الأخبارمانشيت

عضو في الـ KNK: عوامل عديدة تستوجب الإسراع إلى عقد المؤتمر الوطني

ركزت الدكتورة عبير حصاف على حيثيات انعقاد المؤتمر الوطني الكردستاني في المرحلة الراهنة كونها أحد الأعضاء القائمين على عقد هذا المؤتمر في حوار لها مع صحيفة الاتحاد الديمقراطي وبدأت حديثها:

“تعيش الساحة الكردستانية بأجزائها الأربعة مرحلة مفصلية وسياسية حساسة أسوة بالشرق الأوسط ككل لا بل تتوسط الأزمة, فعلى أرضها تدور مجمل الأحداث وعلى مصيرها تحاك أغلب الصفقات السياسية من بيع وشراء ومقايضة وتنازل”.

وأوضحت حصاف بقولها: “ما شهدناه بالأمس في باشور(جنوب) كردستان من خسارة فاجعة للكرد لكركوك قلب كردستان النابض والذي كاد أن يكون إلى أمد قريب حلماً متحققاً تلاشى هذا الحلم في غفلة من الشعب الكردي وسوء تقدير وقراءة خاطئة للواقع السياسي, أما في روجهلات (شرق) كردستان لازالت أعواد المشانق تزيِّن أعناق خيرة شبابنا وتحصد أرواحهم بالعشرات, دونما حسيب أو رقيب, ولا مجيب لاستغاثات الأمهات. وفي باكور(شمال) كردستان الوضع ليس بأفضل من سابقاتها, حيث تكون التهم جاهزة ومفصَّلة على مقاس الهوية الكردية المضطهدة, فبدأت السجون تعج بالسياسيين والمثقفين الكرد والأتراك على حدٍ سواء وكل مناصري قضية الإنسان والإنسانية”.

وفي إشارة للوضع في عفرين تحدثت حصاف:

المؤامرة التي حيكت لبيع عفرين جاءت لتتصدر أبشع عمليات المقايضات والبيع والشراء السياسي, فبعد المقاومة الباسلة لأهلها ما يقارب الشهرين وتصديهم لأكثر أسلحة حلف الناتو المتطورة مدعومةً بالأسطول الجوي التركي بكل جبروته وغطرسته؛ تم قصف الأبرياء واُفرِغت المدينة من سكانها وتم توطينها بسكان من مكونات أخرى ومن مدن أخرى في محاولة واضحة للتغيير الديموغرافي ومسح هويتها الكردية.

ونوهت حصاف: كل هذه الأمور متضافرة ترفدها عوامل ومواضيع أخرى عديدة تفرض وتستوجب الإسراع إلى انعقاد مؤتمر قومي كردي في أقرب وقت وفرصة, فقد آن الأوان لتوحيد الموقف الكردي والخروج بموقف سياسي موحَّد تجاه كل هذه القضايا التي تمس أمن واستقرار الشعب الكردي في الأجزاء الأربعة وتضمن الحفاظ على هويته القومية والكردستانية وإيجاد سبل الحوار والعيش المشترك بين الكرد ومن يجاورهم ويشاركهم بالسكن على أرض كردستان من مكونات قومية أخرى.

وفي السياق أضافت حصاف: “لقد آن الأوان لتفعيل دبلوماسية كردية قويَّة موحدة قادرة على تمثيل الصف الكردي في المحافل الدولية للدفاع عن حقوقه القومية والثقافية والسياسية وحقه في تقرير مصيره، يجب أن ينعقد مؤتمر وطني كردستاني ليكون مظلة سياسية لقوة عسكرية منسجمة بين الأجزاء الأربعة قادرة على حماية الحدود محافظة على سيادة كردستان ووحدة أراضيها”.

وحول ضرورة المؤتمر شددت حصاف بالقول: “إن الواجب القومي والسياسي والأخلاقي وخطورة المرحلة تفرض على الحركة السياسية التخلي عن الأجندات الحزبية الخاصة الهادفة إلى حماية المصالح الحزبية الضيقة والتي تصب في خانة الفرد دون الكل”.

مضيفة :آن الأوان لنتجرد من النزعة الحزبية وأن نعمل من أجل كردستان، لقد برهن التاريخ وبشدة وخلال تجارب سابقة أن الحركة السياسية الكردية لم تقم بواجبها تجاه الشعب ولم تستطِع التغلب على الخلافات الحزبية والإيديولوجية فيما بينها والانصهار في بوتقة المصلحة الكردية العليا.

مؤكدةً على أن جميع الأطراف السياسية تقف على حد السواء أمام أداء هذه المهمة الملقاة على عاتقها والكل يجب أن يكون أهلاً للثقة الممنوحة له كممثل للرأي السياسي للشارع الكردي وسيحاسبه الضمير الكردي أمام محكمة التاريخ.

مكملة حديثها بقولها: “الكل يعلم أن هناك جهود حثيثة داعية إلى عقد مؤتمر وطني كردي وتمهيداً لذلك تم عقد لقاء تشاوري جامع ومركزي ضم أكثر من ثلاثمئة صوت كردي كممثل عن مختلف الأحزاب السياسية والمنظمات ومؤسسات المجتمع المدني مع مراعاة تمثيل المرأة والشبيبة والشخصيات المستقلة من الأجزاء الأربعة؛ تناولوا فيه القضايا الكردستانية, وتم اتخاذ عدة قرارات منها عقد عدد من اللقاءات التشاورية في كل جزء من كردستان على حِدى ولقاء خامس في أوروبا.

وفي ختام حديثها أدلت عبير حصاف العضو في المؤتمر الوطني الكردستاني: “ولاتزال المساعي قائمة والتواصل مستمر لدعوة جميع الأطراف للتفعيل تحت سقف مظلة المؤتمر الوطني والمضي نحو عقد المؤتمر في أقرب وقت ممكن, وقد تم مؤخراً جمع تواقيع عشرة ألاف سيدة كردية للمطالبة بضرورة عقد مؤتمر وطني كردستاني على وجه السرعة لمواكبة الأحداث.

وفي النهاية أنا كعضوة في المؤتمر الوطني الكردستاني باسمي وباسم جميع الأعضاء في الاتحاد الليبرالي وانطلاقاً من إيماننا الكامل بضرورة عقد المؤتمر الوطني الكردستاني على مبدأ قبول الآخر والمحافظة على قنوات التواصل والحوار,  نكرر استعدادنا الكامل للعمل بكل طاقاتنا وإمكاناتنا لإنجاح عقد المؤتمر الوطني الكردستاني والسعي إلى حل الخلافات العالقة والمحاولة قدر الإمكان لتقريب وُجُهات النظر فيما يخص المسائل الكردستانية بأجزائها الأربعة.

زر الذهاب إلى الأعلى