تقاريرمانشيت

الاتحاد الديمقراطي بعيون مراقبين شرق أوسطيين في الذكرى الخامسة عشرة لتأسيسه

 بِرَايةٍ ذات أرضيةٍ بيضاءَ، عليها غصن زيتون أخضر من اليسار على شكل نصف دائرة، وسنبلة قمح صفراء من اليمين بحيث يتمم النصف الآخر من الدائرة، وفي وسطهما نجمة حمراء؛ في أعلى الدائرة مكان التقاء نصفَيها تكتب حروف PYD، وفي أسفلها يكتب تاريخ التأسيس رقماً (2003)، بهذه الراية انطلق حزب الاتحاد الديمقراطي PYD وسار في رحلة النضال هذه متجاوزاً الصعوبات والعوائق، وقدم كوكبة من الشهداء من مؤسسي الحزب والقيادات والاعضاء فعُرِفَ باسم حزب الشهداء نتيجة تضحياته العظيمة.

يَعتبِر حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) القائد عبد الله أوجلان -مؤسس نظرية الحضارة الديمقراطية والأمة الديمقراطية- ملهماً له، ويتخذ PYD من براديغما المجتمع السياسي الأخلاقي المتحرر جنسوياً منهجاً لعمله النضالي، ويعتمد مبدأ المناصفة والرئاسة المشتركة أساساً، ويعتبر حرية المرأة منطلقاً لحرية المجتمع ويؤكد الدور الطليعي للشبيبة، ويؤمن بالتعددية وحرية المعتقد، ويتخذ العلنية والنضال الديمقراطي المشروع، والحوار السياسي السلمي أساساً في معالجة القضايا وتحقيق أهدافه.

بهذه المزايا والأسس الديمقراطية التي ذكرناها آنفاً يُعرّف حزب الاتحاد الديمقراطي PYD نفسه في نظامه الداخلي.

وفي الذكرى السنوية الخامسة عشرة لتأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي ألتقينا مع ثُّلةٍ من الساسة والمراقبين الكرد والسوريين والشرقيين واستطلعنا  آراءهم في صدد حزب الاتحاد والبداية من:

أنعام نيوف معارضة سورية:

الاتحاد الديمقراطي مر بمراحل وطنية سورية متطورة، علاوة على دعواته الوطنية الدائمة لجميع أبناء الوطن السوري

نقدم أحرّ التهاني والتبريكات لحزب الاتحاد الديمقراطيPYD  في الذكرى السنوية الخامسة عشرة لتأسيسه, والتي تأتي في ظروف داخلية وإقليمية ودولية بالغة الدقة والخطورة، ونهنئ الشعب السوري وجميع أفراد الحزب على ما قدمه للشعب السوري عامة والكردي خاصة خلال مسيرته النضالية الوطنية، ولا سيما أثناء الأزمة السورية، ضد المنظمات الإرهابية مثل “جبهة النصرة وتنظيم داعش”, وكذلك ما تحقق من انتصارات رائعة بفضل بطولات قوات حماية الشعب YPGوحماية المرأة YPJ، ومن ثم قوات سوريا الديمقراطية في محاربة الإرهاب في سوريا، والتي قدمت الكثير من الشهداء, وحققت الانتصارات العديدة على أشرس وأعنف تنظيم إرهابي في العالم بأكمله، في منبج وعين عيسى وشمال حلب، وحملة غضب الفرات في الرقة، وحملة عاصفة الجزيرة في دير الزور أخيراً، وكلها مراحل تاريخية وطنية سورية متطورة مرّ الحزب فيها, علاوة على دعواته الوطنية النظرية والعملية الدائمة لجميع أبناء الوطن السوري بأهمية الوحدة الوطنية وبضرورة التلاحم والتعاون والإصرار على العيش والعمل المشترك من أجل الوصول إلى سوريا المستقبل دولة موحدة ديمقراطية تعددية لامركزية, ويساهم في تأمين الحقوق القومية للشعب الكردي وفق العهود والمواثيق الدولية. نتمنى لكم التوفيق والتقدم نحو السلام  والحرية والعدالة  لجميع السوريين.

نظرية الأمة الديمقراطية التي يتبناها الاتحاد الديمقراطي نقلة حضارية للفكر السياسي بالمنطقة

الصحفي المصري والباحث في القضية الكردية محسن عوض الله في حديث لصحيفة الاتحاد الديمقراطي عن حزب الاتحاد الديمقراطي يقول: إن قيمة أي كيان تأتي من أعدائه؛ لذا إذا أردنا معرفة أهمية حزب الاتحاد الديمقراطي ودوره في دعم القضية الكردية فلنبحث عن أعدائه ولن نجد سوى النظام التركي أعدى أعداء حزب الاتحاد الديمقراطي، ومن المعروف أن عداءَ النظامِ التركي للقضية الكردية هو الأكبر من بين الأنظمة المحتلة لكردستان، وهذا العداء المستميت وفق ما نراه من ممارسات تركيا تجاه حزب الاتحاد تُعتَبر شهادة إيجابية بحق الحزب.

تأتي أهمية حزب الاتحاد الديمقراطي من أنه وبحق يحمل قضية وفكرة يسعى لتحقيقها؛ فمهما اختلفتَ معه لابد أن تحترمه؛ فأيديولوجية الحزب ومرجعيته الفكرية هو عبد الله أوجلان أحد أهم مفكري القرن العشرين بالشرق الأوسط كما أعتَبِرهُ، ونظرية الأمة الديمقراطية وأخوَّة الشعوب التي يتبناها الحزب حالَ نجاحها ستحقق طفرة ونقلة حضارية للفكر السياسي بالمنطقة.

لابد أن تكون هناك معارضة وهناك اتهامات تلاحق الحزب ولكن الأهم هو توسعة قاعدته وعدم تخوين المعارضين، وفتح مجال للتعاون مع المختلفين وإزالة أي شبهات واتهامات وعدم التورط  في أي ممارسات قومية قد يستغلها البعض في الإساءة للحزب.

قيادة حزب الشهداء للثورة متكاملة وبعيدة عن الشوفينية القوموية

سنحريب برصوم- الرئيس المشترك لحزب الاتحاد السرياني:  

نبارك قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي وجميع أعضائه بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة عشرة لتأسيسه ونباركهم أيضاً على جميع النجاحات التي حققوها على صعيد منطقة الشمال السوري وعلى الساحة السياسية السورية بشكل عام فكان لهم رؤيتهم السياسية السليمة في قراءة أحداث ما تسمى بثورة الربيع العربي في سوريا وانتهجوا خطهم المستقل ونظموا المجتمع في كل النواحي فكانت قيادتهم للثورة متكاملة وبعيدة عن الشوفينية القوموية، ورفع شعار أخوة الشعوب ومبادئ الأمة الديمقراطية كان الأساس لتأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية والتي تشاركت فيها جميع المكونات ورأت فيها المشروع الأنسب لنموذج سوريا المستقبل في ظل ما تتعرض لها من مآسي وويلات.

إن هذا النهج المنفتح والحضاري وقبول الآخر والاعتراف بالتعددية التي كرسها حزب الاتحاد الديمقراطي في مسيرته كان بمثابة السد المنيع للكثير من المخططات والكوارث التي كانت تحاك ضد شعوب المنطقة وجرِّها إلى حرب أهلية قومية وطائفية والتي ابتلت فيها أغلب المناطق السورية ولكن نحن في الشمال السوري حافظنا على وحدة العيش المشترك وتكريس السلم الأهلي وسلاحنا كان فقط لمحاربة الإرهاب والمرتزقة وحزب الاتحاد الديمقراطي هو حزب الشهداء قدم ومازال يقدم في سبيل الحرية والديمقراطية.

مطلوب من الاتحاد الديمقراطي لملمة الصف الكردي

مصطفى مشايخ- نائب سكرتير الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

حزب الاتحاد الديمقراطي حزب كردي سوري بامتياز يعمل في مجال الوطن السوري إلى جانب عمله كحزب كردي، ففي بدايات الأزمة السورية (التي أطلقنا عليها في البداية اسم الثورة) عملنا معاً من أجل وحدة الصف والموقف الكردي ولكن شاءت الظروف بأن تم تشكيل مجلسين واختار المجلس الكردي الائتلاف لقوى الثورة والمعارضة ورأينا أن الائتلاف قد دخل في أجندات مشبوهة تخدم مصالح الدول الإقليمية وخاصة تركيا، لكن حزب الاتحاد الديمقراطي اختار الخط الثالث، وبرأيي إن الخط الذي اختاره الحزب  كان موفقاً فيه، حيث الخط الثالث ليس ضد النظام ولا ضد المعارضة إنما طالب بإصلاحات وتغييرات في سوريا بحيث تكون سوريا دولة ديمقراطية ذو نظام تعددي برلماني، وأعتقد كان موفقاً في ذلك وأيضاً قام بتأسيس إدارة ذاتية في المناطق التي تم تحريرها من النظام وهذا يسجل لحزب الاتحاد الديمقراطي حيث دار المنطقة بشكل جيد وإن لم يخلو من بعض السلبيات والنواقص وهذا شيء طبيعي للإدارة الجديدة، وأيضاً قام بالدفاع عن المناطق الكردية خاصة بعد هجمات داعش وجبهة النصرة وكتائب إرهابية أخرى التي أرادت النيل من إرادة الشعب الكردي، وهذا يسجل له أيضاً.

ولكن في هذه المرحلة مطلوب من حزب الاتحاد الديمقراطي لملمة الصف الكردي بشكل عام ومحاولة مشاركة الآخرين في القرار السياسي وفي الإدارات الذاتية القائمة.

أي حزب يقوم بأي نضال لا بد من وجود نواقص، ولا يصل إلى القمة، ولكن بحسب تعاملنا مع حزب الاتحاد الديمقراطي يقوم بما يمليه ضميره حسب طاقاته.

نعيش في ظروف بالغة الحساسية في هذه المنطقة ومناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية محاصرة من الخارج ومن الداخل فلا بد من وجود بعض النواقص وهذا الشيء طبيعي ولا يمكن أن نتهم الاتحاد الديمقراطي بشكل مقصود لكن الظروف المحيطة تفرض على الإدارة والاتحاد الديمقراطي إدارة هذه المناطق بهذا الشكل.

وأخيراً نبارك للحزب مناسبة تأسيسه ونتمنى له التوفيق في مهامه النضالية ونتمنى الموفقية والانفتاح على كافة الأحزاب الكردية والوطنية للوصول إلى المبتغى المطلوب.

كأول حزب رسَّخ الرئاسة المشتركة، قوة التنظيم والذهنية المنفتحة من أسباب قوَّة حزبنا

أما عائشة حسو الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي في مقال لها عن الذكرى التأسيسية للحزب تقول:

خمسة عشر عاماً مضت على إعلان حزبنا الذي أسس نفسه أمام سياسة القمع والصهر القومي والثقافي والمجتمعي وإنكار الآخر وأمام سياسة الحداثة الرأسمالية التي جعلت منطقة الشرق الأوسط ساحة صراع وتقاسم نفوذ، لذلك مرَّ الحزب خلال رحلته هذه بمرحلتين من زمن التأسيس وحتى ما قبل الأزمة السورية.

المرحلة الأولى وفي تلك الظروف الحالكة تم وضع اللبنات والركائز الأساسية للحزب رغم أنه كان العمل ضمن صفوف الحزب ومع ممارسة القمع والترهيب من قبل النظام القائم في سوريا وممارسات الاعتقالات التعسفية وحتى استشهاد رفاق الحزب جراء تلك الممارسات أمثال بافي جودي والأستاذ عثمان دادالي وارتقائهم إلى مرتبة الشهادة، ومصير الرفيقة نازلية كجل التي تم اعتقالها من قبل السلطات البعثية حتى الآن مازال مجهولاً، ومحاولات الاغتيالات لأعضاء الحزب في شخص الشهيدة شيلان كوباني ورفاقها الأربعة والشهيد عيسى حسو، والشهيد خالد كوتي الذي استشهد هذا العام، وكل محاولات التصفيات الأخرى كانت بهدف زعزعة إيمان الحزب وكوادره؛ لكن زادتهم هذه المحاولات إيماناً وإصراراً وثباتاً، لذلك علينا عند استرجاع الذاكرة والعودة إلى ما قبل الأزمة أي عندما كانت هناك ضغوطات وسياسات صَهر وحتى أيضاً محاولة خلق شروخ بين مكونات وشعوب والمنطقة، كان لحزبنا الدور في التصدي لهذه السياسات.

أما المرحلة الثانية: هي مرحلة التزامن مع الأزمة وما بعدها، فإن حزب الاتحاد الديمقراطي الذي كان أول حزبٍ رسَّخ مفهوم الرئاسة المشتركة للعمل الحزبي إيماناً منه بدور المرأة الفعّال في القدرة على التغيير والوصول إلى مجتمع أخلاقي أيديولوجي وسياسي يرتقي بالشعوب إلى المناصفة في العمل وترسيخ الحياة الندية وإتمام الآخر لأن الإٍيمان بقدرات المرأة على كافة الأصعدة كان أحد مبادئ الحزب بل وعَمِل عليه، فما كان من طرح مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية الذي تم طرحه من قِبَلنا وتبنِيه والعمل على ترسيخه بكافة مبادئه، وفهم الحالة والرؤية المستقبلية على كافة الأًصعدة والقراءة الموضوعية والجوهرية، والفكر الأيديولوجي الذي انتهجه والعمق المعرفي والنضال التاريخي الذي اتبعه منذ عشرات السنين، وقوة التنظيم والذهنية المنفتحة والمنبثقة من فكر وفلسفة أخوة الشعوب والنضال على تطبيق هذه الإيديولوجية، كلها كانت من أسباب قوَّة حزبنا.

ففي الذكرى السنوية الخامسة عشرة لتأسيس حزبنا ومع زيادة وتيرة النضال والعمل الدؤوب، يسرنا القول: إنه في 21 تموز المنصرم تم تأسيس مجلس المرأة الخاص في سابقة لم تحدث في أي حزب سياسي على الصعيد الكردي ولا حتى على الصعيد السوري والشرق أوسطي، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على قوة التنظيم وصوابية الفكر والأيديولوجيا لدى حزبنا.

وعليه نبارك عموم الشعوب في سوريا الذكرى السنوية لتأسيس حزبنا، وبروح مقاومة العصر نجدد العهد بالنضال، والسير في خط الشهداء للوصول إلى مجتمعٍ تكون المواطنة فيه حق للجميع.

في ذكرى التأسيس من المحرر توصية

في ظروف بالغة الحساسية أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي عن نفسه، وعلى يد النظام البعثي الشمولي بسياسته التعسفية وصلت إلى حد الاعتقالات واستشهاد كوكبة من مؤسسي وقياديي الحزب وتعرض للكثير من الضغوطات السياسية والمؤامرات التي هدفت إلى إنهاء الحزب، لكنه استمر في المقاومة وصعَّد وتيرة نضاله رغم كل ذلك، وبَاعَهُ الطويل من النضال خوَّله ليكون رائداً على المستويات العالمية لا سيما إبان الأزمة العاصفة بسوريا التي يسعى إلى حلها عبر عدة أطروحات ومشاريع سياسية تضمن دمقرطة سوريا مع أخذ هويَّة ووجود وحقوق الشعوب المتعايشة على أرض سوريا بعين الاعتبار على خِلافِ سلطة دمشق.

وإن لحزب الاتحاد الديمقراطي استراتيجية يعمل بها، وهذه الاستراتيجية لأهميتها وخطوات تطبيقها تخرجه من كونه حزباً كردياً إنما حزباً شرق أوسطياً بل وعالمياً.

إعداد: سيدار رمو

زر الذهاب إلى الأعلى