مانشيتمقالات

المصالح الدولية ومحاربة فكر القائد أوجلان

حمدان العبد ــ

نحن في زمن سادت فيه المصالح الدولية والمادية، فأبعِدَ المجتمع عن الحالة الاجتماعية والأخلاقية الحميدة، وبعثرت الآراء.

ظهر المفكر والفيلسوف عبد الله أوجلان في زمن التشتت والانقسام، في زمن تحتاجه الانسانية للنهوض من غفوتها ومن كبوتها نتيجة الاستبداد والظلم وإنكار الآخر وإنكار الذات والتاريخ، في زمن المصالح الدولية وتفشي التعصب القومي الذي لم يجلب للشعوب غير الحروب والدمار والجهل والأمية والابتعاد عن الحالة الاجتماعية والأخلاقية الحميدة والوطنية والانسانية.

ليس بغريب علينا أن تُحاك مؤامرة دولية على القائد وعلى شعوب الشرق الأوسط وأحرار العالم، ولكن المتآمرين فشلوا في تنفيذ مخططهم ضد هذا الفكر والمشروع الديمقراطي نتيجة تكاتف جميع المكونات المضطهدة في الشرق الأوسط وأحرار العالم، وكأن المتآمرين حجبوا الشمس بلوح زجاج، ومثل من يغرس بذرة طيبة في تربة خصبة أنتجت شجرة وافرة الظلال عبقة الرائحة حلوة المذاق… أنتجت الحرية والكرامة والمحبة للجميع واحترام الإنسان لأخيه الانسان… وما علينا إلا أن نكافح بكافة السبل المتاحة لفك العزلة عن القائد جسدياً… والأهم من ذلك هو أن نعمل ما يريده القائد وفق المعطيات والأهداف التي رسمها لنا، ووفق فكره النير، وأن نطبق الأقوال بالأفعال.

من ثمار هذا الفكر والمشروع الديمقراطي؛ حرية المرأة ( التي أصبحت في زمن المجموعات الإسلاموية الراديكالية سلعة تُباع، ويُنظر إليها وكأنها نكرة، وخير دليل على ذلك هو ما حصل في شنكال بحق أهلنا الإيزيديين وسبي النساء واستعباد الأطفال وجعل الدين الواحد الذي يريدونه هم وداعميهم وإدخال عادات وتقاليد بعيدة عن واقع مجتمعنا ومحاولة زرع الفتن القومية والطائفية بين أبناء المجتمع الواحد)، ولكن إرادة الشعوب وإيمانها بهذا الفكر والمشروع الديمقراطي أعطى ما يتمناه كل إنسان يتوق إلى الحرية والكرامة ولامس هموم كل الشعوب المضطهدة مما جعلها تقف بقوة وتصميم للدفاع عن هذا المشروع ومهندسه المفكر عبد الله أوجلان والمطالبة الحقيقية بالإفراج عنه رغم الضغوط الإقليمية والدولية والفكر المتطرف وكافة أشكال الضغوط الأخرى…

إن حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان، مارس كافة أنواع الجرائم بحق أهلنا في شمال شرق سوريا، وهذه الجرائم ترتقي إلى جرائم بحق الانسانية، ووفقاً للقانون الدولي هي جرائم حرب يعاقب عليها القانون… كاحتلال عفرين وتل أبيض ورأس العين… ورغم كل ما فعله أردوغان؛ رفض المؤمنين بنهج وفكر القائد أن يبقوا تحت ظل الاحتلال التركي، فقبلوا بخيمة العز في المخيمات التي تحت ظل الإدارة الذاتية شمال شرق سوريا، وتركوا قصور الذل تحت ظل الاستعمار والعبودية… ومن أهم ما تحقق هو محبة الانسان لأخيه الإنسان واحترام الاديان والمعتقدات وحرية العبادة واحترام اللغة والتاريخ والتعلم باللغة الأم والتشاركية في إدارة البلاد.

فما أنجز وما سينجز، هو بفضل هذا الفكر والمشروع الديمقراطي والأمة الديمقراطية، ليس في منطقه معينة، بل لكافة الشرق الأوسط ولكافة الشعوب، فما علينا إلا تطبيق هذا الفكر والمشروع الديمقراطي لأنه طوق النجاة والابتعاد عن العصبية القومية، ويجب علينا جميعاً أن نعمل بجد وإيمان لتوصيل وشرح هذا الفكر والمشروع الديمقراطي والأمة الديمقراطية لشعوبنا حتى نُفشِلَ كافة المخططات العدوانية.

زر الذهاب إلى الأعلى