مقالات

نصر الحريري: منْ يجلس في حضن أنقرة مؤْتَمَر عليه لا يَأمرْ؛ إنما يُنَفِّذ فقط؛ فلا ينصح

وأخيراً اكتشف السيد نصر الحريري (رئيس هيئة التفاوض) بأن حزب الاتحاد الديمقراطي PYD هو أحد مكونات مجلس سوريا الديمقراطية/ مسد. نعم فإن حزب الاتحاد الديمقراطي مع قرابة عشرين من الأحزاب الكردية والهيئة الوطنية العربية وحزب الاتحاد السرياني والحزب الآشوري الديمقراطي وهيئة التنسيق الوطنية- حركة التغيير الديمقراطي وشخصيات وطنية مناضلة من دمشق ومن دير الزور ومن الرقة ومن حمص ومن جبلة وبانياس وحماة ومن مختلف المناطق السورية؛ بعض منها قضى سنين في السجون السورية ويشكلون اليوم سويّاً هذا الإطار السياسي مسد مجلس سوريا الديمقراطية؛ آخر المنضمين إليه تيار اليسار الثوري في سوريا.

أزودك معلومات أخرى –وأنت المستجد في مسألة المعارضة السورية- على الأقل كي لا تأتي وتكتشف فيما بعد أمور أخرى. وأنصحك أولاً بالتوجه إلى الصديق حسن عبدالعظيم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى المعارضة السورية وهو العضو في هيئة التفاوض؛ فتكتشف بأن حزب الاتحاد الديمقراطي هو أحد المؤسسين لهيئة التنسيق في 30 حزيران 2011 وقتها –لدي المعلومات الدقيقة- لم تلتحق بركب موضة المعارضة السورية (المحسوبة على المعارضة). إذا تعذر عليك ذلك فتوجه إلى نائبك السابق الصديق خالد محاميد أو نائبك الحالي الصديق جمال سليمان لتجد بأننا وأكثر من 75% من المعارضة السورية. وقد كنت شخصياً منتدباً عن جميع مكونات الإدارة الذاتية الديمقراطية السياسية والعسكرية والمجتمعية عضواً ولم نزل ننظر إلى أنفسنا بأننا أعضاء في هذه اللجنة. وأزودك وغيرك علماً بأن أحد دواعي تأسيس مجلس سوريا الديمقراطية لأنه تعذّر علينا نحن أعضاء لجنة القاهرة من تحويله إلى إطار سياسي؛ وهذا منوّه إليه في الوثيقة السياسية لتأسيس مجلس سوريا الديمقراطية في 8/9 ديسمبر كانون الأول 2015.

عموم الأحزاب الكردية في سوريا من ضمنها حزب الاتحاد الديمقراطي PYD أعضائه ومناصريه ومؤيديه جزء من الشعب الكردي في عموم أجزائه؛ لدى هذا الحزب علاقات حسنة وأحيانا متقدمة مع مختلف الأحزاب الكردستانية وهو يطمح ويناضل مثل غيره لعقد المؤتمر الوطني الكردستاني لإنجاز الأجندة الوطنية التي تعزز الأمن والاستقرار في عموم أجزاء تواجد الكرد: سوريا؛ العراق، تركيا، وإيران، وعموم الشرق الأوسط، فالغاية والمبدأ هو ترسيخ أواصر العيش المشترك بين مختلف الشعوب. لم ينظر حزب الاتحاد الديمقراطي إلى الأحزاب الكردستانية منها العمال الكردستاني كما ينظر الغير، والأخير هو الحزب المناضل والوطني الذي يضم في صفوفه –وهذا معلوم ومعروف عنه- شتى الانتماءات الكردية والعربية والأرمنية والسريانية والفارسية والتركية والأممية؛ منهم من استشهد في سبيل هذه الغايات النبيلة، وما يميز حزب الاتحاد الديمقراطي أنه يتشارك والعمال الكردستاني البراديغما نفسها المتمثلة في الأمة الديمقراطية. وكموجز مكثف عن ماهية الأمة الديمقراطية: بأن الشرق الأوسط ثقافات متكاملة وليست قوميات متحاربة، وضمن هذا الفهم فإن الحق القومي يعتبر الأكثر صوناً. لا يؤمن حزب الاتحاد الديمقراطي بأن حرية الكرد وحل قضيتهم يتحقق عن طريق الدولة القومية المركزية التي باتت اليوم أس المشاكل وسبب الحروب التي لا تنتهي في الشرق الأوسط؛ يؤمن بكونفدرالية الشعوب عن طريق الإدارات الذاتية الديمقراطية، الكل فيه يقبل الكل ويتعايش مع الكل. أكاد أجزم بأن هذا الموضوع يحتاج إلى المزيد من الحوار وليس الآراء والأحكام المسبّقة. لذا فالدعوة قائمة للجميع إلى زيارة روج آفا وشمال وشرق سوريا والتعرف على حقيقة مشروع الإدارة الذاتية وأخوة الشعوب والعيش المشترك المتحقق من خلاله على عكس أضاليلك واتهاماتك الزائفة، يجب أن لا يرفض أحد الدعوة فليس من المعقول بأن يكون التحالف الدولي العربي بقيادة أمريكا ضد الإرهاب وهم يعلنون على الملاً الشراكة الاستراتيجية ويؤكدون بأن مسد وقواته قسد رمز محاربة الإرهاب العالمي، وأن يتم رفض زيارة هذا الجزء المهم من سوريا: شمالها وشرقها.

حينما دعت السلطة في دمشق الحوار مع مجلس سوريا الديمقراطية؛ لبّ مسد الدعوة؛ فأحد أهم غايات مسد الأساسية الجزم بأنه ليس الانفصالي وإنما على العكس بالأكثر الذي حارب التقسيم والتفتيت؛ ولم يزل. أكاد أجزم هنا بأنك ستسأل نفسك: اللي بدو يقسّم ما راح يروح على دمشق؟

نصيحة ذات صلة بالسيد نصر الحريري

مِنْ بعد إشرافك على البيع في درعا؛ لفظَك أهل درعا وتبرأوا منك. سوى أنه وبحسب المتعارف عليه دائما يوجد وقت لتصحيح الأخطاء وربما الخطايا، حاول أن لا يتبرأ منك كل شعب سوريا من حوران الجبل والسهل إلى عفرين إلى قامشلو؛ لو استطعت إليه سبيلا. وإذا لا تستطيع أن تقف في وجه الاحتلال التركي، وأن يكون لك الموقف، فلا تحوّل نفسك إلى أداة وشرعنة للاحتلال. ومن يجلس في حضن أردوغان عليه أن لا يمارس دور الناصح؛ فيبدو نصحه بالعار.

توصية بغير علاقة مع السيد الحريري

على اعتبار الأخوة في الرياض قد وُكِّل إليهم أممياً تأسيس هيئة التفاوض من بعد استضافتها لاجتماع مختلف (منصات) المعارضة؛ فمن المهم أن ينظروا اليوم إلى سوريا بعيونهم لا عيون غيرهم؛ لقد حان وقت عقد الرياض3 الجديد. كما أنه حان وقت القاهرة3، وعين عيسى3 وفق وبحسب مؤديات الحل والتهيئة الحقيقية لحل الأزمة السورية.

نتيجة

مجلس سوريا الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية أكثر من حمى/ ت سوريا بعموم مكوناته، ولكن الائتلاف والسيد نصر الحريري أكثر من خدم النظام في دمشق. وسوريا على هذه النتيجة شاهدة شهيدة.

أود –أخيراً- اللفتَ إلى نقطة مهمة ذكرتها قبل مدة: لا أميل إلى الرد على الأشخاص؛ بسبب خوفي؛ أن يصيبهم بعض قطرات من حبر قلمي؛ فيصاب من أرد عليه بالتضخم. سوى يعتبر العمل بالقاعدة الفقهية مؤدية: المحظورات تبيح الممنوعات.

زر الذهاب إلى الأعلى