تقاريرمانشيت

موسم الحبوب يتأرجح بين الحرائق وتحصيل الديون والرشاوي

بعد شتاء غزير الأمطار, توقع المزارعون في مناطق شمال وشرق سوريا أن يكون موسم الحبوب هذا العام ممتازاً, و اختلاف أسعار شراء القمح والشعير بين النظام السوري والإدارة الذاتية شكل صراعاً اقتصادياً شرساً خلف نتائج كارثية, فالنظام  أغرى المزارعين بأسعار شراء أعلى من أسعار الإدارة الذاتية, وبنفس الوقت كان مشاركاً إن لم يكن يتحمل المسؤولية الكاملة عن احتراق آلاف الهكتارات من الأراضي التي لم تُحصد, ناهيك عن الرشاوي والمحسوبيات والسماسرة, حيث تتعمد السلطات في المراكز تأخير الاستلام لتحصيل الرشاوي, وبحسب شهود فإن تقديم دور واحد يكلف من 50 إلى 100 ألف ليرة سورية, وكذلك تعمّد التأخير يرافقه سماسرة تابعين لمسؤولين يعرضون الشراء بمبالغ أقل من التسعيرة النظامية, وكذلك تحديد نوعية القمح تحتاج إلى دفع مبالغ, وآخر الأخبار تفيد بأن المصرف الزراعي التابع للنظام في الحسكة أقرّ تحصيل ملايين الليرات السورية من مزارعي المحافظة من إجمالي قيمة ديونه المترتبة عليهم من الفوائد المركبة( الفائدة على الفائدة) التي أثقلت كاهل الفلاح وجعله يغرق بالديون, حيث بلغت قيمة ما تم تحصيله حوالي 320 مليون ل.س من إجمالي الديون المترتبة المزعومة على مزارعي المحافظة البالغة  نحو 58 مليار ليرة, و تشمل الفوائد والغرامات وقيمة البذار والأسمدة والقروض الزراعية التي مُنحت لهم منذ أكثر من 10 سنوات, والتحصيل يكون عبر اقتطاع 15% من قيمة كل فاتورة خلال الموسم الزراعي الحالي, حيث تم تحصيل ديون المصرف الزراعي التعاوني الحكومي من مزارعي (سري كانيه) والحسكة وقامشلو وعامودا وتل براك الذين باعوا موسمهم للنظام.

إذ أكد ذلك أحد مزارعي الدرباسية بالقول:

النظام من خلال المصرف التعاوني الزراعي استغل وصول المحاصيل إلى مؤسساته، ليفتح الدفاتر المغلقة ويحصَلَ ديوناً كنا نسيناها.

حيث أضاف: فاتورتي بلغت قيمتها ميلوني ليرة سورية، بعد أن احتسب خبراء مؤسسة الحبوب محصولي من القمح في الفئة الأولى بعد دفع رشاوي لبعض العاملين في المؤسسة رغم جودة المحصول منوهاً إلى أن الأمر سيكون أقل كلفة لو باع محصوله للإدارة الذاتية.

فيما أعلنت الإدارة الذاتية الديمقراطية استلام 240 ألف طن من محصولي القمح والشعير منذ 25 أيار الماضي في 12 مركزاً بإقليم الجزيرة.

وقد أشار الرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد والزراعة بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا (سلمان بارودو) إلى أن الإنتاج سيكون أدنى من توقعاتهم لأسباب عدة, وأهم الأسباب هي الحرائق التي التهمت آلاف الهكتارات الزراعية في مناطق الإدارة الذاتية لهذا العام, وأثّرت بشكل كبير على إنتاج المزارعين.

وسبب تأخر المزارعين بتسويق محاصيلهم والتأخر بجني المحاصيل حتى الآن هو عدم نضجها، وكثرة الكميات المزروعة لمحصولي القمح والشعير لهذا العام, وقلة الحصادات في بعض المناطق.

وأكدت الإدارة الذاتية أن معظم الحرائق التي اندلعت مفتعلة, وتأتي في سياق حرب اقتصادية تستهدف بشكل مباشر قوت الشعب ورزقه، حيث تعرضت مناطقة شمال وشرق سوريا بشكل عام وبالأخص مناطق إقليم الجزيرة لتلك الحرائق التي التهمت آلاف من الهكتارات من المحاصيل الزراعية لأبناء المنطقة.

وفي هذا السياق زار وفد من قسم الشؤون المدنية في التحالف الدولي مركز مقاطعة قامشلو للاطلاع على الواقع الخدمي والاقتصادي وما واجهته المنطقة من حرائق وفيضانات خلال العام الجاري, حيث ضم الوفد كلاً من الرائد في القوات الأمريكية وقائد فريق الشؤون المدنية (كارل) ومسؤولة مجموعة ستارت لتقديم الإغاثة والمساعدات اللوجستية التابعة لوزارة الخارجية الاميركية (إيمي سميث)، ومسؤولي قسم الإعلام في القوات الأميركية (ماك أولف) و(نيك سلف).

وأكّد الوفد أنهم على دراية بما يفعله مرتزقة داعش، وأشار إلى ضرورة التعاون بين الطرفين من خلال إعداد تقارير ودراسات وإحصائيات دقيقة حول حجم الحرائق والمساحات التي تعرضت للإتلاف، واحتياجات  المنطقة من آليات هندسية وآليات إطفاء، وتقديمها إلى المنظمات والجهات المعنية في الخارج لتأمينها من أجل تفادي حدوث هذه الظواهر في المستقبل، ولدعم القطاعات المتضررة.

وبعد تجوّل الوفد الزائر ضمن لجان مجلس مقاطعة قامشلو، توجه لعدّة مناطق تعرضت للحرائق، حيث وعد وفد التحالف بإجراء زيارات مماثلة في المستقبل للاطلاع على الواقع الخدمي في المنطقة بشكل أكبر.

وكانت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا قد أعلنت عن تشكيل لجان مشتركة من هيئة الزراعة وقوى الأمن الداخلي (الآسايش) لتعويض المزارعين المتضررين جراء الحرائق التي اندلعت في الأراضي الزراعية في مناطق شمال شرق سوريا, حيث ستقوم بإحصاء المساحات المحترقة من محصولي القمح والشعير ليتم مناقشتها من أجل إمكانية تعويض المتضررين من هذه الحرائق.

زر الذهاب إلى الأعلى