كتب السيناتور ليندسي غراهام الذي يعتبر من أكثر الجمهوريين داخل الكونغرس نفوذاً، و5 أعضاء آخرين في مجلس الشيوخ رسالة إلى الرئيس ترامب مُعربين عن قلقهم بشأن سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا ويطالبونه بعدم الانسحاب وتحقيق الأهداف المنشودة لأمريكا في المنطقة التي تم الوعد بها.
وجاء في نص الرسالة:
عزيزي السيد الرئيس نكتب اليوم للتعبير عن قلقنا بشأن نظر إدارتكم في سحب القوات الأمريكية من سوريا. نحن نعتقد أن مثل هذا الإجراء في هذا الوقت هو خطأ سابق لأوانه ومكلف لا يهدد فقط سلامة الولايات المتحدة وأمنها، بل يشجع أيضًا تنظيم الدولة الإسلامية وبشار الأسد وإيران وروسيا تحتفظ الولايات المتحدة حالياً بوجود عسكري صغير ومحدود داخل سوريا.
إن ما يقرب من 2000 جندي أمريكي يتمركزون في سوريا بمثابة درع حيوي ضد خلايا داعش العاملة في شمال وشرق سوريا. بينما تعتقد أن خطر داعش قد تلاشى، فإن الظروف على الأرض ترسم صورة مختلفة جداً، بالإضافة إلى ذلك، تقدم قواتنا الدعم الأساسي لشركائنا الكرد، الذين كانوا حاسمين في القتال ضد داعش، فإذا خسر شركاؤنا الكرد في المنطقة، فإننا نخاطر بعودة ظهور داعش واستسلام محتمل أو تدمير كامل للمقاومة الكردية في المنطقة.
علاوة على ذلك، هناك مئات المقاتلين الأجانب المحتجزين في الأسر، والشركاء الكرد معرضون لخطر الإفراج عنهم أو ما هو أسوأ إذا تم سحب دعمنا إذا قررت متابعة قراركم بسحب قواتنا من سوريا فإن أي بقايا لتنظيم داعش في سوريا سوف تجدد وتشجع جهودهم في المنطقة.
ومع ذلك، فإن داعش ليس هو التهديد الوحيد، لا تزال ديكتاتورية بشار الأسد تثقل كاهل الشعب السوري، ونخشى أن يؤدي انسحاب قواتنا إلى تشجيع بشار الأسد على اتخاذ مزيد من الإجراءات لترسيخ سلطته، إن انسحاب الوجود الأمريكي من سوريا يعزز أيضاً خصمين آخرين إلى الولايات المتحدة “إيران وروسيا”.
كما تعلمون، استخدمت كل من إيران وروسيا الصراع السوري كمرحلة لتوسيع نفوذهما في المنطقة أي علامة ضعف تظهرها إيران أو روسيا لن تؤدي إلا إلى زيادة حضورها في المنطقة وانخفاض الثقة،
دعوتنا للقوى الدولية واللاإنسانية:
- يجب ألا تغادر قوات التحالف شمال وشرق سوريا / روج آفا.
- يجب على مجلس الأمن الدولي أن يجتمع على وجه السرعة، ويقرر حماية هذه المنطقة من العدوان، ويعلن أنها منطقة حظر جوي.
- يجب على الولايات المتحدة إعادة النظر في قرار الانسحاب من هذا المجال وإلغائه.
- يجب على الدول الأوروبية وخاصة فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وضع هذه القضية على الفور في جدول أعمالها، ويجب ألا تبقى صامتة في مواجهة المجازر المحتملة ضد الكرد والعرب والسوريين والآشوريين والأرمن في المنطقة.
- روسيا يجب ألا تبقى متفرجةً على هجمات الدولة التركية كما فعل في عفرين، بل يجب أن تعارض السياسات التدميرية للدولة التركية وتقوم بالتدخل في هذه المنطقة.
- يجب على المدافعين عن حقوق الإنسان وحركات السلام والمنظمات النشطة في مجالات السياسة والمجتمع ألا يبقوا صامتين في مواجهة المجازر الوشيكة، بل يجب أن يسمعوا أصوات الكرد والعرب والسريان والآشوريين والأرمن والملايين من المدنيين الأبرياء العلويين والمسلمين والإيزيديين والمسيحيين الذين يهددهم عدوان الدولة التركية، ويقفون متضامنين مع شعوب شمال وشرق سوريا ويساعدون في نقل طلباتهم من أجل الحماية والسلام إلى العالم، سيقاوم شعب كردستان ضد هذه الهجمات، ندعو الجميع للتضامن مع شعبنا! “من شركائنا وحلفائنا”.
يجب ألا يتكرر إدارتك نفس الأخطاء التي ارتكبتها الإدارات السابقة وتوافق على هذه الجهات السيئة.
في الختام:
نشجعكم على إعادة النظر في اقتراحكم بسحب القوات الأمريكية من سوريا لضمان أن مصالح بلادنا المؤمن شركائنا وحلفائنا، ويجب ألا تُكرر إدارتك نفس الأخطاء التي ارتكبتها الإدارات السابقة، وتوافق على هذه الجهات السيئة، نشجعكم على إعادة النظر في اقتراحكم بسحب القوات الأمريكية من سوريا لضمان أن مصالح بلادنا الاستراتيجية مضمونة بإخلاص.
Lindsey O. Graham
