مانشيتمقالات

ثورة المرأة الكردستانية ودورها في ترسيخ مفهوم الحرية

محمد ايبش ــ

لو عدنا الى التاريخ لوجدنا أن المرأة صاحبة أعظم ثورتين في تاريخ البشرية؛ ألا، وهما، أولها هي اكتشافها للزراعة وتربية الدواجن وهي على ارتباط وثيق باستمرارية الحياة واستقرارها عبر الصداقة مع الطبيعة، وثانيها هي ثورة اللغة وهي التي وضعت لبِنَات التعددية اللغوية والثقافية حسب الجغرافيا التي كانت تقود فيها المجموعات البشرية عبر مسيرة التاريخ. وبرزت دورها في الادارة بشكل يخولها أن تكون ادارية بارعة من خلال مقدرتها على ترسيخ الروح التشاركية بين كافة افراد المجتمع الطبيعي. فنجاحها منحها صفة الألوهية لإدارتها شؤون المجموعات البشرية عبر آلاف السنيين. وإذا نظرنا بالتجرد الى الادارة في بعض البلدان التي قادتها النساء لامسنا التقدم والنجاح، من خلال ادارتها المتوازنة والرشيدة، جعلت من بلدانها قوية ومتقدمة، ولكن ذلك مجرد أمثلة للذكر وليس للحصر، ولا نستطيع تعميمها على المستوى العالمي. بينما المرأة الكردستانية الثورية من خلال تبنيها فكر وفلسفة القائد عبد الله اوجلان وخوضها النضال التحرري في اطار حركة حرية كردستان وفي خضم الحرب التي شاركت فيها في وجه الاستبداد وقوى الظلام الارهابية بالتوازي مع مواجهة الذهنية الذكورية المتسلطة خلال مسيرتها النضالية الطويلة، استطاعت تجاوز جميع التحديات التي كانت تعترض طريقها  بدءاً من العائلة ووصولا الى المجتمع، وهذا لم يأتِ  من الفراغ؛ بل نتيجة تعمقها بأفكار الحرية التي طرحها القائد عبد الله اوجلان، تلك الفلسفة التي بحثت مكامن الخلل في البنية الاجتماعية ومساوئ الذهنية الذكورية؛ لذلك من خلال التركيز على دور المرأة التي كانت تعاني من مأساة انسانية كبيرة داخل المجتمع الذكوري السلطوي، وبعد تعرفها على فلسفة الحياة ظلت مصرة في السير على طريق الحرية حتى اضحت ايقونة للحرية ونالت احترام النساء في جميع انحاء العالم، وهناك أمثلة حيَّة ماثلة أمامنا (زيلان، وشيلان، وآرين، وبارين، وساكينة جانسيز، وليلى شايلامز، وفيدان دوغان، وجينا أميني المرأة الكردستانية التي تحولت الى شعار تردده النسوة في جميع انحاء العالم “المرأة، الحياة الحرية “Jin Jiyan Azadî، لذلك نستطيع القول، إن المرأة الكردستانية الثورية، التي وهبت حياتها من اجل حرية الشعوب التواقة للحرية والعيش بسلام وان تجعل للمرأة مكانة مرموقة بين مجتمعاتها، نالت ذلك على خليفة نضالها الدؤوب لتحقيق الحياة التشاركية والندية مع الرجل جنباً الى جنب ومساهمتها في ترسيخ مفهوم الامة الديمقراطية بشكل فعال، وبهذه المناسبة لابد أن نذكر دورها في تطوير اساليب النضال، فالمرأة الكردستانية تلعب دورا رياديا في حملة حرية القائد اوجلان جنبا الى جنب مع النسوة العاشقات للحياة والحرية في جميع انحاء العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى