الأخبارمانشيت

تصريحات خاصة لصالح مسلم لفضائية روناهي

صالح مسلم الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD في مقابلته الحصرية مع قناة RONAHI التلفزيونية في روج آفا، ضمن برنامج (ÇAVDÊRÎ) صَرَّحَ قائلاً:

– لنا علاقاتٌ مع روسيا, وروسيا تعرفنا وتعرف مشروعنا أكثر من الجميع, وعندما تقول روسيا لا حل نهائي من دون الكرد, وعندما تطرح روسيا مشروعاً لفدرلة سوريا, هذا دليلٌ على مكانةِ مشروعنا وتأثيرهِ على القرار الروسي في سوريا.

– إن الحرب الدائرة في الشرق الأوسط تعتمد اسلوباً خاصاً في الاحتواء واستلاب الإرادة بطريقة السيطرة الكلية من خلال وضعك في تصورات وخيالات محددة تجعلك تتخذ مواقف حسب ما يُملي عليكَ من قبلِ من يُديرُ تلك الحرب.

– اشتدت القبضة الأمنية من اعتقالٍ وخطفٍ وقتلٍ وتعذيبٍ بحقِّ الكُرد في فترة ازدهار علاقات أردوغان مع النظام.

– الهدف الدائم لتركيا في حالة الصداقة مع النظام وفي حالة الحرب كان وما يزال هو إنهاء الوجود الكردي، وإمحائه وإمحاء كل من يقف بوجه تركيا من الشعوب الأخرى.

– التحالف الذي أسسته تركيا وقادتهُ لهُ دورٌ كبيرٌ في مآسي الحرب السورية.

– هناكَ أشخاصٌ وجماعاتٌ لم يلتقوا بحياتهم مع حزب الـ PYD، وربما لم يسمعوا بالكرد مسبقاً, ولم يقرؤوا عنهم, فأول ما كان ينطق به عندما يصبح مسؤولاً في المعارضة:” لا نقبل بالانفصاليين ولا نتفاوض مع من يريد إقامة دولة كردية”,

– الكردي الذي لا يشعر بذاك الذي اقتُلِعَ من أرضهِ كما تُقتَلَعُ الشجرةُ من جذورها، والذي لا يشعر بدموعِ الأم التي فقدت ابنها لا يمكن أن يترجى منه شيء. لو كان لديهم شعورٌ و إحساسُ بمآسي الكرد, لما جلسوا على موائد الأعداء ولما خططوا معه وعملوا ضد من يُضحي بدمه لأجل الكرد.

– من الطبيعي الذي ارتبط وجوده بوجود الحرب لن يعمل على انهائها, ولن يبحث عن حلولٍ لهذهِ الحرب، من يريد الحل السياسي ويبحث عنه، هم ضحايا هذه الحرب, هم الشعوب ومكونات هذه المنطقة التي اكتوت بنار الحرب ويدفعون ثمن ذلك.

– تم استبعاد كل من يحمل مشروعاً ديمقراطياً علمانياً في الشمال وروج آفا من المشاركة، وتم الاستعاضة عنهم بمن لا يريدُ الحلَّ، وبمن ارتبطَ وجوده ببقاء الحرب.

– فالكرديُّ هو كرديٌّ ليس لأنه من أبوين كرديين ويعيشُ على أرضِ كردستان, الكردي هو الذي يحرص على مصالح الشعب ومستعدٌ لحمايتها والتضحية من أجلها.

– منذ فترةٍ طويلةٍ وأنتم كالسندباد تجوبون العالم ماذا حصدتم من ذلك؟

اليوم هناكَ كفاحٌ ونضالٌ في المنطقة، وهذا الكفاح ليسَ كفاحُ الكرد فقط, إنما هو كفاحُ كلُّ شعوبِ المنطقة وسوريا ضمنَ ظروفٌ صعبةٍ اختلطت فيها جميع الأوراق، ولأجل اتخاذ المواقف حيال ذلك ثمةَ حاجةٌ إلى معرفة الحقيقة والحقائق, ومن هم أطراف الصراع وماذا يريد كل طرف.

فنحنُ كجزءٍ من شعوبِ سوريا لدينا سياسيةٌ ورؤى ومواقف, ولدينا وجودٌ حقيقيٌ على الأرض ضمن تلك المعطيات والحراك الحاصل.

ولأننا نعمل لأجل أن يسمع كل الناس مواقفنا ووجهات نظرنا, لهذا كان كل جهدنا الدبلوماسي في أوربا والعالم مُنْصَبَّاً على هذا الجانب .. وإعلام الجهات التي ألتقينا بها بحقيقتنا وحجم دورنا العسكري والسياسي, وقد كان لهذا النشاط الذي نقوم به دوراَ مهما في تبني بعض المواقف الإيجابية من قوات سوريا الديمقراطية والمشروع الفيدرالي في شمال سوريا. سواءً أثناءَ اللقاءِ مع الأمم المتحدة أو مع أمريكا وبريطانيا، أو مع الاتحاد الأوربي، وهذه النشاطات سوف تستمر ولن تتوقف.

الكثيرُ من الجهات التي ألتقينا معها كانت تتلقى المعلومات من عدة مصادر، وبعض الجهات كانت تتلقى ضغوطات من جهات إقليمية لتبني وجهة نظر محددة ومبنية على معلومات مزيفة وملفقة, فمن واجنبا أن نصحح تلك المعلومات، ونعمل لإيصال الحقيقة كما هي, ولاسيما إن الحرب الدائرة في الشرق الأوسط تعتمد اسلوباً خاصاً في الاحتواء وسلب الإرادة بطريقة السيطرة الكلية من خلال وضعك في تصورات وخيالات محددة تجعلك تتخذ مواقف حسب ذلك عليك، من قبل من يدير تلك الحرب, فهم يضعون الأطراف المستهدفة في أجواءٍ خاصةٍ يدفعونهم إلى اتخاذ قرارات حسب أهواء من يقودون العملية. ويسمى هذا الاسلوب في السيطرة أو التوجيه بالإيماجينولوجي.

– أنت قلت مراراً إنه كلما طرقنا باباً  وفُتِحَ أمامنا, نرى أمامنا على الطاولة ملفاً على شكلِ تقارير كُتِبَ بحقنا, من هم أصحاب تلك التقارير و ما الدور الذي لعبته تلك التقارير حول علاقاتكم الخارجية؟

بكل وضوح؛ طبعاً, كما قلت قبل الآن لا يمكن تقييم التطورات والمتغيرات بشكلٍ سهل لما يحدث في الشرق الأوسط, فتوجد شعوبٌ ولها مطالبٌ في الحريةِ والديمقراطية، وبالضد من مطالب الشعوب هناكَ مؤامرات ومخططات الدول تهدف لوضع كل المتغيرات في خدمة مصالحها, نستطيع أن نتكلم عن سوريا والدور التركي كمثال: حتى قبل عشرة سنوات من الآن كانت تركيا متدخلة في سوريا، وكانت قد اتخذت سوريا كقاعدة لها باسم الصداقة والإخوة مع النظام. فمنذ ذلك الحين كانت تركيا تهيئ لمثل هذا اليوم، فقد عملت على تنمية الفكر الديني، وقدمت الدعم للجماعات الدينية بشكلٍ ملحوظ, وكانت علاقات تركيا مع النظام تبنى على حساب مصالح الشعب الكردي, حيث اشتدت القبضة الأمنية من اعتقالٍ وخطفٍ و قتلٍ وتعذيبٍ بحق الكرد في فترة ازدهار علاقات أردوغان مع النظام, وكانت تلك التصرفات الوحشية بتعليماتٍ من تركيا ومخابراتها، حتى الآن لائحة الأسماء الكردية المطلوبة كانت تـأتي من أنقرة والنظام ينفذ ويسلم المطلوبين لتركيا.

فتركيا يدها كانت طويلةً في سوريا، وتتدخل في شؤون سوريا منذ ذلك الحين إثناء ماكنت تسمى بعلاقات الصداقة،  والتدخلُ مستمرٌ الآن في اثناء الحرب مع النظام أيضاً.

الهدف الدائم لتركيا في الحالتين كان وما يزال هو إنهاء الوجود الكردي و إمحاءه وإمحاء كل من يقف بوجه تركيا من الشعوب الأخرى.

ولكن الذي حصل كبير, حيث أن الشعب الكردي المُستهدف من قبل الحكومة التركية استطاع الصمود وتأسيس مؤسسات وحكومات محلية يديرون عبرها أنفسهم بأنفسهم مع بقية المكونات الأخرى. مقابل ذلك اصطف آخرون مع تركيا وأصبحوا مريدين لديها ويجلسون على موائدها, وينفذون طلباتها.

ستبقى الحكومة التركية العدو الأول للكرد وشعوب روج آفا، فكما نعلم إنه منذ بدايات القرن العشرين ارتكبت تركيا مجازر كبيرة وحملات إبادة عرقية بحق الأرمن والسريان والآشوريين والأقوام الأخرى, ولم تستطع إبادة الكرد في ذلك الحين، فهي الآن تستكمل تلك الحقبة من خلال إبادة الكرد, وهذا ما أكد عليه تحالفهم الواضح والصريح مع داعش, وما حصل في الموصل من تنسيقٍ وعملٍ مشتركٍ بينهما والقنصلية التركية خيرُ مثال، وما تبعه من تنسيقٍ وعملٍ مشتركٍ مع داعش في نينوى وشنكال و تل تمر وكوباني، كلها كانت تهدف استكمال حملة الإبادة ضد الكرد من المسلمين والشبك والإيزديين والسريان والآشوريين المسيحيين، والتي بدأتها تركيا في القرن العشرين وتريد الاستمرار، ونحن في القرن الواحد والعشرين.

– تركيا لا تستطيع القيام لوحدها بكل هذا التدخل والجرائم فمن هم أدواتها ؟

ما حصل لسوريا من ويلات لم تكن تركيا هي وحدها المسؤولة عنها, بل أشركت تركيا معها مجموعة البترو دولار، وعبر المال المُتدفِّقِ من شراءِ الذممِ، و تهيئة الظروف لتنفيذ المخطط.

لا يمكن أن يقنعني أحد بأن الرجل التونسي أو القرغيزي الذي أعلن الجهاد في سوريا حمل سيفهُ وقَدِمَ لوحدهِ ودون إعانة أحد إلى سوريا!

بالتأكيد هناكَ تنظيمٌ ومؤسساتٌ تُشرفُ عليها تركيا، ودول البترو دولار لتوصيل هؤلاء إلى ميدان الحرب، سواءً على صعيدِ تقديمِ المالِ وتأمين الفيزا وجوازات السفر، أو المساعدة في تأمين الإقامة في معسكرات خاصة، والتدريب فيها ثم ايصالهم إلى سوريا.

هذا التحالف الذي قادته تركيا هو الذي أسس لما يحدث الآن, من الطبيعي عندما يكونُ لديكَ مالٌ واغراءاتٌ وقتئذن تستطيع تجميع وتأسيس عدة آلاف من المرتزفة أو المتطوعين، ولهذا نرى أن من تطوع أو أصبح أداةً لذلك التحالف التركي الخليجي هم من الكرد والعرب وكل المكونات الأخرى، إضافةً إلى الغرباء الوافدين من الخارج وهؤلاء هم من كان يشن الهجوم على مدننا وقرانا.

فمثلاً هناكَ أشخاصٌ وجماعاتٌ لم يلتقوا بحياتهم مع حزب الـ PYD, وربما لم يسمعوا بالكرد مسبقاً ولم يقرؤوا عنهم، كان أول ما ينطقُ بهِ عندما يصبح مسؤولاً هو:” لا نقبل بالانفصاليين ولا نتفاوض مع من يريد اقامة دولة كردية”.

مثال نصر الحريري الذي دخل إلى السياسة منذُ سنواتٍ فقط، وهو جالسٌ يتقاضى راتبهُ من تركيا وحلفاؤها، ولم يجلس معنا ولم يلتقي بنا ولو لمرةٍ واحدة … ولأنه يتلقى تعليماته من تركيا يقول لا نقبل الـ PYD لأنهُ تنظيمٌ انفصاليٌّ ارهابيّ!

ومثل الحريري يوجد من كردنا أيضاً جالسون على مائدة تركيا، ويأكلون من جيبها، ويتكلمون مثل الحريري وغيره.

يعني هناكَ شبكة مصالح بين مجموعة عناصر تقود هذه الحملة ضدنا حيث أن لكل طرف أسبابهُ المصلحية.

– كيفَ تُفسِّرُ هذا التناقض بين طرفين متحالفين ضدكم، ولكن لكل طرف مسوغاته بالهجوم عليكم؟

الطرف الكردي المتحالف مع اردوغان يتهمكم بأنكم لستم بكرد ولا علاقة لكم بحقوق الكرد أنتم حزبٌ غيرُ قومي!

والطرف العربي يقول أنكم من غلاة الكرد، وانفصاليون تعملون على إقامة دولة كردية وتقسيم سوريا، وبنفس الوقت عملاء للنظام الذي يرى بوحدة سوريا خط أحمر .؟؟؟؟

تفسيرُ ذلك هو إن الهدف واحد, وهو تشويهُ سمعتنا و تكريه الناس بنا, فـ للكلِّ خطابٌ موجهٌ ضدنا من هؤلاء هناك مستمعون يوجه لهم الكلام.

أما الكرد الذين مع هؤلاء فهم لم يشعروا يوماً بآلام الشعب، ولا بوجع أمهات الشهداء، وليس لديهم مشروعٌ اصلاً, أغلبهم ينظر لحل القضية الكردية بمنظار مصالحهم الخاصة وليس بمنظار مصالح الشعب, المهم راتبه ومصالحه تكون ماشية وهذا كل ما يهمه.

لو شَعَرَ هؤلاء لحظةً واحدةً بما شَعَرَ بهِ الذين هجروا ونزحوا من بيوتهم، وطرقوا الأبواب كالمتسولين، بعدما كانوا مكرمين في قراهم وبيوتهم, لو علموا مرارة الذي لم ير من العالم سوى بيته وقريته ولم يغادرهما لحظة, وفجأة رأى نفسه مرمياً في مخيمٍ، أو ضيفاً ثقيلاً على قريب … لو شَعَرَ هؤلاء الكرد لحظةً واحدةً بمرارة الذي يحن إلى قريته وبيته ولكنه لا يستطيع العودة … لما قالوا ما يقولونه بحقنا.

الكرديّ الذي لا يشعرُ بذاكَ الذي اقتلع من أرضه كما تقتلع الشجرة من جذورها، والذي لا يشعر بدموعِ الأم التي فقدت ابنها لا يمكن أن يترجى منه شيء, لو كان لديهم شعورٌ و إحساسٌ بمآسي الكرد, لما جلسوا على موائد الأعداء، ولما خططوا معه وعملوا ضد من يضحي بدمه, هناك المئات من الانكليز والامريكان والألمان والفرنسيين ومن كل العالم يقاتلون إلى جانبنا، ويموتون والبعض من كُردنا لا يشعرون ولا يحسون بل فوق ذلك يتهجمون عليهم ويشوهون سمعة المقاتلين.

– جنيف وهل سيحضر الكرد؟

ما سيحدث في جنيف (4)  سيكرر ما حدث للجنيفات السابقة, مادام يتم إبعاد من هم في قلب الحدث على الأرض و لهم الدور الحقيقي في الحرب والسلم.

فطبيعيٌّ من لا يشعر بآلام الشعب، واشتهر اسمه من خلال الحرب، وأصبحَ لهُ اسمٌ وتجارةٌ و مالٌ وأصبحَ سياسياً مشهوراً من وراء الحرب, من الطبيعي الذي ارتبط وجوده بوجود الحرب لن يعمل على انهائها, ولن يبحث عن حلولٍ لهذهِ الحرب.

من يريد الحل السياسي ويبحث عنه هم ضحايا هذه الحرب, هم الشعوب ومكونات هذه المنطقة التي اكتوت بنار الحرب، ويدفعون ثمنها يومياً فهم أصحاب الحل، ونحن منهم و كمكون أساسي في الشمال السوري وروج آفا، وجزءٌ من مجلس سوريا الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية نتأسفُ لاستبعادِنا, فنحنُ من يضحي ويحارب الإرهاب، ونحنُ من أقامَ المؤسسات ولدينا مشروع، ونحنُ من يملك أدوات الحل ولكن يستبعدوننا, وهذا يعني أنهم لا يريدون إنهاء الحرب في سوريا.

المسألة ليست مسألة الكرد فقط, هناك السريان والآشوريين والعرب وغيرهم, والمسألةُ متعلقةٌ بمنظومةٍ ومشروعٍ ديمقراطيٍ كاملٍ يتم استبعادهم, سواء اكانوا كرداً أو عرباً أو سريان … تم استبعاد كل من يحمل مشروعاً ديمقراطياً علمانياً في الشمال وروج آفا من المشاركة، وتمت الاستعاضة عنهم بمن لا يريد الحل، وبمن ارتبط وجوده ببقاء الحرب.

– محمد علوش يقول:” بيننا ثوارٌ من الكُرد، ويسمي عبد الحكيم بشار بالاسم فكيف تقول لا يوجدُ كردٌ في جنيف؟

الكردي هو الذي يشعر بالألم الكردي ويحس بأوجاع الكردي, ويذكر التاريخ أن كل المؤامرات التي طُبِّقَتْ على الكرد كان ثمة كردٌ متورطون فيها, في اتفاقية لوزان أيضا حضر الكرد من قبل تركيا، ألبسوهم لباساً كردياً وقالوا هذا ممثلٌ عن الكرد، و ووافقوا على ما أملى عليهم الأتراك حينها … ولاحقاً قال أحد المتورطين في لوزان من الكرد:” عندما تمرون من جانب قبري أبصقوا عليه”, لأنهُ شعر بالندم.

هناك كردٌ مثل هؤلاء بالطبع, فالكرديُّ هو كرديٌ ليس لأنه من أبوين كرديين ويعيش على أرضِ كُردستان, الكردي هو الذي يحرص على مصالح الشعب، ومستعدٌ لحمايتها والتضحيةِ من أجلها, أن تكون كردياً يعني عليك أن تحسس كل كردي بأنك تمثله وتدافع عنه. لهذا هم يصدقون القول عندما يقولون لم يحضر الكرد في الآستانا أو جنيف, لأن الذين حضروا في الآستانا لا يمثلون الكرد، فهناكَ كردٌ قد حضروا إلى جانب النظام مع الجعفري أيضاً, فهل يمثلون الكرد؟ لا طبعاً.

فالكرديّ الذي يأخذ مكانه في الائتلاف يُمثلُ الائتلاف، والذي يكون عضواً في وفدِ النظام يُمثلُ النظام, والكرديّ الذي يكون في وفد الإدارة الذاتية الديمقراطية يمثل الإدارة الذاتية.

طُلِبَ منّا مناقشةُ ورقة وفد الرياض لعلنا نجد لنا مكاناً فيه … ولكن بعد قراءة الورقة ومشروعهم لم نجد فيها أي شيء يخصنا أو يتعلق بنا ككرد.

نحن مستعدون للعمل مع الجميع، والنقاش معهم بمن فيها الهيئة العليا للتفاوض ومحمد علوش، ولكن نحن أيضاً لدينا مشروعنا وعلى أساس ذلك يمكن العمل، أما أن أذهب واتبنى مشروعاً ليس لي فيه شيء فهذا لا يجوز، وأفقد استقلاليتي وأصبح جزءً من مشروعهم وعضواً تحتَ امرتهم.

عندما اعملُ مع شخصٍ مثل علوش هذا يعني أنه يجب قبول مشروعي الديمقراطي ويقبل بوجودي, والموضوع ليس موضوع أنا بحاجته, بل لأنه لا حل دوننا ولدينا ثقل والحل بحاجة لنا ولسنا نحن بحاجته.

دائماً وعبر التاريخ كنّا ننخدعُ و يُضْحَكُ علينا!كيف؟

كانوا يقولوا لنا ضع يدك بيدنا وفي الطريق نحل المشاكل, دون أن نعرف إلى أين و في أي طريق نسير، والهدف النهائي للمسير معاً.

نحن نقول اليوم من المحال عودة سوريا إلى ما قبل 2011، وعودة الاستبداد والدكتاتورية والظلم, من الضروري بناء سوريا جديدة, سوريا لنا ولكل المكونات حصة فيها، ورأيٌ في تأسيسِ نظامها وبنيتها الجديدة, إن قبلوا ذلك يمكن العمل سوياً وأن رفضوا مشروعنا … فليعمل كل طرف لوحده ونرى!

وعلى هذا الأساس أقول:” أنا مستعدٌ للعملِ مع محمد علوش أو غيره, فهو له مشروعه ولنا مشروعنا، ولهم رؤواهم ولنا رؤوانا في مجلس سوريا الديمقراطية، وعلى أساس ذلك يمكن التوافق، وإلا لا يمكن أن نقبل العمل تحت إمرة أحدٍ دونَ أن يكون لنا وجود، ومشروعنا يكونُ جزءً من العمل المزمع القيام به معهم.

نحن كرد وعرب وسريان وآشوريين وتركمان اتفقنا بمناطقنا على مشروع, من لا يقبله نحن أيضاً لا نقبله, لم نر في مشاريعهم أيةَ آفاقٍ للحلِ السياسي في سوريا, أما مشروعنا فهو يحمل كل مقومات نجاح الحل السياسي لسوريا.

إن قَبِلَ محمد علوش به سنعمل معه، وإن قبلت الهيئة العليا للتفاوض سنعمل معها، وإن قَبِلَ بهِ النظام سوف نعمل به … نحن منفتحون على الجميع ولكن شرط أن يقبلوا بنا وبمشروعنا.

لماذا نحن مستعدون للحل و التوافق مع كل الأطراف؟ لأنه ليس لنا غايات شخصية أو انتقامية وليست مسألة تجارية, إنما همنا الأول والأخير هو انهاء الحرب في سوريا، وعلى أساس ذلك لدينا مشروعٌ نعملُ عليه، ولا يمكنُ الذهابُ مع أيّ طرفٍ على عماها، وفي الطريق يقول لي سنبني نظام الإمارة، وآخر في نهاية الطريق يقول سنقيم نظام الخلافة. يجب أن يكون كل شيء واضحاً من بداية الطريق.

ليست الغاية بالنسبة لنا الذهاب إلى جنيف أو لوزان أو الآستانا لمجرد الذهاب والجلوس خلف أحدهم, إنما الغاية من إصرارنا للذهاب هو إنجاز ما نعمل له … هو إقرارُ مشروعنا وتثبيت حقوقنا.

– بيعُ حلب، والتقارب الروسي التركي، وتأثيره على مشروع الفيدرالية!

منذُ البداية لنا علاقات مع روسيا, وروسيا تعرفنا وتعرف مشروعنا أكثر من الجميع, وعندما تقول روسيا لا حل نهائي من دون الكرد, وعندما تطرح روسيا مشروعاً لفدرلة سوريا, هذا دليلٌ على مكانة مشروعنا وتأثيره على القرار الروسي في سوريا.

ولكن بموازاة ذلك تم تسيير تكتيكات من قبل روسيا غايتها كانت فرز وغربلة الجماعات المسلحة وتطويقها وتقليص اعدادها، بحيثُ يكونُ الروس أمام مجموعتين فقط, مجموعة الذين يقبلون الحل السياسي، ومجموعةٌ أخرى مصنفة إرهابية لتكون هدفاً عسكرياً فيما بعد.

وهذه العملية كانت تحتاج لوجود تركيا فيها, لأنها هي من تديرهم وتدعمهم وتعرف كل أسرارهم وأمكنة توزعهم، ولدى تركيا بنكُ معلومات عنهم، تعطيها لروسيا عند اللزوم.

فروسيا تعرف حجمَ ومدى علاقات تركيا بالإرهابيين بما فيها داعش, وروسيا هي من نشرت الوثائق التي تثبت علاقة تركيا بداعش، ولديها الكثير لم تكشف بعد، فروسيا لن ولم تنسى الدور التركي وعلاقات الحكومة التركية مع الإرهابيين.

رغم عدم معرفتنا بما يجري خلف الستار, ورغم أن الجماعات الإرهابية التي تم سحبها من حلب وزعت على مناطق الشهباء لمحاربتنا، وقد حاربتنا جماعة أحرار الشام في أكثر من مكان, ولكن التحالف الروسي التركي إلى اي مدى سيستمر؟

 وكيف لا نعلم, ولكن الذي نعلمه أن روسيا تتعاطى مع الجميع ومعنا لغايةٍ واحدةٍ وأساسية وهي الحفاظ على النظام والوجود الروسي في سوريا.

– الباب و نطرتنا إلى أهميته:

لا أهمية استراتيجية كبيرة كما يروج لمدينة الباب, وأهمية الباب كمدينة تكمن في إن كل القوات والأطراف المتصارعة اجتمعت هناك, الباب كانت ضمن مخطط تركيا منذُ زمنٍ بعيد وليس اليوم، وهي كجزءٍ من شرقِ حلب والمسار العثماني القديم الذي يمتد إلى الموصل، ومن هذه الزاوية تركيا كانت تطمح لتكون كل تلك المنطقة جزءٌ منها من حلب إلى الموصل, و لهذا تعاونت مع الجماعات المسلحة ودعمتها ثم خانتها في حلب وجلبتهم إلى الباب, وهل يا ترى سوف تنهيهم هناك! أو تدفعهم باتجاهاتَ أخرى لا نعلم !؟

النظام لن يترك الباب بسهولة لأن الباب كمدينة هي بوابةٌ على حلب من يأخذ الباب سيتحكم بحلب.

بالنسبة لنا كـ كرد؛ الباب كمدينة ليست مهمة, إنما ما يهمنا هو ريف الباب ومحيطها والقرى المتداخلة مع روج آفا, نحن لا يهمنا إذا تم تبني مشروعنا في تلك المناطق أم لا, ما يهمنا أن لا تكون نقطة وقاعدة للجماعات التي تحاربنا, وهم أحرارٌ فيما يقررون في مناطقهم, المهم أن لا يكونوا سبباً وجزءً من الحرب ضدنا, وأما التركيز على الرقة لكونها مهمة أكثر من الباب، وسنعمل على أن يكون من يحكم الرقة هم من اصدقائنا، لأنه إن تواجد داعش أو جهة معادية لنا هذا سيشكل خطراً علينا لدرجة إن من يسكن مدينة قامشلو لن يحس بالأمان إذا كانت الرقة في أيدي أعدائنا.

كما أن لنا مشروعٌ وأصدقاءٌ وحلفاءٌ في منبج والرقة من العرب والشركس والتركمان ويتبنون مشروعنا، وهم جزءٌ منه سيكون لنا في الباب أيضاً, فكل القرى الشمالية للباب والتي تشكل منطقة الشهباء والقرى المحيطة بالباب بغالبيتهم من الكرد, وتلك المنطقة جزءٌ من روج آفا وفيدرالية الشمال. وأعلم عاجلاً أو آجلاُ سيعودون ويقررون مصيرهم، لهذا لا خوف على من يتحكم بالباب وما يهمنا هو شمال الباب وقرى منطقة الشهباء وبلداتها.

– أردوغان يكذبُ كثيراً، ويهددُ ويتوعد ولكن هو ليس بحجم تهديداته, هو لا يستطيع محاربة داعش، وليس مؤهلاً اصلاً لمحاربة داعش, كانت مراهنتهم على عملائهم ورجال اردوغان ضمن داعش، وخاصةً الذين تم تدريبهم في تركيا, بحيث يخدمون اردوغان حين الطلب كما حدث في جرابلس واعزاز, وبكتابٍ واحدٍ من اردوغان تم تسليم جرابلس، وحلقوا اللحى وانضموا إلى كتائب أخرى باسمٍ آخر.

ولكن الأجنحة الأخرى في داعش؛ والتي لا علاقة للمخابرات التركية بهم, ارسلوا رسائل تحذيرية لتركيا، وقاموا بعدة عمليات، ولهذا اردوغان لا يستطيعُ خارج إطار دائرة أبو مسلم التركماني أن يتحدى داعش ويدخلَ في حربٍ معهم كما يزعم.

نقلاً من صفحة الكاتب طه الحامد

زر الذهاب إلى الأعلى