حواراتمانشيت

يوسف: تركيا تحاول الوصول إلى البحر من خلال عفرين

تشهد مناطق روج آفا والشمال السوري على مدار أكثر من سبع أعوام تهديدات تركية صريحة، والمسؤولون الأتراك في جل خطاباتهم يؤكدون أن الكرد يشكلون خطراً على أمن القومي لتركيا، لذلك وبعد محاولات عدة فاشلة بطرق غير مباشرة شنت تركيا في الـ 20 من كانون الثاني المنصرم هجوماً على عفرين التي وجدتها نقطة ضعف ويجب استغلالها لتحقيق مآرب ومخططات تركية عدة في المنطقة، ومنه أردنا في صحيفة الاتحاد الديمقراطي الحديث حول الأهداف الصريحة للاحتلال التركي على عفرين؟ والدور الإيراني في هذا الهجوم؟ بالإضافة إلى العلاقة الإسرائيلية الإيرانية؟ وذلك مع الرئيسة المشتركة للمجلس التأسيس لفيدرالية شمال سوريا هدية يوسف، وقد أعددنا لكم قرائنا الأعزاء الحوار التالي:

– ما هو الهدف التركي من احتلال عفرين؟

تركيا باحتلالها إقليم عفرين تهدف إلى تعزيز مطامعها على أرضنا، ومشكلة تركيا لا تتجلى فقط بوجود كيان كردي على الحدود التركية السورية، بل ترغب في احتلال المنطقة من خلال احتلال عفرين وإلى احتلال مناطق أخرى فالوصول إلى البحر، وهنالك عدة أهداف من مشروعها الاحتلالي هذا وتكمن في إعاقة أي مشروع ديمقراطي في الشمال السوري وخاصة المشروع الفيدرالي الديمقراطي، وباحتلالها هذا تعمل على إعاقة تطوير هذا المشروع، ومن جهة أخرى تضمن نفوذها في هذه المنطقة بعد أن يتم التوافق على التقسيمات الجديدة في الشرق الأوسط، وأن يكون لتركيا النفوذ في المنطقة لذلك تعمل على احتلال الأراضي السورية لضمانة وجود نفوذها في التقسيمات القادمة في الشرق الأوسط.

هذا الهجوم يستند إلى تحالف تركي روسي إيراني، وهذا التحالف هو بنفس الوقت تهديد لحلف الناتو الذي لم يصغي لطلبات تركيا، التي تقوم بإنشاء تحالف آخر ضد التحالف الدولي أو حلف الناتو، لذلك فتركيا من خلال هذا الاحتلال تهدف إلى الضغط على حلف الناتو وعلى أميركا بالذات.

عدة مسائل تهدف إليها تركيا والمسألة الأساسية من بينها هي احتلال المنطقة للوصول إلى مطمعها العثماني، وتعمد من خلال هجومها هذا إلى إفراغ المنطقة من سكانها وإجراء تغيير ديموغرافي في هذه المناطق ومن ثم الانتقال إلى مناطق أخرى، وتركيا لن تتوقف عند احتلال المناطق الكردية فقط بل المناطق السورية الأخرى أيضاً في خطر لذا الهجوم على عفرين يعتبر هجوماً على الشعب السوري عموماً.

– الدور الإيراني في العملية العسكرية على عفرين بما يتجلى؟

الهجوم الاحتلالي للجيش التركي على إقليم عفرين لم يكن قرار من الدولة التركية فقط، إنما كان نتيجة التحالف بين تركيا وروسيا وإيران للهجوم على إقليم عفرين لذلك فهذا الصمت وعم وجود أي ردة فعل والاتفاق مع تركيا إذاً يعتبر جميعهم شركاء في هذا الهجوم الذي تشنه الدولة التركية.

باعتبار هذا الهجوم اعتمد على التوافق والتحالف بين هذه القوى لذلك فإيران وروسيا شركاء في هذا الهجوم الذي يستهدف المدنيين والأطفال ويدمّر البنية التحتية والأماكن الذي يتواجد فيه سكان عفرين لذلك فدورهم كبير في هذه الهجمة العدائية وحتى الآن لم تبادر أياً من هذه الدول إلى إيقاف هذا العدوان ولا شك أن الهجوم الاحتلالي للدولة التركية استند إلى الاتفاق بين هذه الدول وإيران جزء من هذا الاتفاق.

– قبل مدة استهدف الطيران الإسرائيلي مواقع عسكرية إيرانية على الأراضي السورية فكيف تفسرون هذا الشيء؟

القصف الإسرائيلي على الأراضي السورية ليس مشكلة اليوم بل أنها مشكلة متواجدة منذ سنين، نحن نعلم جيداً أن بن إيران تشكل خطراً على اسرائيل، وبنفس الوقت إيران تعادي وجود اسرائيل في فلسطين وسوريا، مشكلة الجولان قائمة حتى الآن وهنالك عداء بين هذه الأطراف، وفي هذه الفترة تجرى تقسيمات جديدة في الشرق الأوسط وتتطور التحالفات وكل طرف يقوم بعقد حساباته وتوافقاته وتحالفاته، فضمن هذه الأزمة الموجودة في سوريا الأطراف المتواجدة حاليا كإيران وروسيا وتركيا، تقوم بتمهيد الوضعية لتصفية حساباتهم في هذه المنطقة.

الأوضاع السياسية المتواجدة في المنطقة كلها مترابطة ببعضها البعض والآن أميركا واسرائيل تعتبران أن إيران خطر على المنطقة لذلك يقومان باستهداف إيران اعتباراً من الملف النووي إلى وجودها في سوريا ولبنان واليمن وغيرها من المناطق الأخرى، والقصف الإسرائيلي للإيرانيين اعتمد على هذه الأسباب باعتبار أنه تم إطلاق جسم من هذه الأراضي على اسرائيل ربما تكون هذه حجج من أجل إنشاب أو من أجل تحضير وضعية اشتباك جديدة في المنطقة باعتبار منطقة شرق الأوسط تمتلك خاصية التطورات اللحظية، فبكل لحظة من المتوقع حدوث أي تغيرات في الوضع السياسي والعسكري كون منطقتنا منطقة صراع لذلك فإسرائيل تجنباً لأي هجوم من هذه المناطق المتأزمة قامت بهذا القصف من الأهداف الاراضي الاسرائيلي، لذلك فهي استنادا على ذلك تقوم بالرد على هذه الهجمة لأنه من المتوقع أن تكون هذه الهجمة مدبرة من قبل ايران، لذلك فهي قامت بهذا القصف.

إن إسقاط الطائرة الاسرائيلية تخلق حالة من النزاعات في المنطقة وربما تأجج الحرب بين الأطراف في هذه المنطقة باعتبار أن هذه المنطقة هي منطقة صراع وعلى هذا الأساس تم القصف.

– إلامَ تعزون ارتباط الشعب في عفرين بأرضهم ومقاومتهم للاحتلال الذي جاء متأكداً من نصره خلال أيام؟

قامت الدولة التركية بهجوم احتلالي على عفرين وكما تحدثنا سابقاً بأنه يريد أن يحتل هذه المنطقة ويقوم بإفراغها من سكانها للقيام بتغيير ديموغرافي وإحلال الأتراك والعرب المواليين للنظام التركي والكثير ممن جلبهم من مختلف أصقاع الأرض تحت مظلة الإسلام مكان السكان الأصليين،

لهذا تقوم تركيا بضرب وقصف الأماكن الحيوية والبنية التحتية والمدنيين لإجبارهم على ترك ديارهم، ومن جهة أخرى يقوم باستهداف المناطق الحية والتي تساهم استدامة الحياة في المدن والمناطق لذلك فتركيا تريد أن تصعب على الشعب جميع ظروف الحياة إلى جانب تخويفهم وقتلهم وتدمير منازلهم وإجبارهم على النزوح من المنطقة وإفراغها ليستطيع النيل من المقاومة وهزيمتها، لذلك شعبنا في عفرين بالفعل لم يخف من هيبة ثاني أكبر دولة في حلف الناتو بجيشها وعتادها بل شعبنا استمد قوته من شهدائه ومن فكر وفلسفة القائد أوجلان بنفس الوقت شعبنا هو شعب وطني مرتبط بترابه وبأرضه ووطنه وبميراث شهدائه ومكتسبات ثورته ومنها يستمد قوته المعنوية في الإصرار على مقاومة العدوان التركي على أرضه.

زر الذهاب إلى الأعلى