مانشيتمقالات

حتى لو قالها لافروف؛ فإن سوريا واحدة ولن نكون الطرف في تقسيمها

سيهانوك ديبو
حينما يتحدث السيد سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا بأن “التهديد الأكبر لوحدة سوريا يأتي من شرقي الفرات”،لا بد من تذكيره ببعض الأمور:
1 ـ ماذا عن العديد من الاتفاقيات المعلنة ما بين موسكو وقسد في محاربة الإرهاب؛ آخرها التي وقعت في نوفمبر تشرين الثاني العام الماضي في ريف دير الزور الشرقي؟ “شرقي الفرات”.
2 ـ ماذا عن الإشادة الروسية لإنتخابات المجالس المحلية للإدارة الذاتية في شمال سوريا و”شرقي الفرات” التي عقدت في الأول من ديسمبر كانون الأول العام الفائت وحضور وفد روسي عاين وراقب نزاهة تلك الانتخابات.
3 ـ أشرفت موسكو على لقائين معلنين ما بين الإدارة الذاتية الديمقراطية والسلطة في دمشق بهدف الوصول إلى الحل. نهاية العام 2016 وبداية العام 2017. أم كنا حينها خارج سوريا؟ أو أنها كانت رسائل عيانية لتطويع تركيا وعقد الاتفاقات معها؟
4 ـ ماذا عن التقسيم السوري الحقيقي الذي حصل في الآستانات “1 إلى 10″، مرة تحت مناطق خفض التوتر ومرة تحت إسم مناطق خفض التصعيد؛ مرّأت تحت مصطلح توزيع مناطق النفوذ؟
5 ـ ماذا عن توجيه الدعوة إلى الإدارة الذاتية في وجود كبير منها من “شرقي الفرات” لحضور مؤتمر سوتشي الذي انعقد في اليوم التاسع من قصف الاحتلال التركي لعفرين؟ كيف يتم دعوة “تقسيميين” إلى حضور مؤتمر بإشرافكم؛ لينتج عنه “لجنة كتابة الدستور السوري”؟
6 ـ ماذا عن مسودة الدستور الروسي المتزامن مع انعقاد الجولة الثانية للآستانا والتي حاولت ملامسة الإدارة الذاتية. كان موقف الإدارة الذاتية منها بأنها متقدمة عن الدستور السوري الحالي؛ لكنها لا تلبي تطلعات شعب سوريا؟ هل كانت أيضاً بمثابة الرسالة التي تهدف بالأساس إلى تقديم جملة أخرى من التنازلات التركية وعقد اتفاقيات ما فوق سوريا لتصل إلى آسيا الوسطى؟
7 ـ دائما تتحدثون عن وحدة سوريا؛ هل يمكن أن تقول لشعب سوريا من حوران إلى قامشلو: أي دليل هو اليوم ليؤكد بأن جرابلس واعزاز والباب هي مدن سوريّة وليست منسلخة تتبع لـ “شريكتك” أنقرة؟ بدء من العلم انتهاء بصور رموز تركيا وعملتها؟
8 ـ هل من “شرقي الفرات” صار الضوء الأخضر أمْ من موسكو خرج وبتواطؤ دولي حتى احتلت تركيا عفرين؟
9 ـ من المسؤول عن عمليات التغيير الديموغرافي التي حصلت في “غربي الفرات”؟إنها كما تعلم لم تحصل ولم تتحصل من “شرقي الفرات”؟
10 ـ هل من “شرقي الفرات” تم نسج اتفاق سوتشي الأخير أو صفقة سوتشي لتمكين أنقرة عن طريق كافة إرهابيي الأرض والنصرة جزء منهم. لفرض الهيمنة التركية والوصاية ومن ثم بدعة الاستفتاء وسلخ إدلب إلى تركيا، حتى يتحين للسلطان العثماني الجديد الفرصة في سلخ حلب؟
حقيقة؛توجد عشرات الأمثلة. فالذاكرة السورية المليّة بالألم لا يمكن نسيانها؛ تؤكد بأن من “شرقي الفرات”وعن طريق إنموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية يتم حل الأزمة السورية فانتشالها من واقعها التقسيمي التفتيتي. والطرف الأكثر شجاعة في محاربة الإرهاب متمثل بقوات سوريا الديمقراطية من “شرقي الفرات”.ومن “شرقي الفرات” لمْ يطلق أول مصطلح لتقسيم سوريا حينما روجتها موسكو بأن سوريا اثنتان: مفيدة وبالتالي توجد منها غير المفيدة.
مهلاً سيد لافروف. فكّر ملياً في كيفية تصحيح الخطيئة الكبرى التي ارتكبتموها بحق سوريا حينما احتلت تركيا عفرين؛ عفرين التي كانت تدار من قبل إدارة مدنية ديمقراطية ليعيث فيها اليوم لصوص ومرتزقة جيش الاحتلال التركي كل أنواع الفساد. لتجد بأن من تحرير عفرين يبدأ تحرير إدلب. سيكون وقتها بالتحرير. لكن فيما لو تم الالتفات مرة أخرى إلى حقيقة الديمقراطية المهمة من “شرقي الفرات”.

زر الذهاب إلى الأعلى