ثقافةمانشيت

هيئة التربية والتعليم تواظب دوراتها التدريبية لرفع كفاءة العملية التعليمية

أنهى أكثر من 300 ألف طالب وطالبة في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية عامهم الدراسي 2018/2019 بمدارس مقاطعتي قامشلو والحسكة بإقليم الجزيرة بتاريخ 9/5/2019 ودخلوا إلى العطلة الصيفية.

وبغية مواكبة متطلبات المرحلة الدراسية المقبلة والتغيرات التي تطرأ على المناهج والمواد واستعداداً للعام القادم، دخل معلمو المرحلة الابتدائية في هذه المقاطعات إلى دورات تدريبية للنهوض بمستوى التعليم لدى الطلاب وكيفية التعامل معهم بالأسلوب الذي ترتقي إليه هذه الدورة وجعلها منبراً لتنمية قدراتهم ومستوى التعليم لدى جميع الطلاب.

وبهذا الصدد التقت صحيفة الاتحاد الديمقراطي بإداريين ومعلمين من مدرسة صالح عبدي أحد المراكز التي افتتحت فيها هذه الدورات الصيفية:                           

الدورات التدريبية ضرورية لتعزيز التواصل بين المعلم والطالب

شاما محمد من المسؤولين عن الدورة التدريبية الصيفية في مدرسة صالح عبدي، تحدثت لصحيفتنا قائلة:

بدأت الدورة في 22-6-2019 ومدتها 22 يوماً، ويتم تدريس المعلمين خلال الدورة “علم الطفل، الرياضيات، العلوم، اللغة، وطرائق التدريس وغيرها من المواد الأخرى”، ولـ علم الطفل 40 ساعة، إلى جانب 8 ساعات “ستاجات”، ولكل مادة من المواد الأخرى 15 ساعة، والدورة تبدأ من الساعة الـ 8 وحتى الساعة 12 مع وجود استراحة نصف ساعة، والعطلة يوم الجمعة.

وتابعت: يتم التركيز بشكل كبير على اللغة من ناحية الكتابة والقراءة للاطلاع على مستوى تدريس المعلمين للغة، وفي الحقيقة التطور الذي طرأ على تدريس المعلمين ملحوظ وذلك بفضل الدورات الصيفية التي يتلقونها وإكمالهم لمراحل تعلمهم اللغة، وهدفنا الأساسي من خلال إعطاء المحاضرات في هذه الدورة هو تعزيز التواصل بين المعلم والطالب وتطوير طرائق التعامل والتخاطب بينهما.

وأضافت: تشمل الدورة جميع المعلمين ضمن 14 قاعة، ولعدم استيعاب هذه القاعات لعدد المعلمين تم تأجيل الدورة التدريبية للبعض منهم لحين انتهاء هذه الدفعة، وستشمل الدفعة الثانية من المعلمين على 5 قاعات، والتي ستبدأ في 22 تموز بعد انتهاء الدفعة الحالية من تدريبهم.

وأشادت شاما محمد في ختام حديثها بجهود المعلمين لاكتساب أكبر قدر من المعلومات خلال هذه الدورة، إضافة إلى تحملهم الصعوبات التي تواجههم ولا سيما موجة الحر التي تجتاح المنطقة وقلة توفر المياه وانقطاع الكهرباء، لكن رغم كل ذلك يواظب المعلمون على متابعة دورتهم بروح حماسية، وتمنت نجاح هذه الدورة والذي سينعكس إيجابياً على كافة المدرسين والطلاب.  

الجولات  للمدارس  كان لها الدور البارز في رسم خارطة الدورة التدريبية

فيان عمر من الطاقم التدريسي للدورة الصيفية التدريبية، تحدثت بدورها للصحيفة:

إن هذه الدورة هي لمعلمي المرحلة الابتدائية، ولا شك بأننا لاحظنا تقدماً كبيراً في مستوى دورتنا هذه السنة، ففي هذه السنة يتلقى المعلمين معلومات عامة وأخرى تخص المواد الدراسية بشكل أوسع وأشمل، ويتم التركيز على علم الطفل لتوعية المعلمين وليصبح لديهم رصيد من المعلومات تساعدهم على الإجابة على أي سؤال من الممكن ان يتم طرحه من قبل الطلاب.

وتابعت: بالرغم من الصعوبات التي تواجه المعلمين إلا أن لديهم كامل القابلية لاكتساب المعلومات التي تهم الطالب، وعلى وجه الخصوص يتم خلال الدورة التدريبية هذه السنة النقاش بين المعلمين لتوسيع فكرهم وتوجيههم لتدارك النقص والضعف الموجود لدى بعض المعلمين في المواد التدريسية.

وأضافت: خلال السنة الدراسية كنا نقوم بجولات شبه أسبوعية للاطلاع على أوضاع الطلبة والمعلمين ليس فقط لتوجيههم بل لمعرفة شكاوى ومتطلبات الطلاب أيضاً لأن وجود النقص في تدريس المعلمين سينعكس سلباً على مستوى التعلم لدى الطلاب.

هذا وتمنت التوفيق للمعلمين في إيصال رسالتهم الإنسانية في التعليم إلى الطلاب بالشكل المناسب ووفق المسؤولية التي هم في طور تحقيقها، إضافة إلى تحفيز الطلاب على التعلم بلغتهم الأم وتطوير شخصيتهم والذي سيعود بالفائدة الجمة على مستقبل روج آفا.

علينا تدريس الطلاب بالصورة الصحيحة لأنهم مستقبل المجتمع

براء حسين مُدرسٌ منضم إلى الدورة التدريبية الصيفية، حيث تحدث لصحيفتنا عن هدفهم من الانضمام ودور هذه الدورة المهم في صقل الوعي واسلوب التعامل بينهم وبين الطلبة:

نلاحظ تقدم كبير في المستوى من سنة إلى أخرى، والفضل يعود إلى الدورات التدريبية التي ننضم إليها خلال الصيف، كون المعلمون يتلقون خلالها معلوماتٍ كثيرة ومختلفة، إلى جانب وجوب دخول بعض التعديلات على المواد الدراسية لضمان عدم وجود أي ثغرات تؤدي إلى ظهور صعوبات أمام الطلاب.

وتابع: نحن في مرحلة حساسة وكل نقطة مهمة لنا لأننا الآن نضع الأساس لجيل كامل وعلينا أن نكون على قدر هذه المسؤولية، وعلينا المساهمة في تطوير المجتمع من خلال تدريس الطلاب بالصورة الصحيحة لأن الطلاب هم مستقبل المجتمع، ومن خلال هذه الدورة نعمل على إيصال كافة المعلومات التي نتلقاها إلى الطلاب الذين بدورهم ينقلون ما يتعلمونه إلى المجتمع، فهدفنا الأساسي من هذه الدورة هو النهوض بالمجتمع وبمستوى الطالب بالصورة الإيجابية الصحيحة.

وتمنى في ختام حديثه النجاح والتوفيق للمعلمين في هذه الدورة، والتطور من كافة النواحي التعليمية والثقافية والاجتماعية..”، واقترح أن يتم فتح دورات “محو الأمية” لأنه من حق كل فرد تعلم اللغة الكردية “اللغة الأم”.

اللغة الكردية هي هويتنا التاريخية

شيرين خليل مُدرّسة مُنضمة إلى الدورة التدريبية التي افتتحتها هيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة، تطرقت خلال لقائنا معها إلى الحديث عن أهمية هذه الدورة للمعلمين لبناء جيل يطمح نحو المزيد من العلم والديمقراطية، حيث قالت:

لهذه الدورة أهمية كبرى للمعلمين وذلك لدعمهم في بناء جيل حالمٍ بالحرية والديمقراطية، لذا ندخل في مثل هذه الدورات بعد انتهاء العام الدراسي كون العلم ليس له حدود أو قيود، وننضم للدورات التدريبية لنكون على دراية بما سنقوم بتدريسه في السنة الجديدة ونبني فكر الطالب على قيم إنسانية صحيحة، فنحن ندرس تلخيص شامل لكافة المواد الدراسية، وبسبب ضِيق الوقت ومدة الدورة القصيرة نسلط الضوء على الأشياء المهمة التي تضمها المواد التدريسية، إلا أنه يمكنني القول بان الشيء الأهم الذي من واجبنا التركيز عليه هو كيفية التعامل مع الطالب بمنتهى الحذر والجدية.

وأضافت: لا يوجد أي شخص بدون نقاط ضعف أو أخطاء لكن من الضروري معرفتها وحلها لبناء جيل واعد مساهم في بناء المجتمع على الأسس الصائبة والمهمة، وبفضل نقاشاتنا، إلى جانب النقد والنقد الذاتي نتوصل إلى نتيجة إيجابية وحلول لكافة المشاكل التي من الممكن أن تواجهنا أثناء التدريس.

وأكدت على أنه بدون التعب والعناء لن نستطيع الوصول إلى أهدافنا في بناء جيل ناجح يساهم في الدفاع عن أرضه ولغته، ويصبح عنصراً فاعلاً في المجتمع، فمن واجب الجميع حماية اللغة الكردية “اللغة الأم” من الضياع، لأنها هويتنا وتاريخنا ومستقبلنا.

افتتاح معاهد وجامعات باللغة الكردية يثبت للجميع أنه ليس لإرادة الكرد حدود

سيآل حسين مُدرّسة من مدينة قامشلو تحدثت بدورها لصحيفة الاتحاد الديمقراطي قائلة:

إن وجودنا في الدورة التدريبية لشيءٌ نفتخر به، لأن بذلك تتوسع آفاق فكرنا ونتلقى كل ما يخص المواد الدراسية من قبل معلمين مختصين متعاونين جداً معنا، والشيء المميز في هذه الدورة هو الروح الرفاقية التي يتمتع بها الجميع من إداريين ومدرسين وهذا دليل على مدى الوعي الكبير لديهم.

وتابعت: طبعاً هناك فرق كبير في طريقة تدريس المواد أو حتى مضمونها خلال السنة الماضية وهذه السنة لأنه وإلى الآن يتم حصول تغيرات ضمن المواد الدراسية ومحتواها، ووجودنا في هذه الدورة التدريبية يساعدنا وبشكل كبير على تلقي المعلومات الجديدة التي من الممكن أن تمر معنا خلال عامنا الدراسي الجديد.

وأردفت: بالإضافة إلى ما تم ذكره فأننا في هذه الدورة ندرس أسلوب وكيفية التعامل مع الطلاب الصغار داخل الصف لنكون قدوة لهم ونعلمهم كيفية التعامل مع أفراد المجتمع.

وأشارت سيآل حسين إلى أن المعلمين المنضمين إلى الدورة على قدر المسؤولية التي تقع على عاتقهم، فجميعهم حريصون على الحفاظ على لغتنا وتاريخنا الكردي العريق، فبدون لغتنا وحضارتنا لا وجود لنا أيضاً، وأشادت بما يفعله المعلمين والطلاب في سبيل الحفاظ على اللغة الكردية “اللغة الأم”، كما تمنت افتتاح دورات أخرى وأكاديميات على مستوى شمال شرق سوريا، لنعرّف دول العالم على لغتنا وهويتنا التاريخية، وبالرغم من الحروب والإمكانيات القليلة استطعنا أن نبرهن لأنفسنا أولاً وللدول الأخرى ثانياً أن إرادة الكرد ليس لها حدود أو قيود، وسنستمر على دربنا هذا، فافتتاح معاهد وجامعات باللغة الكردية أكبر دليل على إرادتنا ومقاومتنا لإيصال اللغة الكردية إلى العالم أجمع.

 

إعداد: ألندا قامشلو

زر الذهاب إلى الأعلى