المجتمع

جامعة روج آفا أمل يبني مستقبل طلابنا

تقرير: حسينة عنتر

جامعة روج آفا الصرحٌ الحضاري الذي تم تأسيسه من قِبَلِ الإدارة الذاتية عام 2016 بغية تلبية متطلبات كافة الطلاب ورغبتهم في وجود جامعة بمنطقتهم التي لطالما حلموا بها لعقود طويلة، واليوم أصبح الحلم حقيقة، تأسست الجامعة لتحمي طلاب المنطقة من المخاطر التي يتعرضون لها خلال سفرهم في طلب العلم إلى المدن الأخرى؛ وهذه الجامعة تضم الكليات والأقسام التالية: قسم الهندسة البتروكيميائية وهندسة البترول، قسم الهندسة الزراعية، قسم الآداب الذي يشمل عدة فروع، إلى جانب افتتاح كلية الفنون الجميلة وعِلمِ المرأةِ (جنولوجيا) هذه السنة، لذا ارتأت صحيفة الاتحاد الديمقراطي اللقاء مع بعض أساتذة الجامعة وتسليط الضوء على جامعة روج آفا:

زينة علي أستاذة في جامعة روج آفا قسم (كلية التربية)- اختصاص معلم صف:

نحن كأساتذة الجامعة لدينا المؤهل الكافي الذي يسمح لنا بالتدريس بهذه الكلية، وهذه المؤهلات ما بين الإجازة الجامعية والماجستير.

هذا القسم نقوم بتدريسه لطلاب الجامعة بحيث يتمكن الطالب الاستفادة منه بشكل عملي وليس حفظي، حيث كان الطالب في جامعات النظام يقوم بحفظ المادة لمدة أيام وبعدها يخضع لامتحان يحدد مستواه على إثر الفحص إما بالنجاح أو الرسوب.

لا يوجد مثل هذا النموذج في جامعة روج آفا لأن هدفنا هو بناء الطالب المتكامل الذي يعتمد على النظري والعملي معاً والحفظ والتقييم اليومي.

أستطيع القول أن المواد التي أدرِّسُها سواء كانت مادة (صعوبات التعلم أو علم النفس التربوي أو تربية خاصة أو…إلخ)، أحاول أن يستفيد منها الطالب قدر المستطاع بحيث إذا تخرج من الكلية يستطيع إثبات نفسه في الواقع الميداني إذا فُرِزَ إلى المدارس ويتمكن من توظيف ما تعلمه في الإطار التطبيقي لعمله، على العكس من منهاج الدولة المستخدمة.

أما بالنسبة إلى العلاقة بين الأساتذة والطلاب فهي علاقة ودية مرنة مبنية على أساس الأخوة والمحبة بين الطرفين، وليست كعلاقة الأستاذ بطالبه التي عهدناها سابقاً، فإزالة حاجز الرعب الذي كنا تعودنا عليه والسائد بين دكتور الجامعة والطلبة قد تلاشت ونحن نعمل مع بعض، نُحضِّر الدروس سوياً ونجهز المحاضرات معاً ونقوم بالدروس التطبيقية معاً بروح الصداقة والإخوَّة.

ما يميز جامعتنا أنها دون تكاليف مالية تُذكَر ويستطيع أي طالب الالتحاق بها على العكس من الجامعات الأخرى التي تتطلب مصاريف باهظة من رسوم التسجيل والأوراق المطلوبة والمفاضلة وأجور النقل، ونحن بصدد فتح أقسام أخرى للتعليم المفتوح في السنوات اللاحقة وذلك من أجل المدرسين والمدرسات القائمين على رأس العمل للالتحاق بالجامعة لتعديل الشهادة.

جامعتنا في حالة تطوير بشكل مستمر لأننا نعتمد في بنائها على أنفسنا في كل الأحوال هدفنا هو تطوير الجامعة وتطوير طلاب جامعتنا وهدفنا هو بناء الطالب المميز القادر في النهاية تحمل المسؤولية وأن يصبح مدرساً ناجحاً من خلال عمله في صفه الذي كلف بالتدريس فيه، وعليه أوجه نداءً إلى أهلنا بأن تكون ثقتهم ومساندتهم لجامعتنا وبأساتذتها كبيرة لأننا نستمد منهم قوتنا وتقدمنا.

حسين عماوي عضو سابق في الهيئة الإدارية لجامعة روج آفا وأستاذ في مادة طرائق التدريس.

الفرع الثاني من جامعة روج آفا تم افتتاحه في القسم الشرقي من مدينة قامشلو، وقد خصص للعلوم التربوية التي تضم عدة أقسام تم فرزها على أساس الشهادة العلمية والأدبية، وفقاً لذلك يتم اختيار الطالب للتخصص في إحدى هذه العلوم التربوية من مثل: (الكيمياء، الفيزياء، جغرافيا، تاريخ، معلم صف، الأدب الكردي، علم المرأة….) حيث يتم تسجيل الطالب في الجامعة بشرط أن يكون حائز على الشهادة الثانوية سواء أكانت بفرعها العلمي أو الأدبي أما بالنسبة لقسم الأدب الكردي؛ يكفي أن يكون الطالب قد أنهى مستويات تعليم (اللغة الكردية) في أكاديمية جلادت بدرخان لتعليم اللغة الكردية، عندها يحق للطالب الانضمام إلى قسم الأدب الكردي في جامعة روج آفا.

نحن في جامعتنا لا نعتمد على نظام الامتحانات الفصلية بل نعتمد على الاختبار اليومي والشفهي وعلى الحضور والتقييم الكتابي وعلى النقد، حيث يدور نقاش وحوار بشكل يومي بين الطالب والأستاذ وبين الطلبة أنفسهم، ويقدَم النقد بناء على وظيفة كُلفَ بها الطالب سواء كانت منزلية أو في الجامعة أمام الطلبة، ويتم النقاش والحوار على العمل المكلف ومن خلال الأسئلة المطروحة والإجابات وتقييم العمل، بهذا يكون الطالب قد حصل على نتيجة مفيدة وعرف النقاط الصحيحة والخاطئة في وظيفته، هذا ويتم جمعه نشاط الطالب في مستند خاص به يعتبر محصلة العمل والنشاط الكلي خلال السنة الدراسية وعليه يترفع الطالب إلى السنة التالية، أو يبقى في سنته.

كلمة أخيرة

جاء بناء جامعة روج آفا في وقت يلبي رغبات وطموحات مختلف الطلبة في روج آفا وخاصة في هذه الظروف المأساوية إبان الأزمة السورية، هذه الجامعة وسيلة لبناء مستقبل الطلبة الذين طلبوا العلم في مناطقهم درءً للمخاطر التي قد يتعرضوا لها أثناء السفر والتنقل بين المحافظات السورية ولا سيما أن هذا البلد يعيش حالة حرب وصراع مسلح مستمر منذ بدايات الأزمة السورية، حيث قضى الكثير من طلبة العلم نحبهم جراء همجية الاقتتال في مناطق الاحتقان والتوتر.

أضف إلى ذلك فأنها توفر للطالب تكاليف الإقامة والسفر الباهظة التي لم يعد باستطاعة الأهل تحمل غلائها المستمر نتيجة تدهور الوضع المعيشي والأمني للشعب بشكل عام.

زر الذهاب إلى الأعلى