تقاريرمانشيت

المرأة في الرقة من الظلام إلى الحرية

الرقة, العاصمة السابقة لخلافة الدولة الإسلامية في العراق والشام, والتي عانى أهلها لسنواتٍ من الظلام والعبودية والذل والإرهاب, ها هي الآن محرّرة وتدار بطريقة ديمقراطية وتحررية قائمة على المساواة والحرية والتعايش المشترك, ويحاول أهلها تنظيفها من مخلفات داعش السوداء, وبناء مجتمعٍ ديمقراطي يتشارك فيه جميع المكونات والأعراق التي تنتمي إلى الرقة.

في هذا السياق حاولنا نحن صحيفة الاتحاد الديمقراطي إلقاء الضوء على دور المرأة الرقاوية في كلّ هذا, بعد أن عانت من كل أشكال الانتهاكات والقمع والفظائع من داعش.

لمحة عن حياة المرأة تحت حكم تنظيم داعش

ومن أجل ذلك التقينا مع (جمانة العلي) ممثلة مجلس المرأة السورية في الرقة وعضو في الهيئة التنفيذية للجنة القانونية, والتي بدأت حديثها بالقول:

عشنا أربع سنوات في الرقة تحت حكم تنظيم داعش, وكانت سنوات سوداء كالثياب التي أجبرونا على ارتدائها, وتحت هذا الحكم تعرضت المرأة الرقاوية للتعنيف والتهجير ومُنِعت من الخروج من المنزل, وكانوا يضغطون على الرجال ويحاربونهم بالمرأة, وكثُرت حالات الطلاق بشكلٍ غير طبيعي, حيث أن كل رجلٍ من الرقة كان يطلق زوجته إذا خرجت من المنزل لأيّ غرضٍ كان واعتقلها جهاز الحسبة التابع لتنظيم داعش, وكانت المرأة تعتكف في منزلها وتُمنع من التسوق وشراء الحاجيات حتى في فترة المناسبات والأعياد, وحصلت حالات كثيرة لاعتقال واختطاف النساء.

وعن الانتهاكات التي حصلت بحقّ المرأة أوضحت جمانة قائلةً:

كانت هناك الكثير من الأيزيديات المختطفات في الرقة, وكان هناك منزل قريب من منزلنا استخدمه داعش كمكانٍ لجمع الأيزيديات السبايا, وكنا نسمع صرخاتهن وأصواتهنّ في الليل ولا نعرف ماذا يحصل, وكان الصوت والصراخ مخيفاً وناتجاً عن التعذيب والاغتصاب والانتهاكات التي كان يمارسها تنظيم داعش بحقهن, وعندما تعرّضت عائلتي للضغوطات اضطررنا إلى الهرب والنزوح من الرقة.

وأضافت جمانة:

أنا كممثلة لمجلس المرأة أطالب دائماً بإنشاء مراكز صحية ونفسية لشعب الرقة الذي عايش حكم داعش وخاصةً للنساء والأطفال, فنحن شاهدنا عشرات الحالات لرجم النساء حتّى الموت, والرجم لم يكن بأحجارٍ صغيرةِ الحجمِ؛ إنما بأحجارٍ بحجمِ مِلْءَ الكفينِ, وتنهال حجارة الرجم على الرأس حتّى الموت, والغريب في الأمر أن المرأة المرجومة كانت لا تشعر بالألم وكأنها تناولت مخدّراً, وهؤلاء الذين كانوا يدَّعون الإسلام ويعاقبون الناس على التدخين والأمور الأخرى كالخمر والزنا, كانوا هم في الليل يمارسون الزنا والخمر والاغتصاب وكلّ المحرمات.

وأشارت جمانة إلى أنه بعد تحرير الرقة؛ وجد المقاتلون في منازل أفراد داعش علب الدخان والمشروبات الروحية والمخدرات وغيرها, وقالت:

داعش لا يمثل الإسلام وإنما كان ينفّذ سياسات الدول الّتي أوجدته كتركيا, وأيضاً كان يهدف إلى تشويه صورة الدين الإسلامي في العالم.

المرأة في الرقة بعد داعش

وحول وضع المرأة في الرقة بعد التحرير من داعش قالت جمانة: المرأة في الرقة قوية جداً في أعمالها وتنظيمها, فقد تمّ إنشاء ستة عشر مجلساً للمرأة, وسيكون المركز الرئيسي لمجلس المرأة السورية في الرقة في الأيام القادمة, وتمّ تفعيل المرأة الشابة في هذه الإدارات والمجالس, وجميعهن من حملة الشهادات الجامعية كالهندسة والعلوم السياسية والآداب وغيرها, ونعمل كمجلس مرأة على الاستفادة من هذه الخبرات وتوظيفها في تطوير عمل المؤسسات والهيئات بمدينة الرقة ليكون القادم أفضل.

الرقة محررة ويديرها أبناؤها وأردوغان يحاول زرع الفتنة

وحول الادعاءات التركية بأنّ قوات سوريا الديمقراطية تمارس الانتهاكات بحق شعب الرقة, أوضحت جُمانة:

قوات سوريا الديمقراطية محبوبة جداً من قبل شعب الرقة, ولكن القانون يجب أن ينفّذ بصرامة, فهذا الشعب الذي انتقل من العيش تحت الظلم والإرهاب إلى القانون يحتاج إلى فترة من الزمن لكي يتأقلم مع القوانين والالتزام بها, ولم يتم تهجير أو الاستيلاء على أملاك أي مواطن, وحتى بيوت عناصر تنظيم داعش لم يتم مصادرتها أو الاستيلاء عليها أو حتى إفراغها من محتوياتها.

وبالنسبة للتهديدات التركية على المنطقة والادعاء بتحرير شعب الرقة من قوات سوريا الديمقراطية قالت جمانة:

الرقة محررة ويديرها أبناؤها, وأردوغان يحاول زرع الفتنة بين المكونات, وهو يقوم باستخدام اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا كأداة لأجنداته عن طريق الابتزاز, ونحن كنساء الرقة سنحمل السلاح بوجه من يهاجمنا سواء كانت تركيا أو غيرها, وسنبدي مقاومةً كمقاومة نساء عفرين وأكثر, لأن المشروع الديمقراطي القائم في مناطقنا هو مشروعٌ لكل السوريين, وعند تعرضه للخطر سيدافع عنه كل السوريون.

تحرر المرأة هو سر نجاح ثورتنا ومشروعنا

واختتمت جمانة حديثها بالقول:

نحن كمجلس مرأة في الرقة أطلقنا الكثير من الحملات التوعوية, وافتتحنا ثلاثة مراكز لمحو الأمية للمرأة, ونتطور بسرعة بفضل إرادة المرأة, والعشائر العربية باتت تتقبل تدريجياً عمل المرأة وتوظيفها وتنظيمها وتحررها وتفعيل دورها في تطوير المجتمع, لأن تحرر المرأة هو سر نجاح ثورتنا ومشروعنا.

زر الذهاب إلى الأعلى