مقالات

حلويات لرفع المعنويات

حقي رشيد

أبو لقمان ، علي موسى الشواخ، أو من يعرف بوالي الرقة ، أمر بتوزيع الحلويات في شوارع مدينة الرقة على جميع المارة دون استثناء، وكذلك أصدر المذكور قراراً بإطلاق سراح المئات من الذين حاولوا الفرار من المدينة وكل من لديه جرم صغير أو معصية صغيرة كما يحب أن يسميها أعضاء التنظيم الإرهابي، والتي تتضمن التدخين ومخالفات الحلاقة ومخالفات اللباس الشرعي.

 كل هذه المظاهر الاحتفالية كانت ابتهاجاً لما سمّوه نجاح غزوتَي الفلبين و مانشستر حسب زعمهم.

يشار إلى أن أصحاب الجرائم الكبرى، كاستعمال الإنترنت والمتاجرة بالتبغ وعدم أداء صلاة الجماعة، لا يزالون قابعين في سجون الرقة بانتظار نصر جديد في غزوة جديدة.

يشار إلى إنه بعيد إعلان وكالة أعماق التابعة للتنظيم الإرهابي نبأ سيطرته على مدينة ماراوي في جزيرة مينداناو ذات الأغلبية المسلمة جنوب الفلبين بدأت سيارات تابعة للتنظيم بعمل مواكب داخل المدينة مطلقة نيران كثيفة ومهللين ومكبرين.

بعد هذا النصر المزعوم دعا ديوان ” الدعوة والأوقاف” في ولاية الرقة خطباء المساجد وأئمتها إلى اجتماع حضهم فيه على رفع الروح المعنوية للجموع المحتجزة داخل المدينة بشكل قسري , وذلك بالتركيز في خطبهم وجلساتهم الشرعية على إن الله أبدلهم مدينة الطبقة التي انحاز عنها جنود الخلافة (حسب زعمهم) بأرضٍ أوسع وأكثر أهمية، ألا وهي ولاية الفلبين , وكذلك يجب التركيز على إن كل من يترك أرض المعركة هو مرتد عن الدين أو كافر بالمعنى الأصح.

يعتبر الكثير من المحللين إن مثل هذه الخطوات تعبر عن النزعة الأخيرة للتنظيم المتهالك. فداعش في نزعاتها الأخيرة لم تعد تعي ما تفعل لتشويه الحقائق. فبعد خسارتها لمدينة الطبقة التي خاضت فيها قوات سوريا الديمقراطية معركة بطولية،  وصف التنظيم المذكور خسارته للمدينة بأنه انحياز لجنود الخلافة عن تلك المدينة، وإن الله قد استبدلها بأرض أكثر خصوبة وأوسع حسب زعمهم.

ولا يستبعد المحللون أن تكون معركة استعادة مدينة الرقة أكثر مأساوية من معركة الموصل. حيث لا يستبعد أن يصبح المدنيون دروعاً بشرية لحماية أعضاء التنظيم. فخطفُ الأطفال وسيلة لإبقاء أفراد الأسرة محتجزين كدروع متنقلة داخل المدينة أو حتى في جبهات القتال الأمامية. فالابتزاز وسيلة رخيصة  وغير أخلاقية يستخدمها أفراد التنظيم للحفاظ على حياتهم. ناهيك عن كتائب أشبال الخلافة التي صنعتها داعش في كل المناطق التي دخلتها , حيث قامت بتجنيد الأطفال من عمر الثماني سنوات وما فوق، لاستخدامهم في جبهات القتال وحتى استخدامهم كسجانين لعائلاتهم ومعذبين لهم إن لزم الأمر.

من خلال ما سلف يتوضح مدى تفكك التنظيم الإرهابي وتخبطه في تصرفاته. فالدولة المزعومة أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الانهيار التام في مدينة الرقة على يد قوات سوريا الديمقراطية، التي لا توفر جهدا لإنقاذ المدنيين المحاصرين في المدينة قبل البدء بالمعركة النهائية.

زر الذهاب إلى الأعلى