الأخبارالعالممانشيت

تركيا تتسلل إلى القارة الأفريقية عبر السودان وموريتانيا

من خلال إتباع إستراتيجية تقوم على التدرج والإغراء تتسلل تركيا هذه المرة إلى السودان وموريتانيا , وبناء على ذلك فقد دعا الرئيس التركي أردوغان مؤخراً, كلا من رئيس مجلس السيادة في السودان عبدالفتاح البرهان والرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني لزيارة أنقرة، في خطوة داعمة لإستراتيجية تركيا في التمدد الناعم في البلدين, وفقاً لصحيفة (العرب).

وبحسب بعض المراقبين, فأن الأتراك يركزون في جذب نواكشوط والخرطوم من خلال وعود بالاستثمارات وإطلاق المشاريع ,خاصةً بعد فشل البلدين في الحصول على دعم من دول المقاطعة خلال وجودهما في حلف دول المقاطعة بمواجهة قطر وتركيا وجماعة الإخوان المسلمين.وتسعى تركيا هذه المرة أن تكون جزءا من تركيبة سياسية واقتصادية وحضور ثقافي يتحمل الهزات السياسية.

وقال المراقبون إن تركيا تريد الاستفادة من عتب الموريتانيين والسودانيين على المانحين الخليجيين، لكنها لن تكتفي بالوعود لنواكشوط والخرطوم خصوصا أن كلفة التواجد في المشاريع قليلة نسبيا وضمن سياق إتاحة الفرص للشركات التركية مع تواجد ثقافي وديني في شكل مساعدات، بل والإفصاح عن رغبة في التغلغل واستعادة النفوذ الذي فقده الأتراك خلال السنوات الماضية.

ودعا نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، الأحد المنصرم، الرئيس الموريتاني لزيارة أنقرة خلال لقاء بينهما في مطار ديوري حماني الدولي بالعاصمة النيجرية نيامي، بعد حضور مراسم تنصيب الرئيس محمد بازوم.

ويعمل الأتراك على العودة إلى السودان واستعادة النفوذ الذي خسروه بسقوط البشير، وخاصة الاتفاق الخاص بجزيرة سواكن الذي كان سيتيح لهم موقعا حيويا على البحر الأحمر.

وفي موريتانيا تضاعفت جهود أنقرة للتغلغل في المجتمع الموريتاني منذ الزيارة التي قام بها أردوغان لموريتانيا في 2018، حيث توجت بتوقيع عدة اتفاقيات بين البلدين.

وبدت تلك الزيارة الأولى من نوعها لرئيس تركي محطة لفتح الباب أمام الاهتمام التركي بذلك البلد الذي يقع في منطقة إستراتيجية على المحيط الأطلسي وبالقرب من منافذ بحرية هامة للتجارة الدولية وبوابة لدول حوض نهر السنغال.

وتقوم تركيا بتعزيز تواجدها في موريتانيا من خلال الجانب الديني تحت عنوان تدريب الأئمة، وكذلك من خلال المنظمات الخيرية التي تقوم بأنشطة محدودة، كما ركزت تركيا تدخلها الناعم على قطاع التعليم للتسلل إلى الساحة الموريتانية، وعملت كذلك على استقطاب الطلاب الموريتانيين للدراسة في الجامعات التركية.

ويلفت المراقبون إلى أن رهان تركيا على موريتانيا والسودان له هدف آخر، وهو اتخاذ البلدين بوابة انطلاق لنفوذها في القارة الأفريقية ومنافسة القوى الدولية الأخرى المتمركزة في دول الساحل وكذلك في شرق القارة.

زر الذهاب إلى الأعلى