الأخبارسوريةمانشيت

ديفيد فيليبس: مقتل القريشي وأحداث سجن الحسكة تشيران إلى أن تركيا وداعش مرتبطين

أوضح الباحث الأمريكي (ديفيد فيليبس) والذي شغل منصب مستشار أول وخبير في الشؤون الخارجية الأمريكية خلال إدارات (كلينتون وبوش وأوباما), بأن غارة القوات الخاصة الأمريكية على منزل زعيم تنظيم داعش الإرهابي (القريشي) جاءت بعد أيامٍ من عملية مشتركة بين الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) لإفشال اقتحام سجن لعناصر داعش في الحسكة بشمال وشرق سوريا, والذي كان يهدف إلى تحرير 5000 من مقاتلي داعش المتشددين.

وأشار فيليبس إلى أن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من إحباط عملية الهروب من السجن بنجاح بعد أيام، موضحاً بأن التقارير والتحقيقات أشارت إلى أن تركيا قدمت أسلحة لداعش ووفرت ملاذاً  لقادته.

وأكد فيليبس بأن خطة الهروب من سجن الحسكة كان بتنسيق من القريشي زعيم تنظيم داعش، وأن هذه الخطة ومن ثم مقتل القريشي يتركان تساؤلات حول دور تركيا في مواجهة التنظيم المتشدد, مشيراً إلى أن الأراضي التي تحتلها تركيا في سوريا مثل عفرين ورأس العين (سري كانيه)وتل أبيض أصبحت ملاذات لداعش.

وقال فيليبس في مقالة له:

أثبتت المعلومات الاستخبارية عن خطة الهروب من السجن وجود صلة مباشرة بين القريشي وجهود داعش للسيطرة على السجن, لا تزال الولايات المتحدة تدرس وتحلل المواد والأدلة التي تم الاستيلاء عليها في منزل القريشي، والتي قد تزيد من إثبات تورط تركيا في عمليات داعش اعتماداً على ما يتم الكشف عنه.

وأضاف فيليبس:

منذ عام 2013  لعبت الحكومة التركية دوراً فعالاً في صعود تنظيم داعش الإرهابي, حيث أخذ أردوغان على عاتقه دعم المتمردين وتساهل إزاء تدفق المقاتلين الجهاديين عبر الطريق الجهادي السريع الذي يمتد من شانلي أورفا في تركيا إلى الرقة, وعبر أكثر من 40 ألف مقاتل أجنبي من حوالي 80 دولة عبر تركيا إلى سوريا, وهذا لم يغب عن المسؤولين الأمريكيوي, إذ أكدها (جو بايدن) نائب الرئيس آنذاك في تصريحات له في جامعة هارفارد 2014.

وأوضح فيليبس بأن أردوغان ينفي أي تعاون مع داعش, ولكن الأدلة أثبتت تورط تركيا وقوضت مصداقية أردوغان, وأضاف فيليبس:

بحسب بعض التقارير كان بحوزة مقاتلي داعش أسلحة تركية بعلامات تركية استعادها مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية بعد عملية سجن الحسكة, وكانت الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها قد أتت من جماعات المعارضة المدعومة من تركيا, وهي أسلحة لحلف الناتو, ورغم ذلك تجاهلت التغطية الإعلامية لمقتل القريشي صلة تركيا, ولم يذكر بايدن كلمة تركيا في تصريحاته حول العملية التي قتلت قريشي، فقد شكر قوات سوريا الديمقراطية وقوات الأمن العراقية على دورهم.

ويشير دور القريشي في خطة الهروب من سجن الحسكة إلى معرفة تركيا المسبقة بالهجوم, وإن تزويد الجهاديين بالأسلحة التي يصدرها الناتو يعد خيانة خطيرة, كما أنه مخالف للقانون الأمريكي، ويستدعي إجراء تحقيق في العلاقات المستمرة بين تركيا وداعش, لذلك يجب على الولايات المتحدة أن تحاسب تركيا على مشاركتها في حماية وإيواء داعش في المناطق التي تسيطر عليها, وينبغي أن يعقد الكونغرس الأمريكي جلسات استماع حول علاقات تركيا بداعش, وإذا كان هناك تواطؤ فيجب منع تركيا من تلقي الأسلحة الأمريكية وتعليق عضويتها في الناتو.

ديفيد فيليبس: هو مدير برنامج حقوق الإنسان وبناء السلام في جامعة كولومبيا ويرأس مشروع أرتساخ للفظائع, شغل منصب مستشار أول وخبير في الشؤون الخارجية خلال إدارات كلينتون وبوش وأوباما, ومن كتبه الأخيرة كتاب (حليف غير مؤكد: تركيا في ظل ديكتاتورية أردوغان).

زر الذهاب إلى الأعلى