الأخبارمانشيت

المرأة التي تريد التضحية بحياتها لخلق السلام

(ليلى كوفن) في يومها الثامن والسبعين مستمرةٌ بالإضراب عن الطعام, وتدعو إلى كسر العزلة والتجريد عن عبد الله أوجلان ولقاء محاميه, ومن الضروري إحلال السلام بين حزب العمال الكردستاني وتركيا.

(ليلى كوفن) هي سياسية كردية وعمدة سابقة لبلدية (فيرانشيهير) في مقاطعة (شانلي أورفا) في تركيا, وتم القبض على كوفن في 22 كانون الثاني 2018 بسبب انتقادها للهجوم التركي على عفرين, وفي 24 يونيو 2018 تم انتخابها للبرلمان كممثل لحزب الشعوب الديمقراطي HDP رغم وجودها في السجن, وأثناء المحاكمة في 7 تشرين الثاني 2018 أعلنت للقضاة بأنها ستبدأ إضراباً عن الطعام لأجلٍ غير مسمّى للاحتجاج على عزلة عبد الله أوجلان, حيث لم يسمع أحدٌ أية أخبارٍ عن أوجلان منذ 11 أيلول 2016, ومطالبها هي:

1) يجب السماح لأوجلان بمقابلة محاميه كل أسبوع.

2) يجب على الوفود السياسية زيارة أوجلان في جزيرة إيمرالي حيث يتم عزله, والتأكد من أن حالته الصحية في وضع جيد.

وفي 25 كانون الثاني 2019 وبعد 79 يوماً من الإضراب عن الطعام، تمّ إطلاق سراح كوفن في انتظار محاكمتها, وبعد الإفراج عنها أوضحت أنها ستواصل الإضراب عن الطعام, فهدفها لم يكن الإفراج عنها، بل إنهاء العزلة عن أوجلان, واليوم هي في يومها الثامن والثمانين.

مثل الملايين من الكرد تعتقد كوفن أن رفع العزلة عن أوجلان سيكون خطوةً رئيسيةً نحو التحرك لإنهاء الصراع بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني، الذي ظلّ لأكثر من 30 عاماً.

كان أوجلان مهندس عملية السلام بين حزب العمال الكردستاني والدولة التركية, عندما أعلن أوجلان عن عملية السلام خلال احتفال النوروز في 21 مارس 2013.

بدون الحوار واستمرار عزل أوجلان، فإن الطريق إلى السلام صعبٌ للغاية, وتستخدم ليلى كوفن الآن الوسائل لتجبر من خلالها الدولة التركية على إنهاء عزلة أوجلان وبدء الحوار لإحلال السلام في البلاد.

لقد وصل الإضراب عن الطعام إلى العالم بأسره, واليوم هناك 265 سياسياً يضربون عن الطعام تضامناً مع ليلى كوفن.

الإضرابات عن الطعام في تركيا وفي أجزاء كردستان وأوروبا لها نفس الهدف, ومن المخجل أنه في العالم الحديث يجب على المرء أن يقوم بمثل هذه الأعمال كالإضراب عن الطعام للوفاء بمطلب ديمقراطي, علاوةً على ذلك فإنه يشير إلى أزمة الديمقراطية وفقدان القيم الإنسانية التي يستخدمها الغرب لتصوير نفسه.

الإضراب عن الطعام هو عمل من أعمال العصيان المدني ضد الظلم والاستبداد, إنه إجراء بسيط لأنه لا يتطلب تعبئة موارد كبيرة. ويمكن للجميع القيام بذلك, وفي الوقت نفسه إنه عمل خطير يتطلب قدراً هائلاً من قوة الإرادة والتصميم وقضية نبيلة تستحق الموت من أجلها.

قد يتساءل المرء  لماذا تعرض حياتك للخطر لمطالبة واحدة؟

الجواب بسيط: إن عدم مبالاة أوروبا بالمشكلة الكردية بشكل عام وقضية أوجلان على وجه الخصوص لم تترك لنا بديلاً.

هذا هو نتيجة مباشرة لتقاعس أوروبا والفشل المستمر لمؤسساتهم، مثل اللجنة الأوروبية لمنع التعذيب (CPT) ومجلس أوروبا لتنفيذ واجباتهم. ليلى تموت لمنح السلام فرصة إذا خسرت حياتها، فإننا لن نفقد كوفن فحسب، بل أيضاً سياسيّةً كرديًةً مجتهدةً، وأمّاً وشخصاً جيداً تعطي الأمل والثقة لجميع الأشخاص من حولها, وسوف نفقد أيضاً فرصة كبيرة للسلام, وسوف تقع مسؤولية وفاة كوفن على CPT ومجلس أوروبا. وسوف يسجل التاريخ ذلك كنقطة سوداء للديمقراطية الغربية، وبالطبع سيكون له تأثير خطير على أوروبا حيث يوجد عدد كبير من السكان الكرد والأتراك.

ألقي القبض على أوجلان بعد مؤامرة دولية في 15 فبراير 1999, والآن نحن بحاجة إلى الضغط الدولي على تركيا لإنهاء عزلته.

المصدر: radikalportal

زر الذهاب إلى الأعلى