الأخبارمانشيت

الـ Jerusalem Post: اغتيال (بويراز) يشبه اغتيال (هفرين خلف)

أفادت صحيفة (جورساليم بوست) بأن النساء أصبحن أهدافاً رئيسية للحكومة التركية المتطرفة في السنوات الأخيرة. صورة (دينيز بويراز) وهي مبتسمة وسعيدة لم تُعجب اليمين المتطرف في تركيا، فهذه الابتسامة تمثل تهديداً لأنها كانت ناشطة شابة لم تكن من مؤيدي حكومة أردوغان المتطرفة, ولذلك قُتلت (بويراز) في الأسبوع الماضي على يد رجل مقرب من الحكومة التركية كان قد قاتل في سوريا، وتظهر صوره بأنه مفتخر بالسلاح والرموز التركية القومية, دخل إلى مكتب حزب الشعوب الديمقراطي في إزمير وقتل بويراز.

وأشارت الصحيفة إلى أن وسائل الإعلام الموالية للحكومة في تركيا تُظهر النساء على أنهن (إرهابيات) رغم عدم وجود أدلة على أنهن مسلحات أو يقمن بأي نشاط إرهابي, وفي منظور الحكومة وحزب العدالة والتنمية الحاكم فإن النساء اللواتي يناضلن من أجل حقوق المجتمع، والناشطات البيئيات هن إرهابيات, أما الرجال الذين يقفون مع الأسلحة ويدعمون الإرهابيين الفعليين في سوريا يتم الاحتفال بهم كأبطال في أنقرة.

وأوضحت الصحيفة بأن اغتيال (بويراز) يشبه اغتيال (هفرين خلف) رئيسة حزب سوريا المستقبل التي تم تعقبها واغتيالها في سوريا عام 2019, مشيرةً إلى أنه في العديد من دول العالم  يتم الاحتفال بالنساء مثل (خلف و بويراز) على أنهن مناضلات من أجل مستقبل مجتمعهن وبلدهن, ولكن ليس في تركيا ولا في صفحات وسائل الإعلام الموالية للحكومة التركية, فبالنسبة لوسائل الإعلام التي يسيطر عليها حزب العدالة والتنمية الحاكم كانت (هفرين خلف) إرهابيةً  يجب تحييدها, ولذلك عندما انسحبت الولايات المتحدة من جزء من شمال وشرق سوريا في 2019, أمرت الحكومة التركية متطرفيها السوريين الذين جندتهم كمرتزقة لتحديد موقع سيارة هفرين خلف واغتيالها, حيث قُتلت بوحشية على يد متطرفين كانوا يرددون شعارات جهادية.

وأضافت الصحيفة أنه تم اغتيال ثلاثة نساء كرديات عام 2013 في باريس(ساكينا – فيدان – ليلى) على يد متطرفين مرتبطين بالحكومة التركية, وكذلك في حزيران  2020 استهدفت طائرة تركية مسيرة نساء كرديات في سوريا, ومنهن (زهرة بيركل) العضو في حركة (كونغرا ستار) النسائية, موضحةً بأنه ليس من قبيل المصادفة أن تستهدف هذه الهجمات النساء الكرديات من باريس إلى سوريا إلى تركيا, فهذا جزء من حملة أوسع ضد النساء في تركيا وفي المناطق الواقعة تحت سيطرة الاحتلال التركي في سوريا, فأينما تواجد نفوذ وسيطرة أنقرة فستتقلص حقوق المرأة, من إدلب إلى عفرين إلى سري كانيه وجرابلس، ومن ليبيا إلى قطر, وذلك بسبب معاداة حزب العدالة والتنمية الحاكم لحقوق المرأة وصلاته بجماعة الإخوان المسلمين (وهي جماعة دينية يمينية متطرفة أدت إلى تآكل حقوق المرأة في جميع أنحاء الشرق الأوسط).

وأكدت الصحيفة بأن تركيا تستهدف بشكل خاص النساء الكرديات لأنه في سوريا لعبت المرأة الكردية دوراً رئيسياً في السياسة, وللمجالس المحلية في الإدارة الذاتية ولحزب الاتحاد الديمقراطي PYDعموماً هناك  رئاسة مشتركة من النساء, وبالمثل في تركيا فحزب الشعوب الديمقراطي لديه نظام رئاسة مشتركة أيضاً, لذلك قامت الحكومة التركية باعتقالهن وسجنهن بتهم الإرهاب دون أية أدلة.

وأيضاً ذكرت الصحيفة أنه في عفرين السورية التي احتلتها تركيا في كانون الثاني 2018، اختطفت الجماعات المتطرفة المدعومة من تركيا عشرات النساء واحتجزتهن في سجون سرية ومارست بحقهن الانتهاكات بشكل مشابه للطريقة التي استهدف بها تنظيم داعش النساء, خاصةً وأن العديد من الجماعات المتطرفة التي تدعمها تركيا في سوريا تتبع أيديولوجية داعش, ودعت مجموعات كردية سورية وجماعات حقوقية إلى إجراء تحقيقات في عمليات الخطف والاختفاء غير القانوني للنساء في عفرين التي تحتلها تركيا.

وأضافت الصحيفة:

الحرب على النساء في تركيا هي جزء من حملة قمع متزايدة ضد الحقوق المدنية وحقوق الإنسان, حيث تم استهداف النشطاء والكرد والأقليات وأحزاب المعارضة.

لم يقم المسؤولون في أنقرة بإدانة اغتيال (دنيز بويراز), وعادة ما يكون الهجوم الإرهابي على حزب سياسي في دولة عضو في الناتو أمراً غير مسبوق، كما في الهجوم الإرهابي على مجلة (شارلي إيبدو) بفرنسا, لكن عندما يتعلق الأمر بتركيا فهناك ميل إلى الصمت, وينطبق هذا أيضاً على بعض وسائل الإعلام الغربية الكبرى التي تنشر قصصاً تدعم احتلال أنقرة لعفرين دون أية انتقادات, وإذا بقي الصمت إزاء اغتيال (بويراز) فذلك سيؤدي إلى المزيد من الهجمات على الصحفيين وأعضاء المعارضة والنساء والأقليات في تركيا.

زر الذهاب إلى الأعلى