مقالات

جواسيس وعملاء

محمد أمين عليكو

سنوات على اندلاع الأزمة السورية عرفت مقتل الآلاف من السوريين وتهجير الملايين واحتلال المدن والبلدات وبناء المستوطنات وتغيير أسماء القرى والنواحي إلى انهيار البنية التحتية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية…..!!

سنوات والمواطن السوري يعيش تحت خط الفقر والبطالة والفساد والفلتان الأمني. سنوات والمعارضة السورية تحولت إلى مرتزقة وجنود تحت الطلب لتنفيذ مخططات الإبادة والتطهير العرقي بحق شعوب المنطقة بتعليمات من الاستخبارات التركية أو بشكل مباشر من قيادات حزب العدالة والتنمية وعلى رأسهم القاتل إردوغان.

سنوات وتحول أغلب أعضاء وقيادات الائتلاف السوري الاخوانجي بقيادة الإرهابي نصر الحريري وأنس العبدة إلى “جواسيس وعملاء” ضد الشعب السوري وأرضه. لقد أصبحت العمالة والتجسس سمة من سمات هذا الكيان الإرهابي “الائتلاف السوري لقوى الثورة وجميع المنصات والمجالس والفصائل الإرهابية التي تعمل تحت مظلته”.

يزعمون الدفاع عن الوطن ويسعون إلى “إسقاط النظام”، ولكن في الحقيقة هم “جواسيس وعملاء”، وما يؤكد ذلك هو تصريحات نصر الحريري التي تعبر عن مواقفه العنصرية والحاقدة تجاه الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا وتجاه شعوب المنطقة وعلى وجه التحديد تجاه الشعب الكردي.

تدل هذه التصريحات الإرهابية التي دعا فيها الاحتلال التركي ومرتزقته إلى “احتلال الأراضي السورية وضرب شمال وشرق سوريا واستكمال تركيا احتلالها لبقية المناطق وممارسة التطهير العرقي وتهجير الأهالي وإحداث التغيير الديمغرافي كما يحصل في باقي المناطق المحتلة وعلى رأسها مدينة عفرين وقراها وتل أبيض وسري كانية وما تشهده محافظة إدلب و مدينة اعزاز والباب من انتهاكات حقوق الانسان التي تمارسها الدولة التركية الفاشية و ومرتزقتها” على أن نصر الحريري المجرم تحول إلى مجرد عميل مأجور ينفذ فقط الأوامر ولا يقتصر عمل العميل والجاسوس نصر الحريري وشرذمته الإخوانية على السياسة والدبلوماسية أو العسكرية والأمنية، بل يتعدا ذلك ليطال جميع مجالات حياة المواطنين لخدمة الأجندات التركية التوسعية.

من هنا نستطيع القول بأن كل هذا الدعم والاهتمام وتقديم الإمكانات من قبل حكومة حزب العدالة والتنمية الإرهابية إلى الائتلاف السوري الاخوانجي كانت لأنهم “جواسيس و عملاء”، وهنا نتساءل هل يستطيع مَن يدَّعي أنه سوري ويسعى إلى تحقيق الحرية والعدالة والديمقراطية للشعب السوري… أن يخرج من تحت عباءة الائتلاف السوري والاستخبارات التركية وأن لا يتحول إلى مجرد أداة رخيصة في أيدي إردوغان وحكومته لقتل الأبرياء في سوريا والمنطقة؟؟، هل يستطيع ذاك المعارض الذي يسبح في فلك إرهاب الدولة التركية الفاشية أن يعود إلى أرضه وبين شعبه؟؟.

الأبواب في شمال وشرق سوريا مفتوحة لجميع الوطنيين السوريين الذين يؤمنون بحق العيش المشترك والحياة الديمقراطية التعددية، لبناء مجتمع أخلاقي سياسي يحمي مكتسبات الشعب السوري ويضمن حقوقه في دستور جديد للبلاد دون فرض إملاء على أحد.

التاريخ لا يرحم ويسجل وسيحاسب، حب الوطن والدفاع عنه ليس بالأمر السهل، الفرصة متاحة الآن أمام الجميع ــ القوى والشخصيات والمجالس و المنصات التي تعمل تحت مظلة الائتلاف السوري وتنفذ تعليمات المِيت MIT التركي دون تفكير ــ للعودة إلى رشدهم أو ستبقى الخيانة تلاحقهم حتى بعد مماتهم لتكون من نصيب أولادهم وأحفادهم على أنهم كانوا مجرد “جواسيس وعملاء”.

زر الذهاب إلى الأعلى