أوضح تقرير نشرته شبكة cbs news بأن حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط أشادوا بالعملية الأمريكية في شمال سوريا الأسبوع الماضي, والتي أدت إلى مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي (أبو ابراهيم القرشي), ولكن في نفس الوقت حذر القادة والخبراء من أن تنظيم داعش يحاول إعادة بناء نفسه، وأن قطع رأس الجماعة لن يشلها لفترة طويلة، وأشار التقرير إلى أن هناك مزاعم متزايدة بأن دولة حليفة وحيوية للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط تمنح تنظيم داعش مساحة للتنفس في إشارة إلى تركيا, وأن العضو في الناتو هيأ للتنظيم الإرهابي منطقة آمنة في شمال سوريا على حافة الحدود الجغرافية لحلف الناتو مع الشرق الأوسط, واستند التقرير على حقيقة أن كلا زعيمي تنظيم داعش وخلال ثلاث سنوات كانا في منزلين قريبين جداً من الحدود التركية قبل مقتلهما, وأن هذه الحقيقة تثير بعض الأسئلة المحرجة للولايات المتحدة وشركائها في الناتو.
وجاء في التقرير أن زعيم تنظيم داعش(أبو إبراهيم الهاشمي القرشي) قد فجر نفسه وأفراد عائلته قبل أن تعتقله القوات الأمريكية, حيث كان متحصناً في منزل ببلدة أطمة التي تقع على بعد أقل من ميلين من الحدود التركية السورية, وأن زعيم داعش السابق (أبو بكر البغدادي) أيضاً كان في منزل جنوب غربي بلدة أطمة وعلى بعد أقل من ثلاثة أميال من الأراضي التركية قبل مقتله.
وأفاد التقرير بأن رئيس المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية (فرهاد شامي) قد أوضح لشبكة cbs news بأن العديد من قادة تنظيمي داعش والقاعدة ما زالوا على قيد الحياة، وأن تركيا تحميهم في المناطق المحتلة بشمال شرق وشمال غرب سوريا, مشيراً إلى أن القرشي كان محمياً بين ثلاث قواعد عسكرية تركية, وتساءل فرهاد شامي قائلاً:
هل هناك شك في أن تركيا حولت شمال سوريا إلى منطقة آمنة لقادة داعش؟
وتعليقاً على الغارة الأمريكية التي استهدفت القرشي, قال الباحث المستقل والصحفي (ألكسندر ماكغيفر) للشبكة الأخبارية:
إن القوات التركية تتمركز في مواقع متعددة وعلى بعد عدة أميال فقط من المنزل الذي قتل فيه القرشي, وزعيم داعش اختار منزلاً للاختباء فيه على بعد أقل من ميلين من نقطة تفتيش أمنية داخل تركيا، وعلى بعد ثلاث أميال من أقرب قاعدة عسكرية تركية داخل سوريا, من الواضح تماماً أن محاربة تنظيم داعش ليست من الأولويات التركية في سوريا.
وأكد فرهاد شامي لشبكة cbs news بأنهم في قوات سوريا الديمقراطية لعبوا دوراً مهماً في العملية الأمريكية، وأن القوات الأمريكية الخاصة شنت الغارة انطلاقاً من قاعدة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية, وقال:
إن مقتل زعيم داعش كان بلا شك أمراً جيداً، لكن إذا استمر التنظيم الإرهابي في الاستفادة من المنطقة الآمنة المعدّة له في سوريا، فسيكون من الصعب جداً ضمان الاستقرار في المنطقة.
