الأخبارمانشيت

جواد البيضاني: بأخطاء اردوغان الفادحة ستنتهي تركيا

قال الدكتور جواد البيضاني مدير معهد العراق للدراسات الكردية لموقع حزب الاتحاد الديمقراطي: خلال متابعتي للصحف التركية تبين أن حزب العدالة والتنمية يعيد النقد الذاتي لمسيرته السابقة في الحكم، ولكن برأيي لا جدوى من ذلك بعد فوات الأوان لأن الشعب التركي والشعوب المتعايشة في تركيا أدركت ولو بعد حين أن الأوضاع الاقتصادية تتأزم؛ وأن اردوغان قذف تركيا إلى موطن كان من المفترض أن يكون بعيداً عنه، وسيخسر الاقتصاد التركي من حيث لا يدري، وستنتهي تركيا بالإرادة الأمريكية والغربية لأن اردوغان لا يدرك جدية الأخطاء الكبيرة الفادحة التي ارتُكبت في فترة حكمه.

واضاف البيضاني : إن الولايات المتحدة لا تجازف بتغيير اردوغان كونه يحقق لها أهدافها غير المُعلنة تجاه أوروبا، لأنه كما نعلم لا يوجد أي نقاط التقاء بين الاستراتيجية الأوروبية والأمريكية، كما حدث التقاطع بين فرنسا وبريطانيا وكذلك الولايات المتحدة فيما يخص قضية الجولان السورية، أي الاختلاف كبير في المواقف الأوروبية والأمريكية، ولكن بالرغم من ذلك أمريكا تحاول الضغط على تركيا لتهز نظامها وإضعافها كما قامت بإضعاف “النظام الإيراني، السعودي والمصري”، ومن المعلوم أن السياسة الأمريكية تقوم على أساس إضعاف هذه الأطراف بالتوازن في المنطقة.

وأشار في سياق حديثه: اعتقد أن الصراع الاقتصادي واضح المعالم إذا ما استطعنا فرز خيوط ذلك الصراع بصورة دقيقة، أمريكا ستسعى لاستغلال تركيا للضغط على أوروبا من خلال “خطاباتها الحماسية وإظهارها ببعض مشاعر الكراهية لها”.

أما فيما يخص معادلة روسيا أكد البيضاني أنها مناورة للضغط، ومسألة الصواريخ الروسية؛ روسيا لا تمتلك التقنيات الحديثة والمتقدمة والمتطورة التي تتيح لها اقتناص الطائرات الأكثر تطوراً في أمريكا.

وتابع : إذا ما زُودت تركيا بهذه الصواريخ فلا تخل بالموازين العسكرية في المنطقة “إسرائيل تبقى على تفوق، وكذلك إيران لأنها تمتلك المستوى المطلوب من الصواريخ الكبيرة التي تتيح لها بأن تشل الخطوط الخلفية للعدو وهي صواريخ متحركة فيها مناورة”، ولكن باعتقادي قضية الصواريخ بالنسبة لأمريكا هي للحصول على أكثر مكاسب من حزب العدالة والتنمية.

وأشار البيضاني أن حزب العدالة والتنمية بدأ يفقد قاعدته الشعبية واردوغان يحاول بشتى الطرق كسب المواطنين ويسعى جاهداً إلى ذلك من خلال إثارة المشاعر “الدينية والقومية”.

فهو يقوم بزيارة المناطق الكردية لإثارة المشاعر الدينية كما كان يفعل في السابق.

ومن ثم يذهب إلى المناطق التركية ليثير المشاعر القومية “يعبث بالمشاعر لدى الطرفين” وهذه الاستراتيجية بدأ الشارع التركي يفهمها لأن المواطن التركي بدأ يسعى للحصول على مقومات العيش وبالتالي هذه المقومات بدأت تضعف في تركيا، لذا لا تهمه الخُطب الرنانة والحماسية التي لا تثير حماس الناس، وسوف نشهد تغيير كبير في المنطقة.

ورأى البيضاني أن عملية التغيير التي تنشدها الولايات المتحدة هي ليس بعملية انقلاب عسكري كما كان يحدث، إنما عملية إضعاف اقتصادي وعسكري وتشويه إعلامي واردوغان من قام بتشويه سمعة تركيا بالقرارات التي يتخذها والتي لا تصب في صالح حتى شركائه وحلفائه، لذا تركيا بدأت تفقد محيطها من خلال علاقاتها المتوترة مع العديد من الدول “بلغاريا، اليونان،  وكذلك سوريا، العراق وايران، إضافة إلى روسيا وأوروبا مما أدى إلى فقدانها الكثير من قاعدتها السياسية، وأيضاً بدأت تبتعد وتتقوقع بالأخطاء السياسية الفاضحة التي ارتكبها اردوغان.

 وأكد البيضاني: الهدف الغربي من كل ذلك هو إضعاف النظام “الإيراني والتركي” وبالتالي يتم اسقاطهم شعبياً وذلك لا يحدث إلا من خلال الضغط الاقتصادي والسياسي والعسكري.

وأشار البيضاني خلال حديثه إلى أن الولايات المتحدة تنظر إلى المدى البعيد في سبيل إسقاط هذا الحزب “العدالة والتنمية” وذلك من خلال تقوية العراق وعودتها إلى محيطها العربي والدولي ووقوفها غير المباشر بجانب مجلس سوريا الديمقراطية كون هدفها تأجيج المناطق المؤثرة بالسلب على حزب العدالة والتنمية، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال قوة العراق ومجلس سوريا الديمقراطية، وباعتقادي أن هذين البلدين حليفٌ معوَّلٌ عليه للولايات المتحدة بدليل إن السعودية بدأت تسعى إلى تمتين علاقتها مع هذين البلدين “شمال -شرق سوريا والعراق”.

واختتم الدكتور البيضاني حديثه بالقول: ربما في السنة المقبلة نشهد تحول كبير تقرّ الأنظمة بحقوق الشعوب المضطهدة منها “الأرمني والكردي وباقي الشعوب المضطهدة تحت قوى الهيمنة.

زر الذهاب إلى الأعلى