الأخبارروجافامانشيت

المونيتور: إعفاء شمال وشرق سوريا من العقوبات الأمريكية قد يساعد في تنشيط المحادثات بين أنقرة والكرد

أشار موقع المونيتور الأمريكي إلى أنه من المرجح أن تعلن إدارة الرئيس الأمريكي (بايدن) هذا الأسبوع عن إعفاء مناطق الإدارة الذاتية وبعض مناطق المعارضة في سوريا من عقوبات قانون قيصر, حيث أفادت المصادر للمونيتور أن قرار الإعفاء هو لحماية المدنيين السوريين, وسيتم نقله رسمياً من قبل (إيثان غودريتش) نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى والمسؤول عن الملف السوري, وأن الإعفاء لن يشمل النفط والغاز.

وأكد المونيتور وفق مصادره أن إدلب التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام المصنفة كمنظمة إرهابية أمريكياً غير مشمولة بهذا الإعفاء, وكذلك منطقة عفرين التي تحتلها تركيا والفصائل التابعة لها.

وأشار المونيتور إلى أن غولدريتش كان في أنقرة ليطلع نظيره التركي (سلجوق أونال) على القرار قبل سفره إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق, ومن المتوقع أن يتوجه بعد ذلك إلى شمال وشرق سوريا ليلتقي مع مظلوم كوباني القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية, وإلهام أحمد الرئيسة المشتركة في الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية, وأوضح المونيتور بأن قانون الإعفاء كان قيد الإعداد منذ الصيف الماضي, ولكن بيروقراطية وزارة الخزانة الأمريكية أوقفت تنفيذه.

وكان (مظلوم كوباني) قد شدد للمونيتور في تشرين الثاني 2021 على أن انتشار الفقر ونقص فرص العمل بالإضافة إلى أسوأ موجة جفاف تشهدها البلاد منذ سبعة عقود، تخلق تربة خصبة لتجنيد تنظيم داعش للسكان, وتأكدت تحذيراته هذه عندما قام إرهابيو داعش بهجوم جريء ودموي على أكبر منشأة في المنطقة لمعتقلي التنظيم (سجن الصناعة) ومحيطه بمدينة الحسكة, وكذلك الهجمات التركية المستمرة من الجو وعلى الأرض تخلق حالة من عدم الاستقرار.

وأوضحت (نادين ماينزا) رئيسة اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية (USCIRF) مراراً بأن العقوبات الأمريكية تهدف دائماً إلى معاقبة نظام الأسد وليس الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا, حيث قالت للمونيتور:

 لقد أوصينا بإعفاء الإدارة الذاتية من العقوبات الأمريكية لمكافأتها على الظروف الإيجابية الموجودة في المنطقة.

وأضاف ماينزا:

 سيؤدي هذا أيضاً إلى زيادة الضغط على اقتصاد نظام الأسد من خلال جذب الشركات إلى الشمال الشرقي للبلاد, فهناك إمكانيات كبيرة قابلة للنمو الاقتصادي في هذه المنطقة من سوريا إذا غيرت الولايات المتحدة سياستها لمنح الإدارة الذاتية هذه الفرصة.

وأوضح المونيتور بأن المسؤولون الأتراك غير راضين عن كون عفرين وإدلب غير مشمولتين بقرار الإعفاء، وأفادت بعض المصادر بأن تركيا ما زالت تساورها الشكوك بأن الهدف الرئيسي من هذا الإعفاء هو تعزيز استقلال الكرد السوريين عن دمشق, حيث يتحجج الأتراك بأن قوات سوريا الديمقراطية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني, وأنها تشكل تهديداً وجودياً على تركيا, رغم أن مظلوم كوباني شدد مراراً وتكراراً على رغبتهم في إقامة علاقات جوار سلمية مع أنقرة، وأنهم لا يتخذون أية  إجراءات عدوانية ضد القوات التركية.

وأفاد المونيتور بأن هناك أمل بأن يؤدي الإعفاء من العقوبات الأمريكية في النهاية إلى إغراء الشركات التركية بالاستثمار في الشمال الشرقي من سوريا، وأن هذا بدوره قد يساعد في إعادة تنشيط المحادثات بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني. وأشار المونيتور إلى أن حقيقة عدم تفاعل أنقرة علناً حتى الآن مع الأنباء التي تشير إلى إعفاء مناطق الإدارة الذاتية من العقوبات الأمريكية هي علامة إيجابية, موضحاً بأنه قد يكون ذلك بسبب قدرتها على إفساد العملية في أي وقت من خلال الاعتماد على حلفائها الكرد العراقيين, حيث يُعتقد أن الضغط التركي لعب دوراً في انهيار محادثات المصالحة التي رعتها الولايات المتحدة بين حزب الاتحاد الديمقراطي PYD والمجلس الوطني الكردي الذي له علاقات وثيقة مع قيادة إقليم كردستان العراق, وسيؤدي هذا القرار إلى الحفاظ على السلام بين قوات سوريا الديمقراطية وحكومة إقليم كردستان العراق, وكذلك بين قوات سوريا الديمقراطية وتركيا، إذا كان المستثمرون من القطاع الخاص سيأتون إلى شمال وشرق سوريا.

زر الذهاب إلى الأعلى