بسبب حرب الأقطاب ومطامعها في مناطق نفوذها وتحصين مواقعها، لذلك نجد هناك تغيرات على مستوى سوريا أيضاً من خلال اللقاءات الجارية بقيادة أمريكا بهدف التقارب اكثر والبدء في التدخل السياسي ودعم مناطق الادارة الذاتية لشمال شرق سوريا سياسياً, بالإضافة الى التحالف العسكري ضد الارهاب، والرغبة في الوصول للعلاقات مع الادارة الذاتية ممثلة بمجلس سوريا الديمقراطية، بالإضافة الى الموقف التركي المتذبذب والوصول في سياستها الى مرحلة صعبة جداً واستغلال موقعها الجغرافي وتحالفاتها و باعتبارها أحد اعضاء حلف الناتو مجبرة على القيام بتنفيذ القرارات الصادرة والعقوبات المفروضة على روسيا، وبذلك تدخل في مواقف وعلاقات حرجة مع روسيا على المستوى السياسي والتنسيق العسكري وخاصة في سوريا وأوكرانيا، باعتبارها  تدعم الحكومة الأوكرانية بالطائرات المسيرة وتدعم أوكرانيا من جهة ومن جهة أخرى تحاول تركيا أن تلعب دور الوسيط وعدم خسران العلاقات مع روسيا، إلا أنها في نهاية المطاف مجبرة لتحديد مواقفها خاصة من القرارات الصادرة من الأمم المتحدة، وقد بدأت بالتصريحات عن طريق وزير دفاعها بأنهم مجبرين في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بخصوص العقوبات المفروضة على موسكو.

وأضافت خناف الملا: هناك حوارات بين السعودية والصين للتعامل بــ “اليوان” الصيني بدلاً من الدولار في مبيعات النفط، وأيضاً روسيا تطالب بالبيع بالروبل في مبيعات النفط والغاز للدول غير الصديقة، وهذا يدل على أن المنطقة والعالم ستتأثر بركود اقتصادي وارتفاع الاسعار بشكل جنوني وسيتم المعاناة والفقر وأزمة اقتصادية حادة على مستوى العالم، هذا وسيؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد التركي المتضخم وانخفاض القيمة الشرائية لليرة التركية.

كذلك هناك توجه بعض الدول المتحالفة مع روسيا الى ضرب الدولار الأمريكي بصفته العملة العالمية الرسمية. إذاً نحن نعيش مرحلة حرب عالمية ثالثة.

وأكدت: ستؤثر هذه الحرب على الوضع السوري بشكل مباشر لوجود القوى المتصارعة على الارض السورية، وخاصة السياسة التركية واحتلالها للأراضي السورية وتطبيق منهجي للتغيير الديمغرافي، والقيام بجرائم حرب داخل المناطق المحتلة من قبل مرتزقتها بتنسيق وتوجيه ودعم مباشر من الحكومة التركية.

 ودعت “خناف الملا” في ختام لقائها الشعب السوري بشكل عام والكردي بشكل خاص لتوحيد الصفوف والتعاون والتكاتف والاستفادة من هذه الفوضى وتحرير المناطق المحتلة، والبدء بحوار جدي “سوري ــ سوري” للوصول الى حل دائم ووقف الحرب والانتهاكات الجارية واللجوء الى لغة العقل والمنطق في حل الازمة السورية بالطرق الديمقراطية والتوجه الى النظام اللامركزي التعددي الديمقراطي، وإلّا فالمأساة ستطول والشعب متوجه نحو كارثة حقيقية في المجاعة والفقر والتشرد، فنحن الشعوب دائماً كنا ومازلنا وقود الحروب ونعاني من ويلاتها لمصالح القوى العالمية، والعقد المنصرم شاهد عيان على الشعب السوري، فنحن اليوم أحوج من اي وقت مضى الى التوجه نحو مشروع الأمة الديمقراطية والتشاركية والتآخي والمساواة بين الشعوب والتكاتف والتعاون من أجل تشكيل النظام الديمقراطي الذي يؤمِّن العيش والحقوق والسلام والحرية للجميع على التراب السوري ضمن وحدة الدولة المتكاملة، باعتبار نظام الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، هو النظام الديمقراطي الأمثل الموجود في المنطقة، لذلك علينا دعم وترسيخ هذا النظام والعمل على تعميمه، كونه لصالح الموزاييك السوري عامة.

أجرت اللقاء: دلال أحمد

زر الذهاب إلى الأعلى