الأخبارمانشيت

التّهديدات التّركيّة على شرق الفرات أين تصب؟؟

الدّكتور(جواد كاظم البيضاني) مدير معهد العراق للدراسات الكردية خلال لقاء مع صحيفة الاتّحاد الدّيمقراطي.

أكد أنّ تركيا تعيش في أزمةٍ بسبب الأوضاع الدّاخليّة غير المريحة لأردوغان, وهذا ما دفعه للمغامرة بإطلاق تصريحاته الأخيرة، مضيفاً: فهو في السّابق أقام قواعد عسكريّةً في باشور كردستان وتوعّد باحتلال منطقة سنجار والزّحف نحو (تلعفر), وبعد ذلك ارتكب خرقاً آخراً باحتلال منطقة عفرين, وكل هذا يشير إلى أنّ الأوضاع الدّاخليّة في تركيا تجبر أردوغان على تصدير أزمته إلى خارج تركيا, وهو يؤمن بأنّ أي نجاح سياسي أو اقتصادي أو تنموي يتمّ تحقيقه في روج آفا يضرّ بموقفه وتسلّطه ويخلق له أزمة فعليّة, وهنا يبرز السّؤال: هل نأخذ تهديدات واستفزازات وتصرّفات أردوغان على محمل الجدّ؟

وأضاف البيضاني: أردوغان يتّبع استراتيجيّة تستند على أساس اقتصادي وسياسي, فهو يحاول ضرب اقتصاد روج آفا ليزيد من معاناة أهلها, واحتلال عفرين كان وفق استراتيجيّة اقتصاديّة وسياسيّة, لأنّ عفرين كانت إطلالة روج آفا على البحر وتملك مقوّمات اقتصاديّة كبيرة, وتركيا لا تفكّر إلا بقدر تعلّق الأمر بالجّانبين الاستراتيجي والاقتصاد، فالأضرار الاقتصاديّة تسبّبت بأزمة تحاول تركيا الاستفادة منها تبعاً للنتائج.

وحول جديّة التّهديدات التّركيّة قال البيضاني:

من الممكن أن تقوم تركيا بعملٍ عسكري في شرق الفرات, غير أنّ عملها سيكون محدوداً وذو بعدٍ استراتيجي, لأنّها لا تريد أن ترتكب خطأً جسيماً, فالهجوم الكبير الواسع يحتاج لتكلفةٍ اقتصاديّة كبيرة, وتركيا أصلاً تعيش أزمةً اقتصاديّة داخليّة فضلاً عن أنّ خطوطها الخلفيّة وخطوط الإمداد تكون طويلةً وتمرّ بمناطقَ جبليّة وبالتّالي ستكون هدفاً سهلاً يمكن النّيل منه من قبل المقاومين.

وعن موقف الولايات المتّحدة الأمريكيّة من هذه التّهديدات, قال البيضاني:

أعتقد أنّ الولايات المتّحدة تنظر إلى مصالحها, وهي حليفٌ استراتيجي لتركيا, وبنفس الوقت هي حليفٌ استراتيجي لقوّات سوريا الدّيمقراطيّة في محاربة داعش, والإدارة العسكريّة الأمريكيّة مؤمنة بأنّ مقاتلو قسد يختلفون عن الآخرين, فهي جرّبت الجيش السّوري الحرّ وغيره, فلم تصمد ولم تحقّق مكاسب على الأرض, ولذلك أمريكا تجد نفسها ملزمةً بدعم هذه القوّات, ومن أجل ذلك تحاول أمريكا أن تُمسك العصا من الوسط, وتمارس الضّغط على تركيا من أجل منعها من تجاوز الخطوط الحمراء, وتغضّ الطرف عن بعض التّجاوزات التّركيّة.

ومن أجل فضح نوايا أردوغان أشار البيضاني إلى وجوب القيام بحملة إعلاميّةٍ في روج آفا, وقال مؤكّداً:

الإعلام الرديف للمقاومة هو من أجبر أردوغان على التّخلّي عن كوباني, فصحيحٌ أنّ داعش هو من كان يهاجم كوباني ولكن التّخطيط كان من عند أردوغان, ويجب أن نأخذ بعين الاعتبار بأنّ تركيا لا تريد أن تتعرّض إلى أزمةٍ اقتصاديّةٍ أخرى, ولعلّ الهدف من تهديداتها هو الضّغط على أمريكا وروسيا للحصول على مكاسب اقتصاديّة وسياسيّة من الأزمة السّوريّة لأنّها لا تريد أن تخرج خالية الوفاض منها؛ أي (تخرج من المولد بلا حمّص), وبالأخصّ أنّ روسيا تلمّح بأنّ تركيا لم تنفّذ اتّفاق آستانا ولم تلتزم بوعودها بخصوص المناطق الّتي تسيطر عليها مسلّحو جبهة النّصرة, فهي تتعرّض لضغطٍ أمريكي بدعم قوّات سوريا الدّيمقراطيّة, وضغط روسي بدعم قوّات النّظام السّوري, لذلك تحاول تركيا الحصول على مكاسب ربّما من خلال وعود حصلت عليها من روسيا أو من أمريكا لإرضاء أردوغان ومحاولة امتصاص الغضب الشّعبي التّركي إزاء الأزمة الاقتصاديّة الّتي تعصف بالبلاد.

ونوَّه البيضاني: حتى لو وقع الهجوم على شرق الفرات فلا أعتقد بأن يكون واسعاً, لأنّ قدرات تركيا الاقتصاديّة لا تؤهّلها للقتال في مساحاتٍ واسعة, ومن جانب آخر إن القوّات الّتي ستواجهها تركيا تمتلك خبرات قتاليّة كبيرة في حرب العصابات وستتكبد تركيا خسائر فادحة, وتركيا تنظر إلى ذلك بعين الاعتبار ولن تجازف بهكذا مجازفة, وكذلك أمريكا لن تتخلى عن قوّات سوريا الديمقراطية على الأقل في هذا الوقت.

زر الذهاب إلى الأعلى