أشار الباحث والدبلوماسي الأمريكي السابق “مايكل روبين” إلى أن العديد من أعضاء اللوبي التركي في الولايات المتحدة أعربوا عن أسفهم لتآكل العلاقات بين تركيا وأمريكا, وأن تركيا تطالب إما باسترداد الأموال التي قدمتها لشراء طائرات F-35 أو تزويدها بطائرات F-16.
وأوضح روبين لموقع “واشنطن إكزامينير” الأمريكي بأن مشكلة الولايات المتحدة مع تركيا ذات شقين, فأولاً لن تصحح مثل هذه الصفقة المشاكل التي تسببت بها صفقة S-400
وثانياً سيستخدم الأتراك طائراتهم من طراز F-16 لأغراض متعارضة مع الأمن الإقليمي, وعلى سبيل المثال القصف المستمر للاجئين الأيزيديين.
ولفت روبين إلى أن مصادر أمريكية مجهولة قامت بطرح الخطوط العريضة لصفقة تزود تركيا بموجبها أوكرانيا بنظام إس -400، وفي المقابل سيُرفع الحظر على مشاركتها في برنامج طائرات F-35, وسيساعد الأوكرانيين ويحل العائق الرئيسي في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا, ولكن سيكون من الخطأ تطبيقها, حيث قال روبين:
صفقة S-400 هي رمز لمشكلة أوسع نطاقاً في تركيا اليوم, قد تكون تركيا عضواً في الناتو، لكنها ليست ملتزمة أيديولوجياً بمبادئ الحلف, وبدلاً من ذلك يتطلب الأمر منهجًا تعاملياً حيث يلعب أردوغان باستمرار بين واشنطن وموسكو للفوز بأفضل صفقة, ولكن في أوقات الأزمات يجب على أعضاء الناتو مواجهة التحدي، وليس السعي لابتزاز العالم من أجل المصلحة الضيقة.
وأضاف روبين:
كما أنه لا يبدو أن أردوغان يفضل انتصار أوكرانيا على روسيا, ولنأخذ في الاعتبار تطبيق أردوغان لاتفاقية مونترو لعام 1936 التي تحكم حركة النقل البحري عبر المضايق التركية, وهي الخطوة التي أشاد من أجلها وزير الخارجية الأمريكي (بلينكن) بتركيا لحرمان روسيا من الاستفادة من هذه المضائق, ولكن (أيكان إردمير) النائب التركي السابق في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات أشار إلى أن بنود اتفاقية (مونترو) التي فعّلها أردوغان تمنع في الواقع عبور سفن حلف الناتو, أما بالنسبة للروس فلم يكن هناك أي مؤشر على أن أسطولهم المتوسطي سعى للانتقال إلى البحر الأسود, كما يعمل أردوغان على تحويل تركيا إلى ثغرة عملاقة للعقوبات ضد روسيا, وتجعل تعاملاته التي تقدر بمليارات الدولارات على النفط مقابل الذهب مع إيران تبدو وكأنها تغيير بسيط.
ووفي الختام أكد روبين بأن أية صفقة لإدارة بايدن من أجل إعادة تركيا إلى برنامج طائرات F-35 ستمكّن تركيا من ابتزاز أمريكا في المستقبل من خلال منح أردوغان القوة لخيانة الناتو بشكل أكبر في كل فرصة، حيث أظهر أردوغان أن الغرب يجب ألا يثق به, واعتقاد بايدن أنه قادر على ذلك هو السذاجة المطلقة, وإن الاعتقاد بإمكانية التوصل إلى صفقة كبرى لا يعني تعريض أمن أمريكا للخطر فحسب، بل وأيضاً تعريض حلف الناتو بأكمله للخطر.
