تقاريرمانشيت

“المعارضة”… ورقةُ توتٍ في البازارات التركية الروسية

بانت الحقائق وسقطت الرهانات وتلاشت التوقعات على منصات ومكاييل المصالح الدولية كورقة توت تطايرت مع زوبعة الاتفاقيات الروسية التركية.

لم تجد المرتزِقة والمسلحين بفصائلهم المختلفة سوى اتفاقية خفض التصعيد في إدلب ليحتموا بها ويبنوا عليها آمالاً كثيرةً بما فيها الشرذمة التي تمثلهم في الخارج.

شابت الاتفاقية الكثير من الخروقات والمناوشات والاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين صنيعة النظام التركي وسط تذمر روسي من عدم التزام تركيا بتنفيذ اتفاقية خفض التصعيد وتهديدات النظام السوري على أن الجيش السوري مصرٌّ على استرجاع كل المناطق والبلدات وتطهيرها من الإرهاب.

إدلب المدينة الاستراتيجية التي كانت تحت سيطرة مرتزِقة الارتزاق

(الائتلاف) في حقيقتها ورقة سمسرة بيد أردوغان يلوِّح بها في وجه الروسي في محاولة منه لإغراقه في التفاصيل الصغيرة بغية الحصول على أكبر قدر ممكن من المكتسبات التي فشل في الحصول عليها بسياسته الفاشلة في المنطقة.

ذكرت صحف تركية عن موقع ديبكا الاستخباراتي الذي كشف عن الموقف الحاسم لأردوغان تجاه إدلب في إمكانية حصول مواجهة جوية بين تركيا وروسيا في سوريا

وأوضح الموقع في تقرير نشره يوم الثلاثاء أن الرئيس التركي مصمم وبقوة على إحباط الحملة العسكرية التي تشنها روسيا والنظام على إدلب بأي ثمن ( في محاولة لرفع معنويات مرتزقته وحفظ ماء وجهه)

وأشار التقرير إلى أن مواجهة جوية تركية روسية كادت أن تحصل وتم تجاوزها بصعوبة بعد أن حلقت المقاتلات التركية من طراز “F16″ فوق ريف إدلب الجنوبي حيث أمرت روسيا فور تحليق هذه المقاتلات بإقلاع طائرات من طراز ” سوخوي 35″ وطلبت تشغيل منظومات الدفاع الجوي S300 وs400 تزامناً مع توجيه تحذيرات للطيارين الأتراك بضرورة مغادرة المنطقة.

يدعم هذه الفرضية ما أورده القسم الصحفي لهيئة الأركان الروسية عن الجنرال أليكسي باكين قوله:

أبْلَغْنا الجانبَ التركي بضرورة عدم الاقتراب من مسرح العمليات العسكرية في مقاطعة إدلب.

البروتوكول المتفق عليه مع الجانب التركي هو عدد محدود للجيش التركي ضمن نقاط المراقبة في منطقة خفض التصعيد.

القاذفات الفضائية الروسية تعاملت مع العدد الزائد للجيش التركي الذي دخل إلى الأراضي السورية ، ولن نسمح بتجاوز الاتفاق المبرم ضمن اتفاقية خفض التصعيد.

يشار إلى أن تركيا أرسلت في 19/8/2019 رتلاً عسكرياً من عربات مدرعة وذخيرة إلى جبهات القتال لمؤازرة مسلحيها في خان شيخون إلَّا أن الطائرات السورية والروسية استهدفت الرتل بقصف محيطه بالقرب من معرة النعمان لمنع تقدمه للوصول إلى المرتزِقة.

وتلا هذا القصف عدة استهدافات  لنقاط المراقبة التركية في رسالة روسيّة سوريّة واضحة إلى تركيا بإمكانية ردعها من التدخل السافر في الشؤون السورية رغم تحذير وزير خارجية النظام التركي مولود جاويش أوغلو النظام السوري من اللعب بالنار.

واعتبر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إرسال الرتل العسكري إلى خان شيخون بالتمثيلة الناجحة لتركيا وعملائها

وأضاف أن الدور التركي هو دور الشيطان الأخرس وهي تؤديه بحِرفية كبيرة، وتساءل لماذا صمتت تركيا كل هذه الأيام إلّا إذا كانت هناك ترتيبات تركية روسية جديدة؟؟ وأكد على أن تركيا تتاجر بدماء السوريين من مقاتلين ومدنيين.

وكشفَ موقع تركي معارض في تقرير له عن اتفاقية سرية بين موسكو وأنقرة

وبحسب الموقع التركي المعارض تتضمن الاتفاقية السرية بين تركيا وروسيا الموقعة عام 2018

ــ تخلي تركيا عن ادلب والانسحاب منها بالتوازي مع تقدم قوات النظام نحوها مقابل سماح روسيا للفصائل المعارضة المدعومة من تركيا مهاجمة المقاتلين الكرد، وغض الطرف عن أي توغل تركي شرقي الفرات بحجة حماية العمق الأمني التركي.

تجدر الإشارة إلى أن الوثيقة المسرَّبة موقَّعة من النائب المعارض عن حزب الشعب أحمد شيفيكوز  إذ أن النائب وجه أسئلته لوزير الخارجية جاويش أوغلو والذي بدوره لم ينف الإشارة إلى هذه الاتفاقية.

ويرى مراقبون صمت موسكو عن هجمات المسلحين آنذاك على مناطق تحت سيطرة قسد، وتراجع أنقرة عن دعم المعارضة المسلحة في إدلب بالتزامن مع سيطرة النظام على مناطق استراتيجية فيها على أنه يدعم مضمون هذه الاتفاقية وتؤكد على أن المعارضة الخارجية بشقيها السياسي والعسكري ليست سوى ورقة توت سقطت أو يجب التخلص منها عقب توقيع الصفقات بين الدول الكبرى.

زر الذهاب إلى الأعلى