مانشيتمقالات

 8 آذار ميراث تاريخي للمرأة المناضلة

همرين علي ــ

إن يوم الثامن من آذار (اليوم العالمي للمرأة الكادحة) ليس باليوم الاعتيادي أو الطبيعي بالنسبة للمرأة الحرة، إنما هو ميراث تاريخي للمرأة المناضلة والمقاومة منذ تاريخ مقاومة النساء اللواتي طالبن بحقوقهن في المعمل في مواجهة الأنظمة الاستبدادية التي حاولت كتم أصواتهن.

لذلك أصبح اليوم العالمي للمرأة حدثاً سنوياً منذ 116عاماً، والذي كان نتيجة حراك عمالي لأكثر من 15 ألف امرأة عام 1908، رفضاً لمحاولات كتمان أصوات الحرية.

‎وبعد مرور ستة عقود، اعتمدت الويلات المتحدة الثامن من آذار رسمياً يوماً عالمياً للمرأة.

‎واستمراراً لهذا الميراث جرت الكثير من المحاولات لرفع صوت الحرية في الكثير من الثورات التاريخية للمرأة.

ومن خيرة الأمثلة اللواتي دوَّنّ التاريخ بفكرهن ونضالهن “روزا لوكسمبورغ وساكينة جانسيز وليلى قاسم، وبيريتان وجينا اميني، وريحان، ويسرى، وزينب، وزهرة وسعدة وهفرين خلف” هؤلاء اللواتي عاهدن على الاستمرار بالمقاومةً ليصبحن أمثلة للعالم أجمع؛ لأن العدو كان واحداً والهدف واحد مع اختلاف الزمان والمكان، لأن الأنظمة المستبدة لن تقف عن كسر إرادة المرأة ووضع المرأة دوماً في قوالب محصورة كما تشاء “كآلة إنجاب فقط” أو كوسيلة أو سلعة للبيع… إلخ.

ولتغيير ذهنيات الأنظمة المستبدة في الشرق الأوسط، كان لا بد من محاولة نشر فلسلفة أو مفهوم جديد في المنطقة، ألا وهو علم المرأة jinlojî في ظل فلسفة الأمة الديمقراطية والتجربة العملية في ثورة ١٩ تموز بريادة المرأة الحرة وبالأخص بريادة تنظيم المرأة الكردية، وتطبيق مفاهيم جديدة في مشروع فريد من نوعه ونموذج جديد في الشرق الأوسط، وهو مشروع الادارة الذاتية، المشروع الذي اعتُبرَ حلم للكل امرأة متعطشة للحرية.

لذلك أثبتت المرأة الكردية نفسها بهذه التجربة الفريدة، لذا نظمت وأبدعت وطورت نفسها لتقود هذه التجربة وتشارك معها كافة النساء المضطهدات؛ بغض النظر عن الدين وعن القومية. إنما يجمعهن تنظيم أنفسهن على أساس خط مقاومة المرأة الحرة للوقوف أمام كافة المفاهيم الخاطئة والبالية في مجتمعنا، والتي ترسخت من قبل الأنظمة المستبدة.

لذلك نرى اليوم دور المرأة في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا هو الدور الأبرز في ترسيخ مفاهيم الحرية والعدالة والديمقراطية ليتم ترسيخها في المجتمع؛ لأنه كما قال الفيلسوف “عبد لله أوجلان” بهذا الخصوص “إذا لم تتحرر المرأة لن يتحرر المجتمع” كون مفتاح التخلص من العبودية والعنف والأنظمة الاستبدادية يبدأ بكسر المرأة لهذه المفاهيم.

إن المرأة الكردية كانت لها بصمة بتدوين التاريخ والمقاومة والنضال والتحرر حتى أصبحت مثالاً تقتدي بها بعض الثورات في العالم. لذا نحن كنساء شمال وشرق سوريا؛ نعاهد رفيقاتنا بالاستمرار على خطاهم وإيصال المجتمع للحرية في ظل مشروع الإدارة الذاتية الملهمة من فلسلفة الأمة الديموقراطية. وهنا يجب أن ننوه إلى أن الاستمرار والحفاظ على مكتسبات ثورة المرأة يتطلب الحزم والإرادة والإصرار على الوقوف امام كافة العقبات والتحديات والمحاولات التي ستواجه المرأة من قبل الأنظمة الديكتاتورية التي ترفض إرادة المرأة وصوت الحرية وعلى رأسها الدولة الفاشية التركية.

زر الذهاب إلى الأعلى