المناضلون الحقيقيون هم الذين حققوا المعجزات، ولم تثنِهم عن هدفهم أيَّة معوقات، انسانيتهم تفوق أي شيء غير مبالين بالمسافات البعيدة، جاؤوا من جميع أصقاع العالم، رجال ونساء قدِمُوا من آسيا وأوروبا وأمريكا و أفريقيا، يتكلمون لغات عديدة ومختلفة، مختلفون في الأعمار والعادات و الديانات والبلدان ولكنهم مشتركون في نضالهم وكفاحهم لأجل قضية إنسانية فتوجهوا إلى روج آفا لمحاربة الإرهاب مع صفوف قوات سوريا الديمقراطية التي حاربت وناضلت في وجه أعتى وأشرس تنظيم عرفه العالم، إنه المناضل “تكوشر بلنك” اسمه الحقيقي لورنز أورستي، الذي درس نهج وفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان والتحق بثورة روج آفا للدفاع عن الشعوب المضطهدة.
انضم المناضل تكوشر بلنك عام 2017 إلى صفوف مقاومة روج افا، من خلال انضمامه إلى وحدات حماية الشعب” YPG” ، كما انضم المناضل تكوشر فيما بعد وبشكل فعَّال إلى التنظيمات الثورية TKP/ML-TİKKO وأصبح مثالاً يحتذى به في نشر مبادئ الاشتراكية لإيمانه وارتباطه بالعيش المشترك وأخوة الشعوب وكفاح الحرية لجميع شعوب العالم، امتاز الشخصية الثورية تكوشر بالشجاعة ورباطة الجأش ورجاحة العقل وظهر ذلك خلال تواجده في ساحات النضال حيث لم يتردد لحظة في الدفاع عن قيم هذه الثورة.
شارك المناضل في حملة تحرير كوباني وحملة مقاومة العصر للتصدي لهجمات دولة الاحتلال التركي على عفرين، حيث كان يتواجد في الخطوط الأمامية في جبهات المقاومة، كما وشارك في حملة عاصفة الجزيرة التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية لتحرير مدينة دير الزور من مرتزقة تنظيم داعش الإرهابي وعندما حُصر إرهابيو داعش في بلدة الباغوز كان المناضل مستمراً في نضاله ضد هذا التنظيم وبتاريخ 15 آذار من العام الجاري ارتقى المناضل تكوشر إلى مرتبة الشهادة في بلدة الباغوز آخر معاقل التنظيم الإرهابي.
قام رفاق دربه بمراسيم تشييعٍ تليق به وبتضحياته العظيمة في مدينة ديرك إذ توجه الآلاف من مقاتلي وحدات الشعب والقوات الأممية وقوات قسد وأهالي منطقة ديرك وكركي لكي والمناطق المجاورة لمراسيم تشييع المناضل الأممي تكوشر وسط زغاريد الأمهات والشعارات التي تحيِّي مقاومة الشهداء، وتوجه المشيعون إلى معبر سيمالكا لإرسال جثمانه إلى مسقط رأسه” إيطاليا” ليوارى الثرى هناك.
وكان المناضل قد كتب رسالة قبل استشهاده وهذا نصها:
“عندما تقرؤون رسالتي هذه سأكون قد رحلت عن هذا العالم، آه.. لا تحزنوا علي أبداً، أنا راضٍ هكذا.. لم أندم أبداً، كل ما كنت أفكر به كان صحيحاً، وعند تحقيق كل تلك الحقائق استشهدت دفاعاً عن المضطهدين ومسلوبي الحقوق”.
وجاء في الرسالة أيضاً “حتى لو كانت مغادرتي باكراً لا زلت مقتنعاً بأنني الفائز”، أتمنى لكم الأفضل دوماً وأنتظر منكم أن تتخذوا قراراتكم في تقديم أرواحكم للأجيال القادمة من بعدكم لأنه فقط بهذا الشكل يمكن تغيير العالم”.
وثيقة الشهادة:
الاسم الحركي : تكوشر بلنك
الاسم الحقيقي: لورنز أورستي
اسم الأم: أناليزا
اسم الأب: أليساندرو
مكان الولادة : إيطاليا
مكان وتاريخ الانضمام: 2017
مكان وتاريخ الاستشهاد:18/3/2019 بلدة الباغوز
