الأخبارمانشيت

تركيا لن تستطيع الاستفراد بالكرد، وتهديداتها تأتي لإحراج أمريكا

في لقاءٍ لصحيفة الاتحاد الديمقراطي مع (أكثم نعيسة) حول التهديدات التركية لشمال وشرق سوريا, بدأ نعيسة حديثه بالقول:  الوضع السوري وإلى حدٍّ كبير وضع المنطقة أضحى بعد تدويل الأزمة السورية بين أيدي القوى الكبرى، وكما هو واضح للجميع، خرج اللاعبون المحليون  وكذلك الإقليميون من الحلبة، فالمعارضة السورية انقسمت

إلى معارضات ؛أغلبها مرتهنة  بصورة مباشرة بمصالح قوى إقليمية أو دولية ..أو للنظام، ولا تملك من أمرها شيء، وعلى المستوى الإقليمي؛ تم تحييد  القوى الإقليمية وتطويعها بطرق مختلفة، بدءاً من السعودية إلى تركيا إلى إيران بوسائل مختلفة، تبدأ من قضية الخاشقجي لتنتهي بالعقوبات الاقتصادية على إيران مما أضعف من دور هذه القوى وتأثيرها على الساحة السورية.

وفي السياق نفسه قال نعيسة: نتيجة لذلك تم تقييد حركة تلك القوى  بما يتوافق إلى حد كبير مع أجندات القوى العظمى، وأعتقد أن تركيا ورغم كل محاولاتها ومناوراتها وعمليات الابتزاز التي مارستها تجاه  تلك القوى للسماح لها بالاستفراد بالحركة الكردية في سوريا والقضاء على تجربة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، إلا أنها لم تستطع أن تحقق تقدما كبيرا في هذا المجال، وما التهديدات الأخيرة إلا تعبير عن التقدم البسيط  الناجم عن تفاهمات غير مكتملة وغير واضحة مع الأمريكان، وهي في ذات الوقت تعبير عن نفاد صبر الأتراك ومحاولتهم إحراج الإدارة الأمريكية، وربما تكون تصريحات ترامب المتناقضة هي انعكاس الارتباك الحاصل لدى الإدارة الأمريكية تجاه الوضع في شمال سوريا.

نوَّه أكثم نعيسة إلى أن: السماح لتركيا ب اقتحام مناطق الإدارة الذاتية، سيقلب  الكثير من المعادلات  والتوافقات السياسية التي تم التوصل إليها بعد جهد جهيد، أيضا سيضع المنطقة على كف عفريت ويعيدها فعلاً إلى مراحل التعقيد الأولى.

هذا إذا ما أضفنا الإحراجات العسكرية واللوجستية التي ستواجه القوات التركية ومرتزقتها في حال قيامها بهجوم واسع على مناطق شاسعة وتطرح إشكالية السيطرة العسكرية على تلك المناطق، وخاصة أنها مناطق تعج بآبار النفط ..وبحواضن معادية لتركيا، مضيفاً:

مما لاشك فيه أن أمريكا ستخرج من سوريا وهذا القرار متخذ  في غرف صناع القرار الأمريكي  منذ زمن، وهو ما يحب البناء  عليه وأخذه بعين الجدية، وماعدا ذلك  من تصريحات  تُعد ذات طابع لحظي يتعلق بطريقة تنفيذ أو إخراج هذا القرار وتطبيقه ..وأعتقد أن المفاوضات الجارية راهناً تتعلق بما سيخلف تنفيذ قرار الانسحاب من آثار وفراغ عسكري وسياسي وبمن سيملأ الفراغ، ويتابع مكافحة الإرهاب ….

واختتم نعيسة حديثه بالقول:

في المجمل استطيع القول إن تركيا لا يمكن لها تنفيذ هجومها دون موافقة أمريكية أولا وروسية ثانيا “والمباحثات الأخيرة مع الروس كانت شبه فاشلة “، وهو أمر بعيد المنال  للأسباب التي ذكرتها آنفاً، وبهذا المعنى  يمكن أن تطرح خيارات عديدة كبديل لهجوم  عسكري تركي واسع، منها وجود قوات فصل على الحدود مع مناطق فاصلة وخالية، ثانيا القيام بهجوم محدود على مناطق محددة وحدودية  تشكل مناطق عازلة، إيجاد تفاهمات سياسية  بإشراف دولي تُعطى فيها صلاحيات واسعة للنظام السوري على مناطق شمال سوريا، مع تعهدات بمنع استمرار المدّ الإيراني، وهذا ما تسعى إليه روسيا مع النظام.

زر الذهاب إلى الأعلى