الأخبارمانشيت

تيم كولنز: أردوغان دعم الإخوان المسلمين للتوسع في العالمين العربي والغربي

قال الكولونيل “تيم كولنز” مؤسس منظمة (نيو سينشري) لمكافحة الإرهاب، أن الانتماء إلى الإخوان المسلمين هو “بداية الطريق نحو التطرف”، وأكد أن تركيا وقطر دعمتا الإخوان المسلمين خلال ما يسمى الربيع العربي، وأوضح أن الرئيس التركي استغل تأخر أميركا في إدراج الإخوان على قوائم الإرهاب، فقام بدعمهم ومساعدتهم على التوسع في العالمين العربي والغربي.

ونشرت صحيفة العرب اللندنية يوم الأربعاء/ 10 / يناير – كانون الثاني/ 2018 تقريراً عن تواجد الإخوان المسلمين في بريطانيا، والدعم التركي والقطري لها، حمل عنوان (تغيير جوهري في سياسة لندن بشأن جماعة الإخوان المسلمين).

التقرير أشار في البداية إلى أن بريطانيا استقبلت قادة الإخوان من مصر بعد تضييق جمال عبدالناصر الخناق عليهم، لتتوالى بذلك “جحافل الإخوان” قادمة من تونس وليبيا وغيرهما من البلدان العربية وهناك تمدّدت الجماعة ورسخت حضورها.

ولفتت أن هؤلاء تحولوا مع مرور الزمن إلى موظفين في خدمة أجندة إخوانية عمرها أكثر من 80 سنة، وقالت: “تطلب اكتشاف هذه الحقيقة سنوات من الفوضى بالإضافة إلى إرهاب ضرب العمق البريطاني والأوروبي والعالم”.

الكولونيل “تيم كولنز” مؤسس منظمة (نيو سينشري) لمكافحة الإرهاب وخلال مداخلة بمجلس اللوردات البريطاني تحدث عن الإخوان المسلمين والدعم القطري والتركي لهم، وقال: “إن الإخوان يستخدمون جمعيات ومؤسسات تعطيهم نفوذاً وحجماً أكبر من حقيقتهم”.

وتلفت الصحيفة إلى أن تصريحات، كولنز، تأتي ضمن موجة صاعدة في بريطانيا تهدف إلى إرسال إشارات قوية عن تغيير جوهري في سياستها بشأن التعامل مع الإخوان وربط أنشطتهم بشكل مباشر بالإرهاب”.

ويستند “كولنز” في تصريحاته إلى التحقيق الذي أمر به رئيس الوزراء البريطاني السابق “ديفيد كاميرون” سنة 2014، والذي خلص بعد حوالي 20 شهراً من البحث والمتابعة إلى أن “الانتماء إلى الإخوان المسلمين بداية الطريق نحو التطرف”.

وذكّر “كولنز” أن تقرير أكد على تورط الإخوان في أعمال متشددة، وأنهم عبارة عن تنظيم يستغل الدين لأغراض سياسية، ويسعى لإقامة دولتهم دون احترام للمكونات الأخرى”.

وأضاف “إذا نظرنا إلى أيديولوجية الإخوان لوجدنا أنهم جماعة متشددة تدعو للعنف ….”، وأكد أن الإخوان استغلوا منظمات وجمعيات خيرية تم تسجيلها في الغرب لتمويل أعمالهم ونشاطهم السياسي وغيرها من الأنشطة”.

وأوضح “كولنز” أن “الإخوان يفسرون القرآن بحسب رغباتهم ومصالحهم السياسية لتخدم تنظيمهم بعيداً عن قيم الإسلام السمح، فمثلاً يتحدثون عن دار السلام ودار الحرب، ووفقاً لهذا المنطق دار السلام هي دار المسلمين أما دار الحرب فهي بلاد الغرب. وشاهدنا خطباءهم على المنابر يدعون إلى الجهاد الذي بنظرهم مباح ضد كل شخص غير مسلم”.

الصحيفة في تقريرها أشارت إلى أن ما يسمى الربيع العربي فتح الباب على مصراعيه لجماعة الإخوان المسلمين ليحققوا حلم الوصول إلى الحكم، في مسقط رأسهم مصر، ثم يتمددوا إلى بقية العالم العربي والإسلامي، وقالت: “إن تركيا وقطر لعبتا دوراً رئيسياً في هذا المشروع الذي انتهى بفشل ذريع تدفع اليوم تركيا وقطر ثمنه”.

وبحسب الصحيفة فإن الحلقة النقاشية في مجلس اللوردات البريطاني هدف إلى الوقوف على حجم الدور القطري والتركي في دعم الأجندة المتشددة، التي تتبناها جماعة الإخوان، وحجم الدعم الذي تقدمانه لها.

وتطرق الكولونيل “تيم كولنز” إلى ذلك متحدثاً عن الدور التركي وإلى أي مدى استغل الرئيس رجب طيب أردوغان تأخر أميركا في إدراج الإخوان على قوائم الإرهاب؛ فقام بدعمهم ومساعدتهم على التوسع في العالمين العربي والغربي.

وأشار “كولنز” إلى أن أردوغان يستقبل في تركيا أعداداً كبيرةً من الإخوان المسلمين من أغلب الدول العربية، ويرفض إعادتهم إلى دولهم رغم مطالبة دولهم بهم. وفي الوقت نفسه وبشكل متناقض تماماً، يطلب أردوغان من أميركا أن تسلمه غولن على أساس أنه “إرهابي”، ويبدي استياءه لأن الجانب الأميركي لم يستجب له.

وأوضح “تيم كولنز” مؤسس منظمة نيو سينشري لمكافحة الإرهاب إن اردوغان عمل عبر الإخوان المسلمين على تغيير شكل تركيا من أتاتوركية علمانية إلى دولة أقرب للإسلامية. فقد عملت جماعة أردوغان في تركيا على تغيير عقلية أجيال جديدة عبر التوجه لها بخطاب ديني وخصوصاً في الأرياف والمناطق الفقيرة، حتى اكتسب شعبية كبيرة بينهم ومكنوه من الوصول إلى السلطة.

ويرى “كولنز” أن هناك تناقضات عند أردوغان، فبينما كان يدعو الإخوان في مصر إلى تبني العلمانية كان يحول تركيا العلمانية إلى إسلامية.

أما في قطر فقد استقبلت الدوحة الإخوان وتعاونت معهم منذ الخمسينات، فبعد أن هرب الإخوان من مصر خلال حكم جمال عبدالناصر وأنور السادات وحسني مبارك، تبنّتهم قطر ومولتهم وساندتهم. وعملت على نشر مفهوم الإخوان. كما تستضيف قطر أحد أبرز وجوه الإخوان يوسف القرضاوي الذي يدعو إلى التشدّد من الدوحة، ويحث على الجهاد والعمليات الانتحارية ضد الأعداء.

وبحسب الصحيفة لقيت المداخلة اهتماما بالغاً من المشاركين.

المصدر: وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى