حواراتمانشيت

إبراهيم مسلم: لتركيا تاريخٌ أسود مع شعوب المنطقة وتصريحات تركيا هي من أجل الاستهلاك المحلي

المؤتمرات التي تخص الحل السوري، والتجاوزات التركية، والقصف المتكرر لإقليم عفرين ومحاولته اجتياحها واحتلالها كما في جرابلس والباب، والدور الفعّال لممثلية حزب الاتحاد الديمقراطي في العاصمة اليونانية أثينا في تعريف الشعب اليوناني بمستجدات الأزمة السورية؛ هذه النقاط والعديد من النقاط الأخرى كانت محور النقاش في حوار شفاف وصريح مع الدكتور إبراهيم مسلم ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي PYD في البلقان، حيث استهل حديثه بإسهاب عن دور الحزب في اليونان قائلاً:” إن نضال حزبنا في الساحة اليونانية يعود إلى بداية تأسيسه؛ فهو متواجدٌ بشكلٍ فاعلٍ ومؤثرٍ بين الجالية الكردستانية والسورية، وفي الأوساط السياسية اليونانية.

حيث ينقسم نضالنا إلى قسمين رئيسيين؛ الأول نضال الجماهير بين الجالية الكردستانية والسورية؛ حيث تقوم بتنظيم الشعب، وإقامة الاجتماعات، وتقديم المساعدة الإنسانية، ذلك من خلال لجنة مختصة في شؤون اللاجئين وبالتعاون مع المركز الثقافي الكردستاني في أثينا، أما الثاني فيتركز على النشاط السياسي الدبلوماسي والإعلامي؛ فقد فتح الحزب مكتب تمثيل دبلوماسي في أثينا، وهذا المكتب هو باعتراف الحكومة والأحزاب السياسية اليونانية”.

وتابع بالقول:” في الإطار الكردستاني تم تشكيل لجنة للأحزاب الكردستانية في اليونان؛ التي تنسق النشاط السياسي الكردستاني في اليونان، أما من الناحية الإعلامية فقد تم إنشاء صفحة الكترونية رسمية باسم روج آفاي كردستان في اليونان؛ تقوم على نقل أخبار روج آفا إلى الشعب اليوناني”.

وفي السياق نفسه أَضاف قائلاً: ” قام حزب الاتحاد الديمقراطي وللتعاون مع القوى اليونانية؛ بعقد العشرات من الندوات والمحاضرات حول القضية الكردية، والحرب في سوريا، ونتيجة ذلك فقد زار الرئيس المشترك السابق للحزب؛ صالح مسلم اليونان مراتٍ عدة، وكذلك تم تأسيس لجنة التضامن مع روج آفا، ومبادرة الأكاديميين اليونانيين من أجل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وآسيا الصغرى”.

وتابع في معرض كلامه بالقول: “أما على الساحة الدولية؛ فقد شاركنا باسم الحزب في اجتماعات الأحزاب الاشتراكية الدولية في الأمم المتحدة، وتم اللقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة السيد “أنطونيو جوتيرس” مما أغضب الدول المحتلة لكردستان”.

وعن الدور التنظيمي والإعلامي لممثلية حزب الاتحاد الديمقراطي والكونفرانس السادس للحزب قال مسلم: “مع تطور نضال حركة التحرر الكردستانية؛ بدأ الشعب الكردي بتنظيم نفسه في جميع المجالات؛ مما فتح المجال  لتشكيل الإدارات الذاتية، ويُعْتًبَرُ ذلك خطوة متطورة في تاريخ تحرر الشعوب، كما يؤكد على نجاح الثورة”. وتابع قائلاً: “بعد الكونفرانس السادس للحزب في العام 2016 أنجز حزب الاتحاد الديمقراطي PYD  قفزات في مجال العمل السياسي والتنظيمي والإعلامي؛ حيث استطاع الحصول على التمثيل الدبلوماسي في  العاصمة اليونانية، وفتح مكتب الحزب الذي يتمتع باعترافٍ من الدولة اليونانية، كذلك حقق قفزات نوعية في العمل التنظيمي والإعلامي، حيث أن العشرات من الشباب اليوناني؛ اليوم يناضلون من أجل ثورة روج آفا مع حزبنا وعلى مبادىء وفكر وفلسفة القائد آبو”.

وبشأن الاحتلال التركي للأراضي السورية ومحاولتها التوسع فيها وقصف عفرين قال مسلم: “تركيا دولة تدعم الإرهاب، وهي دولة إرهابية، لذلك لا يحق  لها أن تصف حزبنا بالإرهاب؛ حزبنا عضو في أكبر منظمة سياسة دولية؛ وهي الاشتراكية الدولية، والدولة التركية تعلم ذلك جيداً؛ ولكن هي تُصَرِّحُ بعكس ذلك من أجل الاستهلاك المحلي”.

وتبع بالقول: “إن طبيعة الدولة التركية هي معاداة الديمقراطية وحرية الشعوب منذ قدومهم إلى المنطقة، وهم يقومون بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، والكلُّ يعرف تاريخهم الأسود، والمجازر التي ارتكبوها بحق الأرمن واليونانيين والآشورين والعرب والكرد، وإذا ما نظرنا من هذا المنطلق فإن موقفهم من ثورة روج آفا ليس غريبٌ عن طبيعتهم”.

وفي السياق نفسه أضاف: اليوم  حكومة حزب العدالة والتنمية بمواقفها الغير مسؤولة؛ تقوم بتوريط نفسها بشكل أكثر عدوانية ضد الشعب الكردي؛ وتركيا خاضت تجربة كوباني، وباتت تُدْرِكُ مدى جديّة الشعب في روج آفا – الشمال السوري في التضحية في سبيل أرضها، ومدى تمسكه بأرضة من خلال المقاومة البطولية التي أبداها، وهو يعلم جيداً أن عفرين هي على جاهزية تامة، ولن تترد في الدفاع عن ترابها ومقدساتها؛ كما كوباني؛ لأن الشعب في عفرين هو نفس الشعب في كوباني. لذلك فإن تركيا لا تستطيع القيام بالهجوم على عفرين دون الحصول على الضوء الأخضر من بعض القوى الدولي، وهذا ممكن لأن بعض القوى تريد توريط تركيا في مستنقع عفرين”.

في ختام حديثه لجريدة الاتحاد الديمقراطي والموقع الرسمي لحزب الاتحاد الديمقراطي تحدث الدكتور إبراهيم مسلم عن الاجتماعات التي تعقد بخصوص إيجاد حل للأزمة السورية قائلاً: “إن الذين يجتمعون من أجل السلام في جنيف وغيرها من الاجتماعات؛ في الحقيقية لا يريدون السلام، بقدر ما يجتمعون لتحقيق بعض المصالح الجزئية الضيقة، أما بالنسبة لبعض القوى التي تدعي أنها مع المعارضة، وتدعم الحل في سوريا؛ فهي تقوم بذلك من أجل الرأي العام العالمي والمحلي (الداخلي)، وحتى إذا كانت تملك النية من أجل الحل؛ فلا يوجد عند من يسمون أنفسهم بالمعارضة أيُّ مشروع حل. فهم بدأوا الحرب من أجل الصراع على السلطة؛ لذلك اليوم عندنا اجتماع جنيف ٨ وكذلك موبايل آيفون ٨ ؛ لا فرق بينهم فكلاهما من أجل الاستهلاك”.

حاوره: رياض يوسف

زر الذهاب إلى الأعلى