مانشيتمقالات

أردوغان والكرد المخدوعين بإسلامه

محمد القادري

من خلال متابعة الانتخابات وما يجري في تركيا، فأن أي عاقل ولديه ذرة فكر أو إحساس أو ضمير حي سوف يدرك أن ما يجري هناك هو تمييع للحقيقة ومحاولة إسناد الأمر مرة أخرى إلى رأس النفاق والكذب والمراوغة والظلم في منطقه الشرق الأوسط رجب طيب أردوغان، ومع الأسف هناك في تركيا المستفيدون من هذا الوضع ومن هذه المرحلة من كافه الشرائح المجتمعية من الأحزاب والمنظمات والهيئات المستقلة التي ليس لديها ضمير حي أو وجدان، بل ليس لديهم إيمان بأي شيء مقدّس، ونخص بالذكر هنا المسلمون بجميع ألوانهم وقومياتهم وأفكارهم وطوائفهم ومعتقداتهم فقد ناداهم ربهم العظيم بقوله “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين” فما لنا نراهم يلهثون وراء كل منافق يزين لهم زخرف الحياه الدنيا ويمنيهم بأمور زائلة لا تفيد في شيء، فمنهم من يقف مع ذلك الظلم ويركن إليه ويساعده، وحكم الله سبحانه وتعالى فيه واضح بقوله “ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتَمَسّكم النار وما لكم من دون الله اولياء ثم لا تنصرون” ومنهم من يقف موقفاً ضبابياً غير واضح، فتارة يبدي مساوئ الحكومة التركية الظالمة وتارة يسكت، وتارة يهاجمه على استحياء، وحسبهم قول الله سبحانه وتعالى فيهم ووصفه لنفاقهم بقوله: “مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء” وهذا وصف جلي لحالة النفاق والمنافقين الذين وصفهم الله سبحانه وتعالى بقوله: إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً”، ونحن ننقد أولئك المسلمين جميعاً ولكن ما يحز في قلبنا أن يكون من أولئك من هم قد تم ظلم أهلهم وتشريدهم وقتلهم وتعذيبهم واحتلال أرضهم ألا وهم الكُرد. والحقيقة إنه عارٌ ثم عارٌ ثم عارٌ على أي كُردي أن يُدلي بصوته لصالح أردوغان الذي لا يرى أي حق للمسلم الكردي ولا لغير المسلم، وهو يقول بكل وضوح إنه لا يقبل بأي وجود للقومية الكردية أو للوطن الكردي، وإنه سوف يحاربهم ولو كانوا في أي مكان، لذلك نرى أن التصويت لأردوغان خيانة للدين والضمير والوجدان والوطن لأن حب الوطن من ذلك الايمان، وإعطاء صوتنا للذي يحتل وطننا ويستعبده هو منتهى الخيانة، لذلك، نُهيبُ بجميع أهلنا الكرد في تركيا أن يكونوا واعين لما يفعلون وأن يعطوا أصواتهم لمن يحافظ على كرامتهم ويصون حقهم في الوجود ويحرص على قوميتهم وعلى طنهم، وذلك واضح في برنامج الانتخابات لحزب اليسار الأخضر الذي يقول وبكل صراحة إن للشعب الكردي الحق في اختيار مصيره.

هكذا يجب أن يكون الإنسان لديه غِيْرة وحَمِيَّة لأهله ووطنه ولسانه الذي هو آية من آيات الله التي قال سبحانه وتعالى عنها “ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين” فكيف بعد ذلك يقوم الإنسان الكردي بإعطاء صوته إلى من يريد محو وجوده واجتثاث لسانه أينما كان؟

نحن متأكدون من انتصار القضية الكردية والشعب الكردي إن شاء الله، ولكن يجب أن يكون هذا الشعب متيقظاً ولا يغتر بالدعايات المغرضة والوساوس والوعود الكاذبة من حزب أردوغان وغيره، وسوف يكون النصر حليفنا إن شاء الله.

زر الذهاب إلى الأعلى